عمر الشريف

رسالة الى المواطن الكريم عمر البشير


الأخ المواطن الكريم السيد / عمر البشير – السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . لك تحية الإسلام التى قال الله تعالى فيها ( إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ). أخى المواطن الكريم عمر البشير حبيت أن أوجه لك هذه الرسالة بصفتكم مواطن أوكلت له أمر وخدمة الشعب السودانى لأن صفة الرئيس تبعدك عن الشعب وتفقد أحواله عن قرب . وكان الأفضل أن تكون سرا لكن فضلتها علنا لعدة أسباب منها أن تعم فائدتها ويتعظ بها من ترك الماء وأتبع السراب فى الحكومة ثم صعوبة الوصول لكم لان بعض الناصحين ينتظرون موعدا لمقابلتك ليعكسوا لك الحقيقة والواقع بعيدا عن نقل أجهزة الإعلام والمقربين والمستشارين حولك لانهم ينقلون لكم كما يريدون هم وهى كذلك رسالة لكل من تولى أمر الأمة مهما كانت مكانته ودرجته . الأخ المواطن الكريم عمر وهبك الله الشهره داخليا وخارجيا وأعطاك الجاه والسلطان والمال ووكلك الله بقدرته وعلمه على الرعية لتُحسن إليها وتعدِل فيها وتخاف الله بها ولتتفقد مريضها وتترحم على ميتها وتبحث عن جائعها ولتنصر كتاب الله وتدافع عن نبيه وترفع رأية الإسلام بإتباع أمره وإجتناب ما نهى عنه وهى أمانة عظيمة وكبيرة عرضت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها لِعظم حِملها ومسئوليتها وأشفق الله عليهما لكن حملها الإنسان لانه ظلوما جهولا .
المواطن الكريم عمر البشير وأنت تعيش فى تلك النعمة التى وهبها الله لك من حرس وخدم ومال وقصور ومزارع وحاشية وزوجات وإخوان وشعب طيب فأكثر من الحمد لله ليلا ونهارا على ذلك وفتح الله عليك بحفظ كتابه الكريم والإستشهاد بأيآته فى كل مجلس ولقاء لكم وهى نعمة يفقدها الكثيرون ، إعلم أنك محاسب على تلك النعمة حتى تُقيمها قولاً وعملاً وفعلاً لانك علمت بها . المواطن الكريم عمر الدنيا دار عبور الى حياة أبدية إما نعيم دائم أو عذاب واقع وهذا النعيم يحتاج الى زاد وخير الزاد التقوى والتقوى ليست بأقوال من أطراف اللسان ولا تلاوة الآيات القرآن فى اللقاءت ولا رفع شعارات الإسلام ولا الإعتكاف فى المساجد وإنما بالعبادة الخالصة لله والإحسان والخُلق الكريم والخوف من الجليل والعمل بالتنزيل . المواطن الكريم عمر تذكر أن الحبيب صل الله عليه وسلم ربى أصحابه على طاعة الله والخوف منه والإحسان فيما بينهم حتى الأنصار رضوان الله عليهم يتقاسمون أملاكهم مع المهاجرين طمعا فى رضا الله والفوز بالجنة ولك فى قصصهم عبر ، لكم أن تتخيل معلم هذه الأمة ورسولها عليه أفضل الصلاة والسلام لا يوقد فى بيته نارا بالأشهر ويربط على بطنه الحجر واليوم الكثيرون يربطون بطونهم من الشبع وجيرانهم يربطون حجارا . تذكر الخليفة أبوبكر الصديق رضى الله عنه وصاحب رسول الله صل الله عليه وسلم يحمل كل ماله من أجل نصر الحق ونيل الجنة ونعيمها وهوخليفة المسلمين ويخدم عجوزا مقعده فى أطراف المدينة وتذكر الخليفة عمربن الخطاب وهو يتفقد الرعية ليلا ونهارا من غير برتكولات وحرس وينام تحت ظل شجرة من غير حراسة وتذكر عمر بن عبدالعزيز الذى بسط العدل وتفقد المحتاج حتى فى عهدة لا يوجد فقير من الشام الى مصر يحتاج الى الزكاة وغيرهم من الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين عليهم رضون الله ، هؤلاء هم أهل الجنة فأين نحن منهم ؟
