داليا الياس

أكثر من مجرد مهرجان!!


في العام الماضي.. هيأ لي (مهرجان الجزيرة الأول للسياحة والتسوق) سانحة تاريخية لزيارة مدينة ود مدني للمرة الأولى في حياتي، وشعرت بالأسف الشديد كوني لم أحظ بزيارتها من قبل.. بيد أن سعادتي كانت بالمقابل غامرة لأنني دخلتها في العهد الجديد.. فأبهرتني بنظافتها وجمالها وإنسانها المبدع.

وتوالت زياراتي بعد ذلك في كل مراحل المهرجان الذي لا يقتصر على كونه مهرجانا ولكنه عالم من الانفتاح والنهضة الاقتصادية والاجتماعية تنتظم الولاية.. وسرني أن وجدت كل تلك المودة والحفاوة من إنسان الجزيرة الذي ربطتني به علاقة طيبة وحميمة أستشعرها كلما اعتليت منبرا لأنثر بعض قصائدي المتواضعة .

وفي هذا العام.. عدت للجزيرة ومهرجانها وأحبابي هناك من جديد.. عدت عزيزة مكرمة رغم إرهاصات المغرضين وتربصاتهم.. عدت أعانق نساء ود مدني في افتتاح أسبوع المرأة برعاية كريمة من عطورات العنود التي اختارتني سفيرة لها لهذا العام.. ثم عدت ملبية الدعوة الكريمة الفخيمة من سعادة الوالي المثالي (د. أيلا) لتشريف ختام المهرجان في بادرة نبيلة تؤكد أن معاليه يظل رجل الحكمة والوعي وسعة الأفق والقرارات العظيمة.

شهدت ختام المهرجان من على المنصة بعين الكاتب الصحفي بعيدا عن عباءة الشعر.. ورصدت كل المشاهدات والحركات والسكنات فتأكدت أن الجزيرة باتت أجمل وأقوى من العام السابق.
كل ما حولي ينم عن استقرار ونظام ومستقبل مشرق.. فقد نضجت تجارب الكثيرين.. وهدأت نفوسهم.. وتعلموا قراءة الواقع والوقائع.. وفهموا شخصية هذا القائد الاستثنائي.. وأدركوا قيمته وقدره وقدرته على صناعة التاريخ.

ثم أنني تعرفت عن كثب على شخصية السيد رئيس مجلس الوزراء (بكري حسن صالح) عبر خطاباته الودودة العامرة بروح الفكاهة والشفافية فأدركت أنه يمثل الخيار الصحيح تماما للمراحل القادمة.. لاسيما وهو يمتلك القدرة على التعاطي والتواصل مع المواطن بكل كياسة وصبر ومودة.
تجولت طوال النهار في مدينة ود مدني متنقلة بين قاعة المؤتمرات والمعارض ثم الحفل الختامي وأنا محفوفة برعاية اللجنة المنظمة للمهرجان بدمائها الشابة الفتية ولطفهم الكبير وكرمهم المعهود.

واستمعت لدكتور (أيلا) في خطابين مختلفين أحدهما صباحي والآخر مسائي فكنت كمن يتلقى جرعات علاجية ضد إخفاقات القادة الخطابية والتي تظل تؤرق مضاجع الأمة كل حين!
فالرجل بديع الارتجال.. مرتب الأفكار.. فصيح اللسان.. قوي الحجة.. وافر الإيمان بقضاياه.. وممتلئ بالثقة والحماس والنوايا الطيبة !
وسموه إن شئتم (كسير تلج) ولكن إعجابي بهذا الوالي لن يتزحزح، ولدي قناعة مطلقة بأنه الأفضل والأقدر والأنبل والأمثل في كل مكان وزمان.

وتزداد قناعتي بمواهبه في القيادة كل حين.. وليس لدي سوى تحفظ وحيد على حكومته الموقره يعلمه هو تمام العلم وأزداد أنا قناعة به في كل مرة تطأ قدماي فيها ولاية الجزيرة ولا أملك الا أن أهز رأسي إشفاقا على وزارة الثقافة ودورها الباهت وبعض القائمين عليها ممن يفتقدون بوصلة الوعي اللازم ويفتقرون لحسن التصرف وحكمة القيادة ويظلون يدورون في فلك حساباتهم الشخصية وفطرتهم الساذجة ويظنون أن بإمكانهم أن يحولوا بيننا وبين الجزيرة وأهلها في ظل وجود هذه القيادة الرشيدة المنصفة التي تعي حجم الفارق!!!
المهم.. اكتست ود مدني بحلة بديعة.. وكان ختام المهرجان من الروعة بمكان.. لاسيما جحافل المبدعين الصغار الذين شاركوا في اللوحات التشكيلية الحركية وملأوا أرض استاد ود مدني حيوية وجمالا.

وأعترف أنني فرحت كالأطفال بفقرة الألعاب النارية الساحرة التي تدهش الروح.. ثم صفقت بحرارة لطفلة بديعة وشجاعة تحسن الإلقاء الشعري وتمتلك صوتا جهورا حميما تدعى (آلاء) أبهرت الحضور وانتزعت ثناءً وتحفيزا على مستوى رئاسة الوزراء.
والحديث عن المهرجان يطول.. لاسيما وهو يتزامن مع حصاد القمح والبشريات التي غمرت المزارعين والآمال العراض التي تناثرت هنا وهناك ونحن في فرح كبير بلقاء الزملاء والأصدقاء وتلك اللحظات الطيبة التي نسرقها من عمر الضنك والركض وراء عجلة الحياة لنقضيها في كنف (د. محمد طاهر أيلا) وهو يزرع الإبداع والإمتاع والإنجاز والإعجاز أينما وجد.. ثم يدرك تماما كيف يولي الجميع الاهتمام والاحترام في تواضع جم وإلمام مفرط بكل التفاصيل.

شكرا أهل الجزيرة الأعزاء.. شكرا لجان المهرجان.. شكرا (أيلا)، الذي نتمنى له التوفيق وتمام العافية حيثما كان.. هذا على أمل أن تكفينا محطته القادمة مغبة السفر والمسافات .

تلويح:
مدني سمحة حلوة خلاص.. مدني روعة ووجاهه..
وزادت سماحة شديد.. لامن (أيلا) جاها..

داليا الياس – اندياح
صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. انك لم توف ايلا حقه كاملا فمهما قلتى فهو احسن وأكبر من القول انه الغلطه الوحيده فى السودان ويا للأسف ان يجف نبع السودان من الرجال فلم يلد سوى ايلا حقا انه معجزة ومفخرة انه محقق الاحلام بانى الآمال العراض حقا ايلا رجل المستحيلات وليتك يا سودان كل رجالك ايلا وليتك يا سودان بك عشرون ايلا لتنهض وتلحق ركب الامم