عالمية

زيدان يثير جدلا مجددا:مصر لم يكن بها جيش وقت وفاة النبي


أثار الروائي المصري، يوسف زيدان، الجدل مجدداً بعدة تدوينات له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حيث قال فيها إن مصر لم يكن بها جيش وقت وفاة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

ونشر زيدان 5 تدوينات يرد فيها على كلمات للداعية اليمني الحبيب علي الجفري في الندوة التثقيفية الـ 24 للقوات المسلحة، أشاد فيها بجيش مصر قديماً وحديثاً وقبل انتشار الإسلام.

وقال زيدان إن الكلام الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف، عن مدح النبي لجيش مصر خطأ فقد توفي النبي ولم يكن لمصر جيش أصلاً، وإنما كانت محتلة بالجيش البيزنطي، ومن قبله الجيش الروماني، وكلا الجيشين لم يكن يُجند المصريين وإنما يستعملهم كعبيد لجنوده وخدّامين لقواده، وخلال مئات السنين لم يُعرف اسم جندي أو قائد مصري.

وأضاف زيدان أن الكلام المُجامل الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف، وإشارته إلى عظمة بيبرس التي ظهرت في مصر ولم تظهر في بلاده خطأ أيضا لأن بيبرس الذي كان مملوكاً جُلب إلى مصر طفلاً، ولم يكن بمقدوره إظهار أي شيء في طفولته والذي ظهر منه في مصر، لم يكن فيه عظمة بأي معنى من المعاني، فقد شارك في موقعة عين جالوت للحفاظ على سلطة المماليك وحُكمهم لمصر، وفور انتهاء الموقعة تآمر على صاحبه قطز وقتله غدراً وحكم البلاد بدلاً منه، عملاً بالقاعدة المملوكية: الحُكم لمن غلب.. ولو بالغدر فأين هذه العظمة الموهومة؟

زيدان زاد في حديثه وقال إن الحبيب الجفري أخطأ ثالثا حين أراد تمجيد جيش مصر بما هو في غنى عنه من المجاملات، فقال وهو واثق مما يقول، إن جيش جلال شاه الذي عجز عن صدّ المغول، كان عشرة أضعاف الجيش المصري الذي انتصر على المغول، والتاريخ لم يعرف شخصاً اسمه جلال شاه، وإنما المقصود هو “جلال الدين منكبرتي” ابن السلطان المسلم محمد خوارزم شاه الذي شاكس جنكيزخان واستفزه، طمعاً في مملكته الواسعة وقد استطاع جلال الدين منكبرتي في بداية الحروب مع المغول تحقيق الانتصارات عليهم، فلما جاء إليه جنكيزخان بالإمدادات المهولة، خانه بعض قواده وانشق عنه جزء كبير من الجيش، فانهزم، ولم يكن لهذه الهزيمة أي علاقة بكون جيشه مصريا أو خوارزميا!

وأضاف زيدان: لقد تحدث الحبيب الجفري عن مآثر الجيش المصري وانتصاره على المغول في عين جالوت، فذكر الأوهام المشهورة التي صوابها باختصار ما يلي، وهو ما يُحجب دوماً عن أذهان معاصرينا: الجيش الذي حارب في عين جالوت كان مملوكياً وقواده غير مصريين، والذي انهزم في عين جالوت هو مؤخرة الجيش المغولي، وفي غياب قائده هولاكو خان. وتعداد المغول الذين كانوا في عين جالوت كان ثمانية عشر ألفاً، بينما الذين اجتاحوا بغداد قبلها بعامين كانوا مئة وعشرين ألفاً والذي انتصر على هولاكو خان، فعلاً، كان ابن عمه بركة خان زعيم القبيلة الذهبية المغولية. ومعرفة حقائق الوقائع التي جرت في حروب المغول والمسلمين، لا تكون بمشاهدة الفيلم السينمائي الدعائي “وا إسلاماه” وإنما بالرجوع إلى المصادر التاريخية المعتمدة، ومنها مثلاً كتاب الدكتور سيد الباز العريني: المغول”.

