الطيب مصطفى

كيف نقيم الدولة الإسلامية؟


ويمضي د.عصام البشير في تتبع بعض القضايا الفقهية منحازاً إلى المدرسة الوسطية، ويجيب د. عصام البشير عن كيف نقيم الدولة الإسلامية؟ كما يتحدث عن مفهوم الدولة القطرية.. وكذلك يجيب عن السؤال : ما المقصود بجهاد الطلب؟

كيف نقيم الدولة الإسلامية؟

ويجيب د. عصام البشير عن ذلك السؤال بالآتي:

يا أخي، هنالك قفز على السُّنن، فهل المطلوب أن تقام الدولة على أيدينا؟ هل المطلوب أن يتم التغيير على أيدينا؟ المطلوب منا شرعاً أن نسعى وفق سنن الله تعالى، سنة التدرج، سنة الأولويات، سنة مراعاة فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يا أخي، سبُّ الأصنام جائز ومباح ولكن إذا ترتب عليه ما هو أعظم منه وهو سب الله تعالى نترك ذلك.

النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يقيم الكعبة على قواعد إبراهيم، وهذا عمل مشروع، وجد الناس على حداثة عهد بالشرك والجاهلية وأن نفوسهم لا تطيق ذلك فماذا قال؟ قال (لعائشة): “لولا أن قومك حديثوا عهد بالجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزمته بالأرض وجعلت له بابين باباً شرقياً وباباً غربياً فبلغت به أساس إبراهيم”.

بل عندنا حكم شرعي، ألسنا مأمورون بإقامة الحدود؟ في الحرب لا يجوز أن يقام الحد، ولذلك لم يُقِم سعد بن أبي وقاص حد الخمر على أبي محجن الثقفي، لماذا؟ لأنه خشي أن ينفلت من جيش المسلمين، وينقلب إلى جيش الكفار فيضعف شوكة المسلمين، ولذلك تركه، والرجل أبلى بلاءً حسناً في المعركة، ثم من بعد ذلك تاب وأناب.

لا بد من معرفة مآلات الأفعال وهذا علم جليل، علم الذرائع والمآلات، معرفة التدرج، معرفة السنن، معرفة أن نتحرك وفق رؤية استراتجية.. لا يمكن لمجموعة من الشباب أن يقرروا مصائر الأمة كلها، والأمة كلها تدفع ثمناً لمثل هذه التصرفات ثم نقول أحدثنا نكاية بالعدو، هذا منطق غير سليم.

* حين يستهدفون داخل ديار المسلمين الأبرياء والمدنيين يعتبرونهم الكفار المرتدين والأنظمة الموجودة أنظمة كافرة مرتدة عن دين الإسلام ولذلك مستباحة الدم؟ وفي استهدافهم لأولئك مستأمنين – لا كلام عن الكفار المحاربين وإنما المستأمنين مباشرة – الموجودين في ديار الإسلام يتذرعون بالمسلمين المروعين في مناطق أخرى، فكيف أعطي أماناً وبعض المسلمين لا يجدون الأمان “العراق وافغانستان” من قبل هؤلاء الكفار؟.

نحن نتحدث عن مفهوم الدولة القطرية..

* هذا جهاد أممي؟

الجهاد الأممي من الذي يحدده؟ تحدده مجموعة شباب أم يحدد في إطار رؤية كلية؟ الآن نتحدث عن واقع دولة قطرية، غير المسلمين أربعة أصناف: أهل الذمة ويعتبرون بمصطلح الفقهاء من أهل دار السلام الذين بينهم، وبين المسلمين عقد مؤبد، وهؤلاء مواطنون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم من الحقوق، وربنا سبحانه وتعالى جعل لهم أماناً، والرسول صلى الله عليه وسلم أمان لأهل ذمتنا يسمون “مواطنين” وهؤلاء معصومون في دمائهم وأموالهم وأعراضهم نحو الشركات التي تأتي مع الدول بعقود لانجاز أعمال معينة وهؤلاء تصان دماؤهم وأموالهم وأعراضهم.