تذكر فرعون وهو يكنز الذهب والفضة وتطاول على الأنبياء وعذب بنى إسرائيل وقتل الأطفال حتى بلغ به الكبر أن يقول أنا ربكم الأعلى ومصيره الذى أخبرنا عنه القرآن فى الدنيا وما ينتظره يوم الحساب ولا ينفعه منصبه وماله وأهله وخزنته وتذكر ما ألم برؤساء الربيع العربى وقد تركوا القصور والأموال لغيرهم . المواطن الكريم عمر البشير بحكم ما وهبكم الله من نعمة ومنصب هل تفقدت المرضى الذين ينامون على أسره وعنابر المستشفيات التى لاتصلح حتى للحيوانات فى بعض دول العالم التى نالت إستقلالها بعدنا وهل شاهدت ذويهم وأهلهم يرافقوهم تحت ظل الأشجار وبطونهم خاوية وأيديهم حركتها مثل المراوح لطرد الباعوض وتخفيف حرارة الجو والجسم . هل تفقدت من يحملون آنية المياة على رؤسهم ودوابهم لمسافة بضع كيلومترات لجلب ماء الشرب للأنفسهم ناهيك عن غسيل أجسادهم وملابسهم وشراب مواشيهم . هل تفقدت من يسكنون أطراف المدن والقرى على بيوت من قطع جوالات الخيش أو البلاستيك أو الطين المشقق . هل وقفت عند بائع اللحمة وشاهدت من يطلب عظاما ليسكت بها جوع أطفاله وعينه ونفسه على اللحمة ؟ نعم أخى المواطن عمر البشير أنت ليس مطالب بإكتفاء كل الشعب ؟ لكن طوال تمتعك بهذا المنصب كان كافى أن تعمل ما يخفف عنهم ويوفر لهم الحياة الكريمة بعد الله سبحانه وتعالى ؟ لان 27 عاما فى بلد به خيرات كثير وأرض زراعية خصبه ومياه متوفرة ونقية وثروة حيوانية كبيرة ومناطق سياحية وثروة بشرية ومعدنية وتنزل عليها بركات من السماء وتخرج منها خيرات الأرض يكون أفضل بلاد الله فقط يحتاج الى تقوى الله وإقامة شرعه بمحاربة الفساد وتطبيق الحدود والعدل والعمل الخالص لوجهه الكريم وتعيين أصحاب التقوى والكفاءة والخبرة ومحاسبة المخطىء ومعاقبة المعتدى وعزل الفاسد .
أخى المواطن الكريم عمر البشير الكثير يجب أن يقال ويوضح لكم وقد قيل وكُتب عبر وسائل الإعلام المختلفة من الكثيرون غيرى سابقا وحاليا ومستقبلا إن شاء الله حتى ينصلح الحال وذلك ليس حسدا على ما وهبكم الله ولا طمعا فيما أتاكم ولكن خوفهم عليكم وأملهم أن ينجيك الله مما أصاب هذا الشعب بسببكم أو بسبب من وليتهم الأمر وهم ليس بأهله . أخى المواطن الكريم عمرالبشير ضع نفسك مواطنا قبل حاكما وضع نفسك موظفا بسيط له أسرة متوسطة قبل أن يكون لك مخصصات وتمتلك إستثمارات وضع نفسك مريضا يحتاج للدواء وفقيرا يحتاج الى الكساء فى هذا الشتاء وضع نفسك مواطن يريد قضاء معاملة له بالدوائر الحكومية ويزاحم فى المواصلات و ينتظر فى الصفوف لغياب موظف أو خروجه قبل وقت العمل وضع نفسك مواطن تصادر منه أرضه بالنفوذ والسلطة أو يعذب ويحبس لمطالبته بحقوقه المكفولة له. ضع نفسك مكان أسرة أغُتصب طفلها أو بنتها البالغة والمغتصب مجهول أو لم يحكم عليه بما أنزل الله ، هذا قليل من كثير . اللهم فأشهد إنى قد بلغت فأهدينا وأصلح من وليته علينا وأغفر لنا ولوالدينا أجمعين .( اللهم إن أصبت فمنك وحدك ، لك الحمد والشكر وإن أخطأت من نفسى والشيطان وأعوذ بك من الشيطان الرجيم ) .

عمر الشريف


تعليق واحد

  1. قال الامام على بن ابى طالب لا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الجوع فيها باقى . . بل اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باقى . .
    هؤلاء الانقازيون جاءوا من الحرمان والفقر وهذا ليس عيبا ان كانت النفوس كبيرة وعزيزة . .
    أما ان كانت غير ذلك فلا ترجوا منهم عطفا ولا رفقا ولارحمة بمسكين بل انظروا اليهم الان يتطاولون ويتعالون على الناس بالقصور والسيارات الفارهة ويقيمون اعراسهم الباذخة المترفة وكأنهم لايعيشون في بلد يعتبر من افقر أربعة دول في العالم والله المستعان