الطيب مصطفى

نحن ودعاة العلمانية !


ظل شغلنا الشاغل منذ مرحلة الشباب الباكر وفي إطار أهداف سامية اتخذناها بوصلة منصوبة أمامنا تقود خطانا وتوجه مسارنا نحو القبلة التوحيدية الربانية الهادية.. ظل شغلنا الشاغل وهمنا الأكبر العمل على الحفاظ على هوية هذه البلاد من أن تُخترق أو تُستأصل في ظل حدوث انكسار وتراجع وانهزام غمر حياتنا الاجتماعية والسياسية وأحالنا إلى منطقة ضغط منخفض تهب عليها الرياح العاتية من كل حدب وصوب.

وما نشأت المعالجة السياسية التي اخترناها لحل مشكلة المشاكل التي رزأ بها السودان منذ ما قبل الاستقلال ، وأعني بها أزمة الجنوب ومشروع الاستئصال الأكبر الذي تأبطه قرنق وهو يسعى (لتحرير) السودان وفق مفهوم عنصري استئصالي ، إلا في إطار هذا المفهوم الكلي خوفاً من أن يدهمنا المغول الجدد كما فعلوا ذات يوم وهم يدكون أسوار بغداد وكما فعلوا اليوم مجدداً في هجمتهم البربرية الثانية وهم يحيلونها والعزيزة دمشق إلى كتل من اللهب ويشردون أهلها بعد التقتيل والتدمير ويسلموهما إلى الفرس ليقيموا من جديد إمبراطوريتهم السابقة لانبلاج فجر الإسلام.

ظل ذلك ما يخيفنا ونحن نتلمس خطوات الحل للأزمة السودانية بين دم وفرث السياسة بمنعرجاتها المظلمة وانكفاءاتها المخيفة.

لكن هل كنا نكتفي بقتال الخارج المسنود من بعض المخدوعين والمتآمرين في الداخل أم أننا كنا كذلك نواجه أدوات الهدم المتمثلة في أصحاب مشروعات التغريب التي ظلت تنخر كالسوس في بنية مجتمعنا مسنودة بما جلبته وسائط التواصل الاجتماعي والفضائيات الإباحية وغيرها من مواد مثيرة لنشر التفسخ السلوكي في مجتمعنا السوداني المتماسك؟

ساعد في حالة التراجع المستسلم لموجة المد الكاسح القادم من مناطق الضغط العالي المستهدف لجبهتنا الداخلية ضعف مريع في أساليب الدعوة الإسلامية بالرغم من كثرة المساجد والفضائيات لكنها لا تعمل بخطط ملائمة ومواكبة للتصدي لحملات التغريب الكاسحة إذ تكتفي بدور مسكين ومستكين، كما أسهم انحسار تأثير وانتشار التنظيمات والحركات الإسلامية في ظل فشل المشروع الذي طرحته الدولة كأنموذج للمجتمع والدولة بقدر وافر من هذا الواقع المأساوي سيما بعد أن أسلمت الحركة الإسلامية قيادها للمؤتمر الوطني الذي قام بحبسها في سجنه الكئيب بالرغم من أنها ظلت تتحمل أوزاره وخطاياه مما حجم من دورها وأضعف من تأثيرها وجعلها عرضة للتشويه والازدراء.

نعم ، لقد تواصل الهجوم الضاري من مكونات المشروع الليبرالي المفتون بالحضارة الغربية والمدعوم بجيش عرمرم من الأعوان في الداخل والخارج وتمدد في الفراغ الدعوي الناشئ عن انكسار المشروع الإسلامي وانهزام دعاته في وجه الهجوم الكاسح من الآخر المتسلح بكل أدوات الفتك والتأثير بما فيها التقنيات الحديثة التي جلبت معها موجة عاتية من الثقافة المغايرة القادمة من تلقاء الغرب الأمريكي والأوروبي.

بلغ التراجع درجة أن يتجرأ دعاة سيادة نمط الحياة الغربية (western way of life) بكل ما فيها من خروج على قيم هذه البلاد وموروثها الثقافي والحضاري وكل ما تعبر عنه من تحرر وإباحية وخروج على قيم الحياء والستر المركوزة في عادات وتقاليد وقيم هذه البلاد ولم يتوان هؤلاء عن الخروج السافر على قيم الفضيلة والتطاول على الثوابت الدينية الكبرى مثل أركان وركائز الإسلام والتي كانت محل احترام واحتفاء الجميع منذ أن زجر ذلك الشاب الفاسق الذي هرف ببعض الكلمات الفاجرات في إحدى الجامعات كانت كافية لإحداث ثورة اقتلعت الحزب الشيوعي من جذوره كما كانت درساً بليغاً كنا نظن أنه سيردع كل من تسول له نفسه المساس بتلك الثوابت ولكن.

كنا نرقب ذلك التراجع المخيف وهو يعبر عن نفسه من خلال بعض المقالات والسلوكيات ولكننا

ما كنا نظن أن المشوهين سينهضون من جديد ليتطاولوا على قيم هذه البلاد وعلى ثوابتها وأركانها بالرغم من أن بعض عشاق أمريكا من تلاميذ (حرب الأفكار) تجاوزوا في حربهم على الإسلام التوحيدي الشامل درجة طرح أفكار غريبة تدعو إلى العلمانية وإخراج الدين من الحياة وحصره في ركن قصي من أركان المسجد وملؤوا صحفهم بكل منخنقة وموقوذة ومتردية ونطيحة من المبغضين للإسلام بمعناه التوحيدي الشامل. وللحديث بقية.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫2 تعليقات

  1. قال نحن , بالله الزول ده نصيح ؟؟ من انت ايها النكرة لتمثل السودانيين أو حتى أي فكر معتبر لتجابه العلمانية !!

    (( في إطار أهداف سامية اتخذناها بوصلة منصوبة أمامنا تقود خطانا وتوجه مسارنا نحو القبلة التوحيدية الربانية الهادية )) و الله اليسمع الكلام ده يقول الكاتبو مفكر و لا فيلسوف اسلامي !!! . 🙂 🙂 🙂