منوعات

خبراء .. كيف تعرف أنك شخص انطوائي؟


نشرت سوزان كراوس وايتبورن، أستاذة العلوم النفسية والعقلية في جامعة ماساتشوستس، مقالا علميا حول اكتشاف الشخصية الانطوائية ومزايا الاتصاف بالانطوائية في عالمنا الحديث.

وقالت وايتبورن: “قد يكون من الصعب أن يعترف الإنسان لنفسه بأنه شخص انطوائي؛ لأننا عندما نفكر في الناس الذين نصفهم بالانطواء، فنحن غالبا ما نفترض أنهم أناس لا يحبون الآخرين”.. وأضافت: “ولكن كما أوضحت الكاتبة والمحاضرة الأمريكية، سوزان كين، ذلك على نحو فعال في كتابها، “بهدوء: قوة الانطواء في عالم لا يمكنه التوقف عن الكلام”، يمكن للشخص الانطوائي أن يكون ودودا، ومهتما بالآخرين، وقويا بطريقته الخاصة.. ومع ذلك، فإن الوصمة التي تعلق بالشخص لكونه انطوائيًا، تجعله يقاوم ميوله الانطوائية بل إنكارها بينه وبين نفسه”.

وطرحت سوزان وايتبورن، في مقالها، عدة علامات للسلوك الانطوائي يمكن من خلالها للقارئ اكتشاف وتحديد الصفات والمواقف التي تشير إلى كون شخصيته أقل انفتاحا للآخرين مما كان يعتقد.. وقالت وايتبورن إن العلامة الأولى للشخص الانطوائي هي أنه يستمتع بقضاء الوقت مع نفسه، فعندما يكون لديه فرصة لأخذ فترة من الراحة، يفضل قضاء الوقت في القراءة، وألعاب الفيديو، أو الاستماع إلى الموسيقى.. وتؤكد وايتبورن أن قضاء فترة من الوقت الهادئ مهم للصحة والسلامة النفسية والجسدية، إلى جانب وجود الكثير من الأوقات الأخرى التي يستمتع فيها أيضا الشخص الانطوائي باللقاءات الاجتماعية..

وتضيف وايتبورن أن العلامة الثانية هي “أن أفضل الأفكار والاقتراحات التي يتوصل إليها الشخص الانطوائي تكون عندما يكون وحده.. فإن الشخص الانطوائي لا يعارض عقد اجتماعات أو مناقشات جماعية، ولكنه إذا أراد التوصل إلى حل مبتكر، فهو بحاجة إلى بعض الوقت للتفكير في المشكلة بنفسه، إن وجود فرصة للتفكير بهدوء في مشكلة ما يتيح للشخص الانطوائي الاستفادة القصوى من قدراته في التفكير العميق، والوصول إلى نتائج يمكنه الافتخار بها”.

وأوضحت سوزان كراوس، في مقالها، أن العلامة الثالثة هي أن الشخص الانطوائي يمكنه تولي القيادة بصورة أفضل عندما يكون لدى الآخرين الدافع الذاتي والقدرة على التحرك من تلقاء أنفسهم.. وعلى الرغم من الاعتقاد بأن الشخص الانطوائي شخص هادئ بدرجة لا تمكنه من إدارة الأمور، فإنه في إطار الظروف المناسبة، يمكن للأشخاص الانطوائيين أن يكونوا من أفضل القادة على الإطلاق، فإذا كانت المجموعة لديها الدوافع والاستعداد الذاتي لقيادة أنفسهم، فإن القائد ذي الشخصية الانطوائية يمكنه إخراج جميع إمكانياتهم.. ولكن عندما تحتاج المجموعة لشرارة وحافز من قائدها، ففي هذه الحالة لا تكون الشخصية الانطوائية قادرة على توفير التوجيه اللازم للمجموعة، وقتها تحتاج المجموعة إلى قائد له شخصية اجتماعية منفتحة على الآخرين.

وأشارت إلى “أن الشخص الانطوائي يكون آخر طالب في الصف يرفع يده عندما يوجه المعلم سؤالا.. ففي المدرسة الابتدائية، يوجد دوما تلاميذ يرفعون أيديهم فورا في الهواء عندما يسأل المدرس سؤالا أو يحتاج لشخص يتطوع لأمر ما. إن الشخصيات المنفتحة على الآخرين تميل إلى أن تكون جاهزة ومتلهفة لأن تبرز في أي مناسبة أكاديمية أو اجتماعية”.. وتضيف: “وربما يكون الشخص أميل إلى الانطواء منه إلى الانفتاح على الآخرين، إذا جلس مسترخيا راضيا في مقعده ويدع الآخرين يأخذون مراكز الصدارة، وليس معنى ذلك أن الشخصيات الانطوائية أقل معرفة من غيرهم. ولكنهم لا يشعرون بالحاجة لأن يكونوا تحت الأضواء”.

وتخلص وايتبورن إلى أن من علامات الشخص الانطوائي أيضا أن الآخرين يطلبون رأيه دوما. ومثلما أن الشخصيات الانطوائية هم الأقل تطوعا في المناسبات العامة، فهم أيضا الأقل تطوعا لإبداء الآراء أو المشورة في اللقاءات العامة، سواء كان ذلك في مناقشة عائلية حول طاولة المطبخ أو أثناء اجتماع للموظفين لاتخاذ قرار ما في العمل، حيث إن الأشخاص الشديدي الانطواء يحتفظون بوجهات نظرهم لأنفسهم، ويتركون الأمر للشخصيات المنفتحة الصاخبة، ولهذا السبب، ولأن نصيحة الشخصيات الانطوائية تكون في الواقع ذات قيمة عالية، فمن المحتمل أنهم يواجهون باستمرار بسؤال: “ما رأيك؟”؛ لأن سلوكهم يوحي للآخرين برغبتهم في التركيز على اهتماماتهم الخاصة وأفكارهم الداخلية.

بوابة فيتو