حوارات ولقاءات

خالد الصحافة: الأغنية الهابطة (قاسية شديد)


أثار اختفاء الفنان خالد الصحافة عن الساحة الفنية الكثير من الإستفهامات، في وقت ظل يشكل فيه حضوراً لافتاً في المناسبات الخاصة، حتى أطلق عليه البعض (الحاضر الغائب)، ولمعرفة الأسباب، جلست (آخر لحظة) للفنان صاحب التجربة الفنية الناجحة والصوت الطروب، وطرحت عليه جملة من الأسئلة أجاب عليها بكل صراحة وكشف الكثير حول مسيرته الفنية المتفردة.

* ما رأيك في الساحة الفنية الآن؟
– الساحة الفنية وصلت الى حد غير مفهوم وغير واضح، في السابق كان الانتشار من خلال الإذاعة والتلفزيون، وهذه القنوات كان من الصعب الوصول اليها، أما اليوم فكل من له صديق أو قريب يستطيع الظهور فيها، وهي التي كان لا يظهر فيها إلا من يمتلك موهبة إبداعية ومقومات من شهادة إجازة الصوت ورصيد من الأغاني الخاصة، وأن يتميز بالصوت والاداء.

* ما هو دليلك على ما تقول؟
– أبحثوا في الفضائيات تجدون من يغنون ويظهرون لأول مرة ولم يسمع بهم أحد، أنا مثلاً عرفت من سنة 90 كمغني محترف أغني في الحفلات الخاصة والعامة، ولم أظهر في الإذاعة والقنوات التلفزيونية إلا بعد وصولي الى الناس عبر نجاحي المباشر بشريط (من جديد) الذي كان هو وسيلة وصولي لتلك القنوات، أما الآن فقد أصبحت القنوات تقدم مغنيين غير معروفين، وهذه المسألة تحتاج لضبط من الجهات المختصة صاحبة الشأن في هذا المجال، وهو اتحاد المهن الموسيقية، واتحاد الفنانين، والمصنفات الفنية.

* والأغنية السودانية.. كيف تراها؟
– هناك تقدم كقالب متكامل متطور في الاداء وتنفيذ الألحان وتوزيعها، وتطور نظم التسجيل، ويرجع هذا الفضل لوجود استديوهات ذات تكنولوجية متقدمة، لم تكن متاحة من قبل في مقابل هذا التطور في المستوى التنفيذي والاداء صاحبه مباشرة تأخر وانحدار في مستوى الأغنية، ولا أريد أن أقول إنه حدث هبوط وتردي؛ لأن كلمة هبوط كلمة شديدة وقاسية على نفسية الفنان، ويعود سبب هذا الانحدار لعدم احتوائها على مضمون ومعاني بلاغية، وقد تستمع الى أغنية من الأول الى الآخر لا تخرج منها بشيء مفيد، فهي أغنية عبثية لا تحمل معاني شعرية قيمة.

* هل هذا هو سبب غيابك عن الساحة؟
– لست غائباً، والآن لدي البوم غنائي تأخر إصداره لأسباب كثيرة سبق أن شرحتها في العديد من الصحف ووسائل الإعلام، حتى أني قلق من أن أفقد مصداقيتي لدى الجمهور بسؤالهم عن ذلك الشريط، وأنا أشرح لهم أسباب تأخره، وأما سبب غيابي عن الظهور في التلفزيون لأني لا أريد أن أقدم الأغاني القديمة وأكرر نفسي، ولأن الأغاني الجديدة تعترضها بعد المشاكل، وأنا موجود ومنتشر في الساحة الفنية وحاضر تماماً على مستوى الحفلات الخاصة والعامة بالخرطوم والولايات، وداخل وخارج السودان.

* معنى ذلك أن الحديث حول إعتزالك هو مجرد شائعة؟
– نعم هي شائعة أطلقها البعض في وقت معين حين فزت بحمد الله وشكره في إذاعة الكوثر في مسابقة أجمل مدحة، وذلك بقصيدة (سمح الوصوفو)، وفزت أيضاً بالمركز الأول بمسابقة نظمتها قناة ساهور وقتها، ظن البعض أن خالد ترك الغناء أو أنه سيعتزله في ظل النجاح الكبير الذي حققته كمادح.
الأوساط الاجتماعية غالباً ما تكثر فيها الأحاديث والأقاويل، والوسط الفني جزء من هذا المجتمع، وإن كان متميزاً فهنالك من أطلق هذه الإشاعة عن قصد غير نبيل، لكن أنا مواصل في الغناء والمديح معاً.

*ما هو جديدك من الأغنيات؟
– بخصوص أعمالي الجديدة هو ما تحدثت، البوم تأخر لظروف غريبة، أولها كان مشكلة في مراجعة النصوص، فقمنا بمراجعة اللجنة التي أجازتها، وقبل هذا تعرض الاستديو لتلف في الهارديسك وتعطلت البومات 4 فنانين، وكان لابد أن يقوم المهندس بإصلاحه وفشلت كل محاولات الإصلاح، لهذا أعدنا العمل من جديد، ولقد أخذ هذا الشريط من الوقت الذي قدر له وتأخر ظهوره، ونحن الآن نبحث عن جهة تنتج البوم (صمت العيون).

* حدثنا عن علاقتك بالمديح؟
– لا شك فيما أقدمه من المدائح هو نتيجة تأثري الكبير بنشأتي الصوفية، واتصالي وانتمائي للسادة العجيمية، وأول ما اتيحت لي الفرصة المناسبة أخذت على عاتقي أن أقدم هذه المدائح ذات الروحانيات العالية القوية الراقية في مصطلحاتها ومعانيها بشكل جميل يليق بها، وقد كنت من قبل أنشدها في إطار الأسرة والمناسبات الخاصة بالسادة العجيمية، ولقد أتيحت لي الفرصة لنشرها في إذاعة الكوثر التي فتحت أبوابها للمدائح النبوية والإنشاد الديني، وأيضاً تلفزيون ساهور، وكانت أول مرة تقدم هذه المدائح خاصة بهذه الطريقة وتنتشر، ولقد شهد الكثيرون في حقي شهادة اعتز بها وأفخر.

حوار: عائشة محمد الحسن
صحيفة آخر لحظة