مقالات متنوعة

بطولات زائفة


في عدد (السوداني) يوم أمس خرج عن النص الكاتب مصطفى البطل صاحب زاوية (غرباً باتجاه الشرق)، عندما إنتاش (الجريدة) في معرض تعليقه على إنتقال الكاتبة الصحفية د.ناهد قرناص من (السوداني) إلى (الجريدة)، وصنف (الجريدة) ضمن من وصفهم بصحف (مقاولي المعارضة الإستعراضية ومحترفي النضال المجاني)، البطل أشار إلى نصح الكاتبة بحكم القرابة بتجنب هذه النوعية من الصحف.

هذا الوصف لا يخلو من غرض، وأذن له بالنشر بالرغم من أنه يخدش من مهنية صحيفة (زملية) يقوم على أمرها محررين مهنين يلتزمون بالخط التحريري المرسوم (صحافة المواطن)، وقد أشار بذلك رئيس تحرير (السوداني) الأستاذ بلال بنفسه لرئيس تحرير (الجريدة) التي يصنفها البطل من بين (مقاولي المعارضة المجانية ومحترفي النضال المجاني)، بل أن الزميل ضياء أقر بذلك في إحدى (بوستاته) في بـ(الفيس بوك).

هذه (الجريدة) إنحازت للمواطن معبرة عن قضاياه وهمومه وآلامه، ولا يضيرها إن صنفت على هذا الأساس أو لهذا السبب (أي تصنيف)، ما دام ضيمرنا المهني هو الذي يحرك (ماكينة) العمل، وهذا ما إنعكس على القبول الكبير الذي وجدته رسالة (الجريدة) لدرجة أن التفاعل مع صحفتها على موقع التواصل الإجتماعي (الفيس بوك) تجاوز (140) ألف.
من المؤكد أن الدكتورة ناهد قرناص تشكل إضافة حقيقية لصفحات (الجريدة)، وندرك أنها لن تخسر شيئاً، بل ستكتسب مساحات جديدة لدى قراء جدد كُثر، يتنفسون عشق هذا الوطن ويتفاعلون مع كل من يقدم كلمة في محراب الحقيقة.

قوى المعارضة السياسة جزء من نسيج هذا الشعب وفاعل رئيس في الساحة السياسية مثلها مثل المؤتمر الوطني، ومن المؤسف أن تصدر مثل تلك الأوصاف والأحكام من كاتب يعيش في العالم الأول ويتمتع بكل مميزات الديمقراطية، ويتمتع بهواءً نقياً حيث لا حجر على رأي ولا تمييز على موقف سياسي، في حين أن كتاب (الجريدة) التي ينتاشها يتعرضون للإيقاف في قضايا تمس حرية التعبير وبدلاً من التضامن معهم يعتبرهم (البطل) مقاولين للمعارضة، وكأن المعارضة المغلوبة على أمرها عيباً والحكومة هي الرقم الصحيح و(لا تقاول) !!!!

كاتب (النصيحة) للدكتور ناهد، عمل بمجلس الوزراء في الديمقراطية الثالثة، وبقي في موقعه بعد ذهابها، بالرغم من حملات الصالح العام المبكرة، فهل كان يقاول حينها؟، وهل يستقي تصنيفاته التي أوردها من تلك الفترة؟ أم أن هناك مقاولة جديدة؟ نأمل ألا يكون الأمر كذلك؟ ومجرد سوء فهم.

تعودنا أن نجد في طريقنا لأداء مهمتنا التي نعتبرها مقدسة كثيراً من سوء الفهم والتصنيفات الغير موضوعية، لكننا لن نتوقع أن ينشر مثل هذا في الزميلة (السوداني).
نرحب مجدداً بالزميلة الكاتبة الدكتورة ناهد قرناص وندعوها لأن تزيد من إقترابها من قراء هذه الصحيفة.

الصباح الجديد – أشرف عبدالعزيز
صحيفة الجريدة