عثمان ميرغني

العباقرة.. يمتنعون


كثيراً ما كتبت هنا أنعي لكم (العقلية) التي تدير الشأن العام.. أمس نقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) هذا الخبر (ترأس وزير المالية والاقتصاد والقوى العاملة بولاية جنوب دارفور، د. عمر عبده هارون في مكتبه اليوم بنيالا، الاجتماع المشترك بين وزارته، ووفدي وزارة الصناعة الاتحادية، وشركة سور العالمية، واتحاد الغرفة التجارية بالولاية، بحضور مدير مصنع النسيج بنيالا، حيث بحث الاجتماع السبل الكفيلة بإعادة تأهيل وتشغيل مصنع النسيج حتى يساهم في الجانب الاستثماري والاقتصادي للولاية).

مصنع للنسيج في “نيالا”؟! تعادل مصنع للألبان في “وادي حلفا”.. وأشبه بمصنع للأسماك في مدينة الأبيض.. فيصبح السؤال الحتمي.. على أي حيثيات تستند دراسة جدوى إنشاء المصانع في مدن السودان؟.

هل تشييد المشروعات الإنتاجية أمر تقرره الهتافات السياسية، أم الدراسات الاقتصادية المرتبطة بجدوى إقامة المشروع المحدد في المدينة المحددة؟.

ويمتد السؤال.. هل التنمية عملية فنية مرتبطة بحسابات اقتصادية.. أم هي محض أمنيات وشعارات سياسية مرتبطة بصدى صيتها الجماهيري؟.

سمعت قبل هذا من وزير سابق عزمه إنشاء مصنع سكر في منطقة لم تعرف في تأريخها ولا تناسب زراعة القصب.. كل الفكرة.. توفير مشروع ليعمل فيه المواطنون.. وقد رأينا كيف أن كثيرا من المشروعات دفنت فيها مئات ملايين الدولارات، وافتتحت بالأفراح والهتافات والزغاريد ثم ما لبثت أن انزوت في هدوء وتحولت إلى أطلال.. تنعي لنا فكرنا الإداري قصير النظر.

طالبت أكثر من مرة هنا بتصميم خارطة هيكلية قومية.. خطة إستراتيجية قومية تمنح كل مدينة ميزاتها التفضيلية في الذي يتلاءم مع بيئتها وموقعها ومناخها.

مدينة “نيالا” عروس المدائن، تزدحم فيها الميزات التي تجعلها أكبر مصدر للحوم المصنعة بمختلف أنواعها.. هولندا السودان.. وكثير من المنتجات الزراعية النقدية الأخرى- أيضاً- بجانب جاذبية جمالها السياحي.

بينما النسيج موطنه- هنا- في ولاية الجزيرة، والمناطق الأخرى التي تتوفر فيها زراعة القطن.

في كثير من العهود السياسية الماضية شيدت بعض المصانع في مناطق لا تلائمها فكانت النتيجة فادحة.. خسارة المصنع والمال المهدر فيه.. وفوقه العشم الذي ينتظره الشعب فيتبدل بالإحباط، واليأس المقيت.

مشروعات التنمية لا يجب أن تكون في قائمة الترويج السياسي.. ولا يجب أن تستخدم لترجيح كفة الميزان السياسي لأي مسؤول؛ لأنها أموال تدفع من حر مال فقرنا المدقع.. وأي دولار يضيع هباء منثوراً تضيع معه آمال عراض في بناء وطن كريم لشعب كريم.

مجرد سؤال.. من يفكر في هذه المشروعات؟.

هل هم الوزراء أم خبراء متخصصون؟.

عثمان ميرغني
صحيفة التيار


‫4 تعليقات

  1. بس هم عايزين يعملوهو مصنع ملابس جاهزة ما نسيج حسب ما جاء فى الخبر
    الايدى العامله فى دارفور الاكثر قدرة على الانتاج والرغبه فى التعليم
    لو كان الامور بنظريتك اليابان ما يكون فيها صناعة نسيج ولا حتى سيارات
    ارحمنا

  2. سيبك من المواضيع الانصرافية والنقد من اجل التقد . ورينا انت دافعت عن وطنك بي شنو امام حنفيات الشتم والاحتقار التي اتحلجت علينا من مصر . وللا فلاحتك في الوزراء الاقليميين

  3. حقا ماقلت ولكن كل مصانعنا . فى هذا الزمن الأغبر تقوم على الشو السياسى . وليست للجدوى الأقتصادية . وكل من يحمل البندقية يرضى بالوظيفة السيادية ودخول القصر وتنمية منطقتة بما لاتستحق . اما الجزيرة لان انسانها مسالم . لاتنمية فيها . وحتى مشروعها دمر . واحيلت كفائاتها للصالح العام واستبدلو بالهوام . زوى الانتقام . الذين يقتلون الأنفس ويدعون السلام . ربنا يكفينا شر الحكام والظلام وأبناء الحرام .