رأي ومقالات

(عضاني وعضيتو)!.. صراع بين قيادات المؤتمر الوطني في الولاية الشرقية يصل مرحلة العض بالأسنان


1- لم يجف حبر مقال الأمس عن ثقافة العض داخل المؤتمر الوطني من قبل المُبعدين من المناصب والامتيازات، حتى نقلت الصحف الخرطوم في مانشيتاتها العريضة تفاصيل ما حدث بولاية البحر الأحمر بمحلية سواكن.

علقت في العمود السابق على تصريحٍ صحفيٍ لقياديٍّ بالمُؤتمر الوطني حمل عنوان (الوطني: إقالة البعض من مناصبهم تدفعهم لـ”سبِّ” الحزب).

التصريح منسوب لرئيس دائرة الولايات الوسطى بالمؤتمر الوطني، صلاح علي آدم، خلال مُخاطبته المؤتمرَ التنشيطيَّ لحزبه بمحلية الحصاحيصا.

ذكر آدم في ذلك التصريح أن إقالة بعضٍ من منسوبي المؤتمر الوطني من مناصبهم تدفعهم لـ”سبِّ” الحزب، وأضاف: (الزول كان شالوهو من منصب بقى يقول منعول أبوك يا حزب).

-٢-

خلال 72 ساعة تجددت الاشتباكات بين قيادات الوطني في الولاية الشرقية، ووصل النزاع في جولته الأخيرة مرحلة العض الفعلي بالأسنان لا بالنقد والشتائم والإساءات.

هاتفني أمس الصديق العزيز عبد الرحمن إبراهيم، مدير إذاعة (بلادي الوليدة) مُعلِّقاً على العمود، وقال لي بسخريته اللطيفة: “لو أن القيادي الشرقاوي في فمه جرادة -على قول المثل الدارفوري- لما لجأ إلى العض”!

الوجدان الشعبي الدارفوري الذي أنتج المثل (دبيب في خشمو جراداية ما بَعضِّي) لم يصل به الخيال إلى أن الغيظ السياسي يمكن أن يصل التعبير عنه لمرحلة العض بالأسنان لا بالكلمات!

-٣-

للأسف ما حدث في شرق السودان خلال 72 ساعة يوضح بجلاء ما وصلت إليه الأحوال التنظيمية داخل المؤتمر الوطني، وهو الحزب الحاكم والأكثر تنظيماً من بين كل الأحزاب الموجودة في الساحة الآن.

تكرار الاشتباكات وتطورها إلى العض بالأسنان وفتح البلاغات، يدل على تراجع هيبة الحزب لدى بعض منتسبيه في مقابل بطء قيادة الحزب في الاتصال وإجراء المعالجات.

الوضع مع الأحداث الأولى التي تناقلتها أجهزة الإعلام كان يقتضي تدخلاً عاجلاً وسريعاً من القيادة التنفيذية للحزب لمحاصرة الأوضاع حتى لا تمضي في اتجاه الانفلات و(العضعضة).

مع بطء المعالجات وتصاعد الخلاف ليس من المُستبعد تكرار الأحداث للمرة الثالثة، وتصاعدها إلى مدى يمثل تحدياً أمنياً وخطراً جنائياً.

-٤-

في مرّات سابقة كانت قيادة الحزب تمتلك القدرة والهيبة الرادعة التي تمنع وقوع مثل ما حدث بسواكن، دعك من تكراره.
في أكثر من ولاية استطاعت قيادة الوطني السابقة، أن تحسم النزاعات وتحدَّ من الاختلافات وتعاقب المتفلتين وتضع الأمور في نصابها.

ما حدث في شرق السودان كاد أن يحدث ما هو أسوأ منه في ولاية الجزيرة لولا أن الحكمة السياسية أفلحت في منع خروج الاختلافات عن مسار التنازع بأدوات السياسة.

مع ذلك إذا ترك المؤتمر الوطني نزاعات الجزيرة بين المجلس التشريعي والوالي يُعالجها الزمان، قد يخرج القطار عن المسار، ويحدث ما لا يحمد عقباه.

-٥-

من الواضح أن مشروع الإصلاح التنظيمي داخل المؤتمر الوطني، لا يزال في طور الأماني والتطلعات.

لو أن مشروع الإصلاح الحزبي داخل المؤتمر الوطني، مضى إلى إحداث تغييرات جذرية وعميقة في المنهج ووسائل العمل، ولم يكتفِ بتغيير الوجوه لما وصل الحال إلى هذه الدرجة من العبث الفوضوي بأساليب الأطفال والصبية، مما جعل أخبار النزاعات الداخلية تتصدَّر عناوين الصحف وتلوك تفاصيلها مجالسُ النميمة!

مسيرة الباشمهندس المحترم إبراهيم محمود المسؤول التنظيمي الأول داخل الحزب، وفي جهاز الدولة تشهد له بتحقيق نجاح ملحوظ في إدارة ملف التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال بأديس أبابا، لكن الرجل – مع كامل احترامنا وتقديرنا له – لم يحقق ذات النجاح داخل الأروقة التنظيمية للحزب، وأوضح دليل على ذلك زيادة معدلات التفلُّت التنظيمي والتهاون في حسمها.

-أخيراً-

إذا لم تتم معالجات إصلاحية كاملة وشاملة تُعيد الهيبة التنظيمية للحزب، وترفع من كفاءة الاتصال التنظيمي وسرعة التدخل، ليس من المُستبعد أن تتطوَّر النزاعات الداخلية من التشاجر بالأسنان إلى التقاتل بالسنان .

ضياء الدين بلال


‫2 تعليقات

  1. (الزول كان شالوهو من منصب بقى يقول منعول أبوك يا حزب). لانو بالعربى حزب بتاع مصالح والمنتمون اليه لم ينتموا الا للمناصب فقط عشان كده لو الواحد لو شالوه وفقد النقاطه بيلعن الحزب على طول لانو الرابط بينه وبين الحزب هو هذه المصلحة عشان كده مثل ماقال البشير سوف يكون هذا الحزب فى يوما من الايام نسيا منسيا وهذا ما سيحصل طول ما فى عضعيض وكده .