صلاح الدين عووضة

حسن الخاتمة !!


*غابت عن كلمتي ليوم أمس (الخاتمة)..

*اختفت في ظروف (فنية) غامضة فصارت الكلمة بلا (فن)..

*صارت أشبه بهجمة مريخية يضيع (ضفر) خاتمتها..

*أو أغنيات جميلة- على شاشاتنا- (تُقطع) قبل الخواتيم..

*أو حوار وطني يُفاجأ الناس بأنه من غير خاتمة..

*أو أن خاتمته هو بدايته نفسها مع نسخة مكررة جديدة..

*نسخة يطل فيها (الشعبي) على الناس وهو مندغم في (الوطني)..

*فقد بلغت مسرحية المفاصلة (الترابية) خواتيمها..

*واُسدل الستار على عروض مسرحية لحوار خاتمته (تقسيم كيكة)..

*بينما كان الختام- في ظن الناس- (حسن ختام) للإنقاذ..

*أو بمعنى أدق: حسن ختام لهيمنة أُحادية على (المسرح) السياسي..

*ولم يُكتب لكلمتي البارحة حسن الخاتمة..

*تماماً كما غابت حسن الخاتمة عن منظمة (حسن الخاتمة)..

*أو هكذا تحدثت تقارير محاسبية من قبل..

*وإن صدقت فما عادت هنالك (حرمة) حتى للموت؛ ولا (حرام) فيه..

*ومن قبله- وبعده- الحج، والعمرة، والأوقاف..

*فحتى الواجهات الدينية التعبدية الشعائرية لم تخل من سوء الخاتمة..

*وعبارة سوء الخاتمة هذه لا تدل على الموت وحده..

*فثمة أعمال إبداعية رائعة- في مجالات عدة- يُضعفها ضعف النهايات..

*سينمائية كانت أو شعرية أو غنائية أو كتابية..

*ومن مطربينا الذين يجيدون (حسن خواتيم أعمالهم) أحمد المصطفى..

*فهو يبدع في البدايات والنهايات ليتفرد بذلك طرباً..

*ولا يضاهي (الوسيم) جمال ختام إلا (فراش القاش) لزيدان..

*ومن الجيل الذي أتى بعده مجذوب أونسة ؛ سواء عن قصد أو بغيره..

*فهو صاحب ألحان شجية رائعة ؛ وخواتيم أروع..

*وأعجب ما في أدائه ذلكم الخلط بين (حزن) المفردة و(تفاؤل) الروح..

*ويكاد صوته يوعز للحزانى- عاطفياً- بأن القادم أحلى..

*وأحد زملائنا- من الكتَّابين جداً- أضر بأعمدته سوء الخاتمة..

*فخواتيم كتاباته لا تناسب بداياتها- وأواسطها- (إدهاشاً)..

*هو أشبه بمهاجم حريف يراوغ حتى حارس المرمى ثم يفعل (فعلة) ضفر..

*وأفضل مخرج سينمائي- في مجال الخواتيم- سبيلبرغ..

*فهو يسكنه الإبداع، ويساكن أعماله، ومسكونة به نهايات أفلامه..

*ومن هذه النهايات المذهلة (مشية) إبراهام لينكولن..

*فقط مشية بطيئة ذات تؤدة و(عرجة) أضحت خاتمة مدهشة لفيلم تأريخي..

*وكانت آخر مشية له إلى حيث اُغتيل داخل المسرح..

*ومن أقوله المشهورة: أمشي ببطء ولكني لا أعود للوراء أبداً..

*ومشت أمريكا في درب الحضارة ولم تعد إلى الوراء..

*ولكن واقعنا- كما في الطلاسم- لا ندري أهو السائر في الدرب أم الدرب يسير؟..

*ولا تلوح له في الأفق (حسن خواتيم !!!).

صحيفة الصيحة