صلاح احمد عبد الله

النواب.. والرحلة عبر بحر الظلمات!!؟


* بحر الظلمات.. هو الاسم الجغرافي القديم للمحيط الأطلسي.. قبل حركة الكشوف الجغرافية.. التي انتظمت القارة الأوربية بحثاً عن أراضٍ جديدة وموارد جديدة.. كان من نتائجها اكتشاف أمريكا الشمالية.. ومن ثم باقي أجزاء واسعة من الكرة الأرضية.. وكما هو معروف تبع ذلك حركة استعمارية واسعة لم تنجُ منها حتى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها..!!

* المهم.. يا نوابنا الكرام.. نتمنى لكم رحلة سعيدة الى بلاد الحرية (والدولار) الأصلي.. لأنه عند مدخل مدينة (نيويورك) ستجدون تمثالاً ضخماً.. عالياً لامرأة جميلة.. تحمل (شعلة) وهي رمز لحرية تلك البلاد.. ودستورها.. الذي يحترمه الجميع.. ولم يتعرض هذا الدستور.. (لمقص) ترزية القوانين هناك.. لأن (القضاء) ما يزال يتدخل.. (هناك).. ضد أي قرارات غير عادلة.. حتى لو أصدرها (رئيس) أقوى دولة في العالم.. وحكاية (ترامب) خير مثال.. ومن قبله التحقيق مع كلينتون.. وإجبار (نيكسون) على الاستقالة بعد فضيحة (ووترقيت) الشهيرة..!!
* في حي مانهاتن.. وبروكلين.. قد تشاهدون (مظاهرة) صاخبة تندد بقرارات الرئيس ترامب الأخيرة.. يهتفون ضدها بكل (حرية) لا تستغربوا أو تندهشوا إذا لم تروا عربات شرطة تطاردهم وتلقي القبض عليهم.. أو حتى تفرقهم بالغاز المسيل للدموع.. اتركوا عمائمكم على رؤوسكم.. عالية.. ولا تفرتقوها لتتكمموا بها من هذا (الغاز).. لأن الأمر سيمر بهدوء.. بعد أن عبرت جموع من الشعب عن رأيها..!!
* إذا دخلتم الى مبنى الكونجرس.. أو النواب.. لن تجدوا (أحداً) يصفق لمسؤول.. أو يهتف باسمه.. ولن تجدوا (أصبعاً) يمتد عالياً.. مع أي (عصا).. هنا لا (تحية) إلا للحقيقة ولمصلحة الشعب.. هنا لا أحد يفكر في (سيارة) بالأقساط المريحة.. أو قطعة أرض شرق المدينة.. أو حتى مزرعة خاصة.. لأن الإعلام.. والصحافة.. وكل الشعب.. بالمرصاد.. لأي تجاوز.. أو فساد.. أو حتى (كذبة) أياً كان..

* لا تندهشوا من كثرة الشركات العملاقة التي تنتج كل شئ.. من الإبرة.. والرصاصة.. والطائرات بكل أنواعها.. ومركبات الفضاء.. وهذا لا يهمنا.. ولا يهمكم.. فقط (زوروا) ديترويت حيث شركات السيارات الفخمة.. وهذا ما يهمنا.. ويهمكم بالطبع.. حتى لا تعودوا بخفي (حنين)..
* في الموانئ المهمة.. مثل ميناء نيويورك.. لن تجدوا (كونتينر) مليئاً بالمخدرات يصل (هكذا).. أو آخر يخرج وبداخله (٣٢) ألف جهاز موبايل. ولن تجدوا أن (الحتات) كلها باعوها في بروكلين أو مانهاتن.. لمستثمر (محلي).. أو عابر سبيل.. كل شئ هناك. في بلاد اللامشروع حضاري تحت (الضوء).. لن تجدوا مياهاً ملوثة بسبب.. إسهالات مائية.. لأن (الكلور) منتهي الصلاحية.. ولا شتول (نخيل) دخلت فجأة.. الى السهول الوسطى جوار جبال الروكي.. لأن أحد ا(الكبار) من أهل الزراعة يريد أن يتربح منها على حساب ثروة أهله.. في (شمال) السهول الوسطى..
* لن تجدوا مشروعاً زراعياً فاشلاً.. أو سداً (ماسورة).. زوروا البحيرات العظمى لتروا كيف تستخرج الكهرباء.. التي تكفي كل الولايات المتحدة.. وكندا.. وأجزاء واسعة من المكسيك.. دون فشخرة.. أو (من).. من أي مسؤول..!!

* تجولوا في شوارع المدن.. وأنتم تستمتعون (برحلة) رفع العقوبات.. والحظر.. لتروا شعباً (راقياً) ممتلئاً صحة وعافية.. عملاً منتجاً.. وتعليماً.. قد يصنع منه (عالماً) يخدم بلده.. لا (عالة) يعيش على أمجاد (أهله) وتاريخهم.. وأموال شعبه.. بعد أن كان بعض الأهل في سدة الحكم..

* زوروا.. كارتر تجدوه يعمل في مزرعته.. وكذلك بوش.. وحتى (أوباما) حمل حقيبة المحاماة وذهب الى مكتبه.. أو ليلقي المحاضرات في جامعة شيكاغو.. لم يجلس أحد في (قصره) يتنعم.. بالمال العام.. وإرث التاريخ.. والشعب يدفع.. ثمن (الفاتحة).. والنظرة الحنون..!!
* مبروك عليكم (الفسحة).. والدولارات الأصلية.. من موطنها..
* أحضروا.. (جونتات) للصفقة لكل القرارات المرتقبة.. ولا تنسونا من (صالح) سيارات (ديترويت).. زهجنا من منظر السيارات الكورية..!!

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة