منى ابوزيد

لا تعكروا مزاجنا..!


“لا تمش ورائي فقد لا أعرف الطريق، ولا تمش أمامي فقد لا أتبعك، بل امش إلى جواري فقد نصبح أصدقاء” .. أنيس منصور ..!
نقلت شقية الحال صحف الخرطوم – في أعدادها الصادرة ليوم أمس الأول– خبراً من النوع الذي تشبه قراءته تناول زجاجة زيت خروع كاملة على الريق .. القنصل العام لسودان البخاتة بدولة مصر الشقيقة يسارع إلى تكذيب ما تردد من أن السبب في ترحيل عمال مصريين من السودان هو العمل بسياسة المعاملة بالمثل،رداً على ما يحدث لبعض السودانيين في مصر .. ليس ذلك فحسب بل أن ذات الصحف قد أوردت نفيه القاطع لصحة أن يكون هناك في السودان مبدأ تعامل بالمثل مع مصر”من أساسه” .. قبل أن تنقل إشادة سيادته بالعلاقات التاريخية القوية بين البلدين ..!
لحظة من فضلك .. بقى أن تتجرع النصف الآخر من زجاجة زيت الخروع، “ونبقى خالصين” .. في ذات التصريح قال القنصل السوداني بمصر إن “على الجانب المصري أن يستثني السودانيين من بعض القرارات، وأعرب عن أمله في أن تراعي السلطات المصرية الترابط بين الشعبين، لمزيد من التواصل الإنساني بين البلدين، لافتاً إلى أن هناك حالة من الخوف باتت تعتري السودانيين هذه الأيام عند سفرهم إلى القاهرة، وأن هذا الأمر يعطي إشارة سالبة لا تخدم مصلحة العلاقات بين الشعبين” ..أتركك الآن ممتلئاً بزجاجة زيت الخروع تلك، ومتأملاً في “برطمان” التناقض هذا، وأعود إلى العلاقات التاريخية القوية بين البلدين ..!
إحدى وثائق ويكيليس التي نشرتها صحيفة “المصري اليوم” – قبل سنوات – دللت على أن العلاقات المصرية السودانية كانت ضحية حرب باردة شنتها حكومة مصرعلى دولة قطر، فعرقلت – باعترافها المدون في وثيقة ويكيليكس – سير مفاوضات سلام دارفور .. القائم بأعمال السفارة الأمريكية فى الدوحة بعث إلى بلاده يخبرها عن عزم الحكومة المصرية – آنذاك – على إحباط كل مبادرة تطرحها قطر خلال فترة توليها رئاسة جامعة الدول العربية، حتى وإن كان المقترح القطرى يصب فى مصلحة مصر ..!
ثم كيف أن مصر قد أعاقت – في ذلك الوقت – بالفعل عدداً من المقترحات القطرية بشأن قضيتي السودان وفلسطين، ليس لشئ سوى العرقلة في حد ذاتها.. وكيف أن الحكومة المصرية كانت ترى أن الإساءة القطرية تنبع من مجرد توسطها فى أزمة تخص السودان “الفناء الخلفى لمصر”!.. فمساعدة قطر للسودان في هذا الشأن هي أكبر دليل – بحسب العقلية المصرية – على سعيها لجعل مصر تجثو على ركبتيها ..!

كل ذلك وأكثر، جاء على لسان وزير الخارجية المصري الأسبق “أحمد أبو الغيط” الذي كان يمارس تمارينه الرياضية على دراجته، وهويحدث نائب السفير المصري بالدوحة عن سخطه المتعاظم على دولة قطر بكلمات نابية .. إذاً مواقف الحكومة المصرية غير الإيجابية – قبل الثورة -تجاه مشكلات دارفور كانت “بشهادة ويكيليكس” مقصودة جداً .. عدم استلطاف لهذه الحكومة من جهة .. ونكاية في النجاحات القطرية في صنع السلام بالإقليم من جهة أخرى .. !
لكن مصر ما بعد الثورة لم تأت بجديد على عكس المنشود سودانياً .. فهي لم تفتح صفحة جديدة – بالمعنى الحقيقي والفاعل – مع حكومة السودان ..وهذا جزء من اللا مبالاه التاريخية التي ظلت حكومات مصر المتعاقبة تنظر بها لمبدأ تبادل المصالح والمواقف السياسية الإيجابية بين البلدين،ولئن دل هذا على شيء إنما يدل على أن مشكلة السودان مع مواقف الحكومات المصرية تجاه قضاياه ليست في شخصية صناع القرار في عهد حكومة بعينها، بقدر ما هي مشكلة في نظرة الشخصية السياسية المصرية لأهمية تطوير العلاقات مع السودان وردود أفعالها تجاه مواقف دول كبرى بعينها من قضاياه وعلاقاته ..!

وبينما ينفي قنصلنا العام في مصر أي توترات في العلاقات التاريخية، يؤكد خبراء السياسة في مصر أن الخلافات بين البلدين تتجدد بسبب السعودية وموقفها من مصر والسودان.. فحكومة الرئيس البشير – بحسبهم – تميل إلى السعودية أكثر من مصر بسبب الدعم السياسي والاقتصادي وبسبب اعتقاد السودان أن السعودية سوف تقف بجانبه ضد مصر في قضية حلايب وشلاتين، وهذا ما يتسبب في التوترات الدبلوماسية بين البلدين ..!
أما الرئيس البشير نفسه فيرى أن الإعلام المصري “رديء ويؤجج الصراعات ويخلق المشاكل” .. من هذا المنطلق – وتضامناً مع معاناتك من مذاق زيت الخروع الذي تجرعته مع تصريح قنصلنا العام – لك أن تعتبر هذا المقال دعوة إلى تفعيل مبدأ المعاملة بالمثل ..!

هناك فرق – منى أبو زيد
صحيفة آخر لحظة


‫6 تعليقات

  1. تشبه قراءته تناول زجاجة حنظل كاملة على الريق وليس زجاجة زيت خروع.

  2. لا اله الا الله دا قنصل امومصريه ولاشنو نحنا ماعارفين .الاتراك والايرانيين يحاربون كل العالم من اجل كلمه قيلت في حق اوطانهم . فما بالنا نحن منهزمون دائما ويتقدمنا الرعاع والمخلوعين الذين لايهمهم غير وظائفهم .مصري التي لاتجد ماياكل شعبها ويعيشون علي الاعانات والشحاته . يهددون هذه البلاد ورئيس لايستطيع ان يفتح فمه ( هذا زمانك يامهازل فامرحي )..اللهم انا نبراء اليك من قنصل لايرد ووزير خارجيه لايصد

  3. الراقيه مني لكي من كل الود والتقدير ..صراحه بنشتري اخر لحظه عشان عمودك ربنا يحفظك ويديك الفي مرادك

  4. لا أستطع الذهاب اليك .. ولا استطع الرجوع الي ّ ! <<>>>

    عطية … سلامات !!

  5. مصر كانت ولا زالت شعبا و حكومة يحتقرون السودان شعبا و حكومة و ينظرون للسودان بانه تابع لمصر
    هذه هي الحقيقة لا علاقات ولا مصالح ولا يحزنون اتركونا من ارض القبط هذه خلونا في حالنا أحسن
    لو عملنا استفتاء للسودانيين حول العلاقة مع المصريين أكيد النتيجة حا تكون ما دايرين معاهم اي علاقات
    لا سياسية ولا تجارية ولا اجتماعية ،،،
    شكرًا استاذة منى