وصنف أهل العهد وهؤلاء نؤدي إليهم عهدهم، وصنف المحاربين الذين أعلنوا حرباً واضحة، والحرب من الذي يحددها؟ تحددها الدولة وتحدد فقه التعامل معهم سلماً وحرباً وهدنة وصلحاً، ولكن لا يحددها الشباب. وإذا وقع ضعف تجاه التعامل مع المسلمين يمكن في حال قررت دولة أنها تقابل الأسرى بالأسرى والعمل بمثله فهذا أمر آخر، ولكن أن يقرر الشباب هذا الأمر فلا يجوز بحال من الأحوال. في صلح الحديبية النبي صلى الله عليه وسلم فعل أشياء ظن بعض الصحابة أن فيها حيفاً.

* لكنه الرسول؟

نحن نتأسّى به، إذن العبرة ليست بالظاهر، إن كان عندي كافر مستأمن استحل دمه لأن بعض الناس أخطأوا وروّعوا بعض المسلمين في بلاد الغرب فهذا لا يجوز، وهذا لا يؤخذ بجريرة ذاك، وبالتالي هذا فقه لا يستند إلى قواعد شرعية صحيحة.

* هل هذا خطأ في أصل التصور لمفهوم الجهاد؟ أم نحن في مرحلة استضعاف لننظر إلى أن نقوى ومن ثم نعمل؟

أعتقده خطأ في أصل التصور، وإلا صار الأمر “ماكيافيلية” ليس على أساس حين نقوى نذهب ونقتل الناس.. نحن لا نقاتل إلا من عادانا.

* هل تنفي جهاد الطلب؟

ما القصد من جهاد الطلب؟ أن يحمي الدعوة وأن يزيح العقبات التي تعترض سبيلها، وأن تترك الناس أحراراً فيما يعتقدون ويؤمنون، وليس لإكراه الناس على عقيدة من العقائد. الآن الدعوة بابها مفتوح وتستطيع اليوم عبر الانترنت أن توصل رسالتك عبرها إلى البلايين دون عائق فما الذي يحوجنا الى هذا النوع من الجهاد؟ إذا كانت لا توجد عقبات أمام الدعوة؟.

زارنا الشيخ محمد راتب النابلسي وكان قادماً من أستراليا فقال لي كنت في آخر مدينة في الكرة الأرضية (ميلبورن) وتذكرت نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم “ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار” في آخر مدينة في الكرة الأرضية وجدت المساجد والمآثر الاسلامية والنشاط الإسلامي. الدعوة الإسلامية الآن متمددة في بلاد الغرب، وشخصياً أزور بلاد الغرب كثيراً والدعوة تتمدد رأسياً وتتمدد أفقياً.

* في المقابل هم يتمددون ودولتهم تتمدد؟

ليس في المقابل.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫2 تعليقات

  1. وأين هم المسلمون ؟ هل انتا جادي؟ هل من تراهم و من نراهم منذ زمن طويـــــــــــــــــــــل وهم يقررون مصائرنا جميعا و يتحكمون في ما لا يمتلكونه؟ , هل هم فعلا مسلمون ؟ وهل تركو لنا أي انطباع بانهم يحكمون فيعدلون او يساوون بين افراد هذا الشعب الصابر؟ الشعب بلعا حااااره و انت امرك محير فأين انتا من المسلمون الحق؟ وماذا فعلتا انت لازاله ما يراه كل الشعب فسادا كبيرا؟ قمه النفاق, الذي لا يشبه اخلاقياتنا العامه بغض النظر عن مسلم و غيره.

  2. قال ليك عصام البشير و الخال الرئاسي عايزين يقيموا الدولة الاسلامية !! 🙂 🙂 🙂 🙂

    و الله دي أظرف نكتة سمعتها في 2017 , الله يجازيكم ضحكتونا, أستغفر الله و اتوب اليه …
    شكرا” و الله ليكم لي