الفاتح جبرا

جينا لى مكة


لم تمضِِ أيام على (حادثة) التقصير في مجال (التعليم) إثر انهيار ذلك (المرحاض) المهترئ بتلكم المعلمة الفاضلة إلا ونسمع بتقصير آخر في مجال (الصحة) قوامه 45 شخصاً من المواطنين الذين ذهبوا إلى مستشفى (مكة) لتغنيهم ببصر حديد فإذا هي تأخذ ما لديهم من نعمة الإبصار بعد أن تم حقن أعينهم بأدوية علاجية أدت إلى مضاعفات والتهابات وآلام مبرحة مما أدى إلى نقلهم على وجه السرعة من مقر الفرع بأم درمان إلى المستشفى الرئيس بالرياض (الخرطوم)!

وجاء في الأخبار أن وزير الصحة بولاية الخرطوم البروفيسير مأمون حميدة زار المتأثرين بعمليات العيون بمستشفى مكة بالرياض مطالباً أجهزة وزارته بإجراء تحقيق في الواقعة لمعرفة الأسباب والتي أغلب الظن أن لها علاقة بمحتوى الحقن التي تم حقن المواطنين المرضى بها.
قبل أعوام قليلة استدعت الضرورة أن يراجع العبدلله مستشفى (مكة) بأم درمان وهو ذات الفرع الذي حدثت فيه هذه الواقعة، ومنذ أن دخلت من الباب الخارجي للمستشفى صدمت للأعداد الهائلة التي تكتظ بها باحة الاستقبال فهي إلى السوق أقرب من مكان للعلاج، وكما يقول أهلنا (الأعمى شايل المكسر) حتى قررت حينها أن أعود من حيث أتيت مفضلاً الذهاب إلى مكان آخر أقل هرجلة وضجيجاً.

وطفقت أسأل الأصدقاء من أطباء العيون عن تلك (الزحمة) فعلمت أن هذه السلسلة من المستشفيات ذات الأفرع ببعض مدن السودان المختلفة تتبع لمنظمة (البصر العالمية) وهي منظمة تعنى بمحاربة العمى وأمراض العيون في معظم أقطار العالم وأن ما يحدث من ازدحام هو محصلة طبيعية لكثرة طالبي الخدمة بهذه المستشفيات التي تجرى فيها عمليات الكشف والفحص وحتى العمليات بمبالغ رمزية.
من الواضح أن تردد هذه الأعداد من المرضى يومياً على هذه المستشفيات من المفترض أن يقابله اهتماماً بأجهزة الفحص والكشف ووسائل تعقيمها وكذلك مسألة تخزين الدواء ومراقبة صلاحيته والتأكد من فعاليته، من واقع زيارتي تلك للمستشفى أسجل عدم الرضاء كمواطن بالطريقة التي تدار بها المستشفى فعوضاً عن مسألة الازدحام الكثيف للمرضى ومرافقيهم نجد نوعاً من عدم اللا مبالاة من قبل العاملين فيها الذين من المفترض أن يبذلون جهداً مضاعفاً والحال هكذا.

على وزارة الصحة أن ترفد الرأي العام بما سينتج عنه التحقيق عن هذا الإخفاق الذي تسبب في إصابة هذا العدد الكبير من المواطنين والذي ربما يؤدي بهم إلى (العمى) أو ضعف النظر والذي حتماً سيؤثر على حياتهم المستقبلية! (هي بلا عمى صعبة!)
إن وزارة الصحة هي الجهة المسؤولة عن كل ما يحدث في الحقل الطبي العلاجي ولا يعفي هذه المستشفى كونها مستشفى (خيرياً) أن تكون خارج دائرة المحاسبة ولا بد لهذه اللجنة التي تم تكوينها للتحري حول ما حدث أن يكون قرارها شفافاً وفورياً (ما تعملوا نايمين)، كما لا بد من معاقبة الجهة المتسببة في إصابة هؤلاء المرضى عقاباً صارماً يتناسب وحجم الأضرار التي أصابت المواطنين والأهم من ده كووولو (تعويض) المصابين الذين لسان حالهم يقول (جينا لي مكة تغنينا)..!!

كسرة:
قلنا لوزير التربية والتعليم (استقيل)، وهسه بنقول لوزير الصحة (استقيل).. وبكرة ما معروف نقول (لمنو)!!

• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟83 واو – (ليها ست سنوات و 11 شهر)؟

• كسرة ثابتة (جديدة): أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 42 واو (ليها ثلاث سنوات وستة شهور)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. الحق يقال أني أيضا زرت مستشفى مكة بالخرطوم وفرع مدني كمرافق لمريض وكانت في غاية النظافة والنظام رغم عدد المراجعين الكبير بل هناك موظف مهمته فقط مراقبة الزحام في الصالات والممرات وبعد كل فترة يأتي ويقوم بترتيب الوضع. والتعامل راقي جدا خلافا لكثير من المستشفيات الأخرى وبه أطباء مميزين بدليل كل العميلات التي قاموا بها كانت ناجحة