حوارات ولقاءات

حكاية خواجة منحه الرئيس نميري الجنسية السودانية!


(فرانسو موسي توفيق)، مسيحي قبطي مصري من مواليد الدبة في العام 1955، ولد والده بحلفا قبل أن يستقر جده بوادي (المقدم) الذي قضي فيه زمنا وكان يعمل في مجال توريد السكر الحجري في العام 1814، عٌرف عن (فرانسو) عصاميته منذ الصغر و إنتماءه الإصيل للسودانين الذين ولد و تربي بينهم بالرغم من إطلاق لقب (الخواجة) عليه إلا أنه سوداني المولد و النشأة، (السوداني) إلتقته والقت الضوء علي جوانب ومراحل مختلفة من حياته.
(1)
إبتدر الخواجة (فرانسو) حديثه بلهجة سودانية أصيلة موغلة في مفردة أهل الشمالية البسيطة قائلا: (من أطلق إسم الدبة هو جدنا (إقلايدوس موسي) الذي وصل لحلفا في العام 1889 حيث أمضي فيها حتي العام 1905 متحركا بالمراكب إلي أن وصل وادي مقدم الذي أمضي فيه زمنا برفقة جده، وكان يعمل في إستيراد السكر الحجري وكان وقتها قد جاء من محافظة سوهاج من منطقة تسمي (التبة) وتعني المنطقة المرتفعة فأطلقها عليها إلا أنه تم تحريف الإسم فيما بعد لتصبح (الدبة) و قضي فيها بقية سنوات عمره إلي أن توفاه الله و تم دفنه و أبنائه و عدد من أفراد العائلة في الدبة، ويواصل: (عملت مع والدي و في عام 1974 إلتحقت بجامعة الخرطوم لدراسة الإقتصاد و شاءت الظروف أن لا أواصل فيها).
(2)
يواصل (فرانسو) في الحكي ويقول أن جده أندرواس هو أول من أنشأ شركة شل في السودان بعمل مستودع شل في الدبة في العام 1946 و عمل معها، موضحا: (في البدء كنت أقوم بتوزيع الجاز الأبيض (كيروسين) بواسطة عربة كارو في برميل و أبيع الزجاجة وقتها بـ( قرشين و نص) ماركة أبو غزالة و في العام 1964 عاصرت عمنا رزق توفيق الذي كان مديرا لشئون العالمين بشركة (أجب) و هو أول من أرسل غاز (أجب) للدبة و منذ 1974وحتي الآن نحن نتمتع بتشغيل الغاز في الدبة حتي أصبحنا وكلاء فيها و أنشأنا محطة (غاز و بنزين)، والآن مستمرين في توزيع الغاز في كافة أرجاء الولاية الشمالية.
(3)
عن علاقته بأهل المنطقة قال فرانسو: (العلاقة بيننا ممتازة جدا فنحن نتواصل في الأفراح و الأتراح و نشارك ماديا في بناء المساجد و إقامة إحتفالات المولد النبوي الشريف وبناء المستشفيات و المدارس)، موضحا: (لايوجد فرق بيننا كما أنني أرتدي الجلابية و العمامة و السديري ولاتفرقنا غير الديانة)، مشيرا إلي ان شقيقه الأكبر يعمل في مجال توزيع الغاز بمنطقة الدبة و كذلك شقيقه الأصغر بجانب عملهم في مجال الزيوت و إمتلاكهم لمزرعة تمر و عدد من الدكاكين بسوق أم درمان).
(4)
(فرانسو موسي) تحدث ايضاً عن الرئيس الراحل جعفر نميري وكيف انه قام بمنحه وأسرته الجنسية السودانية بالميلاد وذلك خلال إحدي زيارة الرئيس نميري للولاية الشمالية في العام 1972 إحتفالا بتأهيل مستشفي الدبة وقتها، مبينا: (طلبت من ناس المراسم أنا أقابل الرئيس نميري إلا أنهم رفضوا فلمحني من علي البعد فأشار لي بأن أذهب اليه وبالفعل قابلته فقلت له بأنني سأجلس لإمتحان الشهادة السودانية ولابد من وجود الجنسية، وأن جدي ووالدي مولودين في حلفا وانا مولود في الدبة لذلك لابد من أن تكون بالميلاد فأخرجت إيصال السكر الحجري بتاريخ 1914 من جيبي وأعطيته له وأطلع عليه فقال: (تمنح له الجنسية السودانية فورا وبالميلاد)، بعدها جئت لوزارة الداخلية، وتم إجراء اللازم و تم منحي وإسرتي الجنسية بالميلاد.
(5)
على سياق منفصل أفصح (فرانسو) عن الفنانين السودانيين الذين يستمع إليهم قائلا: (إستمع إلي النعام آدم و عثمان حسين و سيد خليفة و الجابري و الكاشف و صديق أحمد التاجر و جميع أولاد أرقي و أولاد عبدالقيوم وعلي رأسهم ود النصري والشاعر الكبير حاتم الدبي)، فيما ختم (فرانسو) حديثه قائلا: (رسالتي المتشددين الذين يدعوا للفتنة بين المسلمين والمسيحيين و يأججون نيران الفتنة أقول لهم أن الله محبة و الحب من أجل الإنسانية حتي و إن إختلفت الديانات، وفي القداس دائما نقول أللهم أجعل بلدنا آمنة، و ضمن الوصايا العشرة في الإنجيل لا تكذب لا تسرق لا تقتل لا تزني و الدين منزل من عند الله لكافة العالم و البشرية كل شخص يحترم دينه في الفرائض و السنن و الصلاة و الصوم و السيد المسيح عند ولادته قال: (سلام عليً يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حي) والقرآن الكريم كرم مريم العذراء في قوله تعالي: (هذي اليك بجذع نخلة تتساقط عليك رطبا جنيا) وهذا هو الدين الإسلامي يمجدنا و يكرمنا.

الخرطوم: محاسن أحمد عبدالله – تصوير:معاذ جوهر


‫2 تعليقات

  1. على يهود السودان أن يعلنوا ديانتهم ولا يتخفون بالمسيحية فنحن شعب مسالم لن يؤذيهم والله مالم يؤذونا، نتمنى سيادة الحريات بما فيها حرية التدين والعبادة حتى لا ينافق أحد ويظهر غير دينه.