منوعات

تسلل إليها الرجال (خِلسة).. امبراطورية (الدلوكة).. تراث يعود بـ(الغالي)!


قبيل سنوات، أثار مشهد ظهور الفنانة إنصاف مدني داخل أحد بيوتات الأعراس، الكثير من التعليقات، خصوصاً أن الفنانة وصلت إلى مكان الحفل بصحبة ثلاث سيارات، إحداها (حافلة صغيرة) بداخلها أكثر من خمس فتيات هن (الكورس) الخاص بالفنانة، والتي تم التعاقد معها لإحياء حفل حنة تلك العروس بأكثر من عشرة آلاف جنيه-آنذاك- وهو رقم كبير جداً على حفل (دلوكة)، لاسيما وأن الحفلات الخاصة بالدلوكة اشتهرت على مدار السنوات بأنها تكون شبه مجانية، وذلك لأنها من التراث السوداني المتوفر، لكن في الآونة الأخيرة، تبدلت الصورة وصار التعاقد لإحياء حفل (دلوكة) يفوق بآلاف مبلغ التعاقد على إحياء حفل بفرقة موسيقية كاملة، وهو ماجعل البعض يتساءلون في حيرة: (هو الحصل شنو بالضبط).؟

(1)
والدلوكة هي من التراث الشعبي السوداني الأصيل حيث ارتبطت بالغناء الشعبي منذ سنوات بعيدة، وهنالك بعض الأقاويل التاريخية التي تفيد بأن الهنود هم من قاموا بإدخال هذه الآلة للسودان، حيث كانت في ذلك الوقت تصنع من الخشب، لكن السودانيين قاموا بإدخال بعض التعديلات عليها حيث قاموا بصياغة صناعتها من خلال دبغ الجلود بالملح عقب سلخها وتنظيفها من الصوف، ثم شد الجلد على قاعدة فخارية توضع في الشمس حتى تجف.
(2)
وبالرغم من صيت الدلوكة في مطلع الستينات وحتى منتصف الثمانينات، إلا أنها تراجعت بصورة مثيرة للتساؤل، وذلك عقب سيطرة الآلات الموسيقية الحديثة جداً للفن الغنائي، وهذا ما دعا لغروبها الجزئي، ومن ثم العودة بصورة أكبر وأوسع بريقاً، منذ مطلع الألفية وحتى يومنا هذا، ويرى كثير من المهتمين بالتراث السوداني أن تلك العودة كانت مرهونة بظهور أصوات جديدة ربما تمكنت من إعادة المنصب البارز للدوكة وجعلته قيد الظهور من جديد.
(3)
وعلى ذات السياق يرى عدد من الموسيقيين، أن الاهتمام الإعلامي بالدلوكة تسبب في إعادتها لدائرة الضوء من جديد، وألمح بعضهم إلى تخصيص عدد من القنوات الفضائية في أوقات سابقة لبرامج تختص بالتراث الشعبي وبالدلوكة تحديداً، مما كان له بالغ الأثر في عودة مضيئة لها، ويضيفون أن هنالك مطربات استطعن فرض أسلوب الغناء بالدلوكة من جديد وأبرزهن إنصاف مدني، التي ذكرنا قصتها في مقدمة هذا التقرير.
(4)
إغراءات أغنيات الدلوكة، والتي هي في الأصل حصرية على النساء لم تمنع بعض الفنانين الشباب من تناولها بغرض الظهور والتجديد، بالرغم من الانتقادات القاسية التي تعرض لها بعضهم وفي مقدمتهم الشاب طه سليمان الذي ردد أغنية (جناي البريدو)، والتي أخذت حيزاً ضخماً في الظهور، وحيزاً كبيراً كذلك في النقد الموجه للفنان الشاب ووصفه بأنه (مثير للجدل).
(5)
وباعتراف عدد من المغنيات السودانيات، فإن أداء أغنيات الدلوكة هو أمر ليس بالسهل، ويحتاج لفنانة ذات مواصفات خاصة، ولعل هذا ما دفع بالفنانة إيمان لندن أن تعترف –قبيل مدة- بابتعادها عن أداء أغنيات الدلوكة بسبب صعوبتها، بينما ترى أعداد كبير من المطربات أن الدلوكة فن، يحتاج للكثير من المقومات حتى يبلغ أو تبلغ مؤديته قمة النجاح.

السوداني


تعليق واحد