واختتم “زيدان” كلامه: “وأخيراً، يا أفراد الجيش المصري العظيم، لا تغتروا بكلامٍ ملقى على عواهنه، فأنتم في غنى عن مدحكم بما ليس فيكم”.

الدكتور محمد عفيفي أستاذ ورئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة يفند لـ”العربية.نت” عدم صحة ما قاله زيدان، ويقول إن التاريخ ليس عرضة للجدل والجدال فحقائقه ثابتة لا تقبل التزييف، مضيفاً أن مصر معروف عنها أن بها جيوشاً منذ عهد الفراعنة وهي الجيوش التي حققت فتوحات ودحرت غزاة وصنعت تاريخا.

وقال إن وقت نزول الوحي وانتشار الإسلام كانت مصر واقعة تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية، وكانت ولاية رومانية ومعروف أن الجيوش تتشكل حسب الفترات التاريخية ونظام الدولة وقتها، فقد كان الجيش الموجود بها تابعا للدولة البيزنطية، وعندما جاء عمرو بن العاص لمصر فاتحاً انتصر على الجيش البيزنطي وعقد مع الروم معاهدة انسحبوا على إثرها من مصر وانتهى العهد البيزنطي، وبدأ العهد الإسلامي، مضيفاً أن الجيوش التي تكونت في مصر منذ عهد الفراعنة وحتى عهد محمد على كانت تقوم على فكرتين الأولى هو انضمام المقيمين من المصريين وغيرهم في البلاد للجيش، مثل جيش قطز والظاهر بيبرس وجيوش المماليك متسائلا هل يعلم أحد أن الجبرتي المؤرخ الشهير ليس مصرياً، وأن المفكر الكبير عبدالرحمن الرافعي ليس مصريا أيضا، وهل ينفى أحد عن قطز أنه كان حاكما لمصر وقائدا الجيش وهو مملوكي؟

وقال إن الفكرة الثانية التي قامت عليها جيوش مصر كانت هي العقيدة القتالية وفلسفة الانضمام، فقد كان الانضمام للجيش طوال فترات كبيرة من تاريخ مصر قائم على التطوع والجهاد، ولم يعرف الجيش نظام التجنيد الإجباري إلا في فترات الأسر الفرعونية وعهد محمد علي الكبير ومنذ عهد محمد علي أصبح الانضمام للجيش قائماً على نظام التجنيد الإجباري، مضيفاً أن العقيدة القتالية للجيش في جميع العصور هي الحفاظ على الدولة ومواجهة الغزاة.

وقال إن مصر وبعد توحيد الملك مينا للقطرين أصبحت دولة قوية وكان الجيش المصري من أقوى الجيوش وهزم الحيثيين والرومان والإغريق، ولم يكن يعتمد على المرتزقة بل على المصريين، واستمر الجيش قويا طوال عهد الفراعنة وحتى قيام الدولة البيزنطية، التي احتلت مصر وأصبح الجيش الموجود في مصر وقتها تابعا للدولة الحاكمة، وهم الرومان حتى جاء الفتح الإسلامي لمصر ومن بعدة صار جيش مصر الذي يحمل مهمة الدفاع عن مصر وشعبها من أقوى وأعرق الجيوش في المنطقة.

العربية نت


‫2 تعليقات

  1. ديل أسياد السلبطة,,,

    ايش عرفك انت ده الرسوا آل عننا نحن خير اقناد الارض 🙂 🙂 🙂

  2. المصريون دخلوا الاسلام في خلافة عمربن الخطاب لما فتحها عمروبن العاص، فمتى قال رسول الله(ص) حديثه ما معناه هم خير اجناد الارض، ان كان احدكم لديه السند يكون شاكرا لو مدنا به.