صلاح احمد عبد الله

خلاص.. يعني!؟!


* الأحاديث تدور هذه الأيام.. بكثرة وفي طريقها الى المجلس الوطني.. يجوز للفتاة أن تجوز نفسها مباشرة.. أو بوكيل.. وكلو تمام.. وكأن مشاكلنا انتهت.. ولم يتبق لنا إلا الزواج.. رغم مشاكل الطلاق والعنوسة التي تسد آفاق المجتمع..!!.. وأسباب ذلك معروفة.. لأن المشكل الاقتصادي وراء كل هزات المجتمع.. خاصة السياسية والاجتماعية..؟!!

* انتهت مشاكلنا..!؟!.. وتم استرداد كل (الحتات) التي باعوها.. وحتى التي (ردموها) على ضفة النهر.. ومعاها.. (الألف دكان).. وتلك المباني الشاهقات.. شمال برج الاتصالات.. والمنتشرة كدمامل المرض الخبيث.. شمال الجسر الشهير وجنوبه.. لأثرياء المدينة (الجدد).. من الدهاقنة.. حتى من علماء السلطان كان لهم نصيب..!!

* انتهت مشاكلنا وما تبقى لنا إلا مشاكل الزواج والطلاق.. وكيفية الإجراءات.. بخصوص ذلك..!!.. لا يهم إن دخلت ملايين الشتول الفاسدة لثمار النخيل؟!.. ولا يهم من أدخلها.. وكم تربح البعض منها.. (؟!).. ثم كم خسرت البلاد جراء ذلك.. (١٥) مليار جنيه سوداني.. في ظروف اقتصادية مثل التي نعيشها، ثم من (هو) الوزير رئيس مجلس الإدارة للشركة المستوردة.. ثم هل (هو) خبير زراعي أم خبير تجاري (ربحي).. إداري لنفسه أو شركته.. (أين سودانيته)؟.. هل تلاشت في زحمة الأموال المنهمرة (كالأمطار).. هنا.. وهناك!؟
* ترى هل يعلمون أن ثروة النخيل في الشمال عمرها ملايين السنين تاريخها من تاريخ الإنسان هناك؟، بل هو من تاريخ الحضارات كلها. بما فيها (الديانات) كلها.. (!؟؟).. ترى من يريد طمس التاريخ؟.. والحضارات والديانات.. وهل يستطيعون؟!!

* وبعد ذلك يأتي من يتكلم عن الزواج.. مباشرة.. أو بتوكيل وكأننا (أمة) لا دين ولا أعراف.. ولا تقاليد لها.. بل ولا (رجولة).. وحفظ لحرماتنا المقدسة.. آخر ما تبقى من كرامة..!؟!

* من يسأل عن الحروب الأهلية.. أسبابها، كيفية إيقافها.. دون (محاصصة) من أجل البقاء.. ومن أجل أن يدفع البسطاء الثمن.. خاصة في معسكرات النازحين المختلفة.. وهي أماكن معلومة للدولة (التي تعيش في رغد العيش).. ولمن يقاتلونها.. وهم يعيشون أيضاً في رغد وبحبوحة.. خارج السودان.. وأملاك.. وممتلكات.. والمحصلة ثراء عريض.. بدعوى الدفاع عن (أهلنا) في الهامش..؟!.. وهم يعلمون أيضاً أن العاصمة نفسها صارت (جزء) من هذا الهامش؟!..

* لذلك نحن نعرف أن (الكل) يدور في فلك نفسه.. حتى من يتكلمون عن الزواج المباشر أو بتوكيل.. أخذوا (ثمارهم) من الدولة.. (كافية) لأنها ثمار وحصاد شعب.. أرهقه طول المسير.. وهو يبحث عن المستقبل.. ويشكو للزمان منذ أيام (الاستغلال) الأولى..!؟! الى متى يقودنا هؤلاء.. الى غيابة (الجب).. ويخرجون لنا بتفاهات الحديث.. وسماجات المواعظ.. المجلس الوطني.. يفكر بعضهم في السفر الى الولايات المتحدة.. لتقديم التهنئة برفع الحصار.. والعقوبات.. والتعديلات الدستورية.. والمناكفات بين رموز القانون مستمرة.. وكل منهم يبحث (لنفسه) أو حزبه.. عن نصيب الأسد.. الذي هو (قضمة) كبيرة من كيكة.. صبر الشعب في صنعها طويلاً..؟!

* حاجة عجيبة.. البلد (فاشلة) اقتصادياً.. ويتكلمون عن الدستور.. وتعديلاته المتعددة.. والنيل الأبيض ينظر اليهم.. وهم في مجلسهم.. ساخراً، والنيل الأزرق مبتسماً وملتقى النيلين ضاحكاً.. وأكثر من مليون و(٨٠٠) ألف فدان هناك تنتظر الزراعة لتكفي السكان.. وتكفي التصدير.. (نكرر) يبدو أن (الحتات) كلها باعوها..؟!
* وهل مثل هؤلاء الذين يتكلمون عن حرية الفتاة في تزويج نفسها مباشرة أو بوكيل هم (مأمونون) على أرض.. أو عرض.. والأرض تتسرب من بين الأصابع والكل ينظر..!؟!

* هذا باختصار شديد يعني خلاص مشالكنا انتهت..؟!
* فعلاً (الفاضي) يقعد يحنن ضنب الككو.. (ضنبو بس)..؟!
* متى تستقيم الأمور في هذا البلد ويشعر (فقط) يشعر هؤلاء السادة أنهم يحكمون شعباً واعياً.. شعب صار يفهم بعد طول سنين.. أنه قد حان الوقت.. ليتدخل لكي يحكم نفسه بنفسه.. بعيداً عن هذه (الأشباح).. التي تحكمه من وراء ستار بعد كل هذا الفشل المزمن..!
* الخطوة الأولى تقترب والله كريم..!؟!

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة