رأي ومقالات

أقصر قصة حب في الحياة


أخونا عوض رحمه الله ،(شكري ملحلح)، فقد ذهب إلى مناسبة لأقربائه وهو رجل يمتهن التجارة في جميع السلع حتى الحيوانات، وهناك علم أن في القرية المجاورة لأهله رجلاً يعرض حماراً، للبيع فاستغل الفرصة وذهب إليه وطرق بابه ،فجاءه الرجل فأخبره بأنه يريد شراء حماره، فنادى الرجل ابنته وطلب منها أن تحضر الحمار ،فجاءت به وطلب منه العوض أن يجرب سرعته، فأمر الرجل الابنة بتجريبه له، فقفزت على ظهره قفزة الفارس وانطلقت به نحو الشارع ثم قفت به راجعة ونزلت كما ركبت، فسأل العوض الرجل أمخطوبة هي ابنتك ؟.. فرد الرجل بالنفي، فكان مبلغ الحمار مهراً لخطوبتها والتي تم العقد عليها في عصر نفس اليوم بعد أن أحضر أهله أهل المناسبة، وتم الزواج عليها وقد أنجب منها من أسره وغيّر مجرى حياته بالأسعد، فأين لشباب اليوم من عرس العوض، فشركات الاتصال قد ربحت بما كان يسهم في شراء الشنطة إليهم أو مبلغ المهر وأغلب فحوى اتصالاتهم قد تكون باءت بالفشل أو الخداع أو تسببت في العنوسة أو النهاية بمأساة، وما ذلك إلا بسبب الملل بطول الزمن أو الظنون أو الشكوك أو سوء الفهم أو بكثرة العتاب وتبادل الاتهامات، فتتبدل بذلك فترة التفاهم إلى كيمياء التفاقم وقد ساعدت كذلك وسائل الاتصال وأسهمت بإتاحة الصورة والصوت، فمات الشوق وقلت الرغبة حتى صار لا شيء يشتهى ولا هم على الطرف الآخر ما دام هو بالجيب يوجد مادياً بالرصيد ومعنوياً بالصوت والصورة، فلماذا القلق، لذا تمر السنون وتكثر العزوبية وتتبدل نضارة الجلود بالكريمات لتجديد الحياة ولكنها النهاية المحزنة، فعرس العوض ما هو بغريب على أعراس آبائنا جميعاً سواء كنا في الجامعات اليوم أم كبار موظفين أو وزراء، فقد أدركوا بالفطرة أن التفاهم قد جعله الله وذكره في كتابه الكريم فقال (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، فكلمة خلق فهي كائن كان، أما كلمة جعل، فهي كائن سيكون، لذا توفقوا وأقدموا بسرعة عرس العوض، فكانت السكينة والتوافق والتآلف والتكاثر وكنا نحن جميعاً، وهذا لا يعني أنهم عاشوا بلا عاطفة تصحبهم وتأججت صدورهم بنار المحبة، بل كانوا هم أكثر عاطفة منا بعدم رؤية المحبوب أو سماع صوته مما جعلهم أكثر وأسرع جدية باللحاق لتحقيق رغباتهم..

نجوم الليل أشهدي. علي لوعتي وتسهدي علي بكاي وتنهدي من ليهو حسن الكون هدي النافر الجافي الهدي يا عيني يوم تشاهدي أغري السلام واستشهدي عيني أبقي ترصدي عسى توجدي ما تقصدي مهما جرح قلبي الصدي هو برضو غاية مقصدي ولأغاني الحقيبة مشاوير طويلة صادقة في توثيق مما كانت عليه عاطفة آبائنا وما عانوه من وجد وشغف بعدم التواصل مع الحبيب مما جعلهم يستعجلون أمرهم ويفوزون بمحبتهم بلا تأني أو تطويل، فما كل البيوت بنيت على الحب، ولكن كل البيوت عاشت بالسكينة والمودة والرحمة والتآلف والتكاتف والله لا يخلف وعده، وهذا للذين ينادون بالتفاهم ويبالغون فيه والرسول صلى الله عليه وسلم ينادينا بأن (تزوجوا فقراء يغنيكم الله)، وهذا للذين يتعللون بعدم المال ويقول (إذا بلغوا الباءة فزوجوهم )، وهذا للذين ينادون بالتأخير والتأني، فالله يرحمك يا (عوض الشعيت)، فقد ضربت مثلاً لم أسمع بأحد قد سبقك به من قبل وخير البر عاجله، والله يكفل بالتمام.

راي:الهادي السيد عثمان
صحيفة آخر لحظة