عذرا.. أنت خارج التغطية

الواي فاي تشتد قوته بالقرب من موضعه.. وتتناقص كل ما ابتعدنا عنه.. أغلب أجهزة الواي لها (باسورد) حتى لا يأتي أحدهم ويتكئ على الحائط فليلتقط الإشارة ويستفيد من الخدمات التي لم يدفع لها مقابل.. هذا يعني إن كنت تريد أن تشبك جهازك مع واي فاي معين.. فيجب عليك التواجد بالقرب من المركز.. وإلا أصبحت يا صديقي (خارج التغطية).

مثلاً يعني.. لو أصابتك علة.. وكنت من سكان العاصمة.. فأبشر بتوفر الخدمات.. من إسعافات أولية.. الى تقنيات متقدمة.. ولو كنت من ذوي المال، لسافرت مباشرة الى الخارج لتكملة علاجك.. لكن لو كنت بعيداً عن مركز الواي فاي.. في تلك الأطراف.. التي يعتقد القائمون على الأمر أن أهلها من الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا تصيبهم علة.. أقول لو كنت من سكان تلك الأطراف.. وأصابتك علة.. ما عليك الأ أن (تحضر كفنك).. والموت سبيل الأولين والأخرين… لأنك ببساطة خارج التغطية.

مثلا يعني.. لو أراد ابنك الجلوس لامتحان الشهادة السودانية.. وكان قريباً من مركز الواي فاي.. فذلك يعني أنه سيجلس للإمتحان فوق كرسي.. .وسيستند على طاولة.. بل ربما تصدرت صورته نشرة الأخبار مزيناً بتصريح الوزيرة (كل المشاكل واالصعوبات التي تواجه الطلاب تم حلها.. بما فيه مصلحة الطلاب أولاً).. لكن الحالمون الذين يعتقدون أن تصريح الوزيرة الاتحادية يشمل أولئك الطلاب الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء وظهورهم منحنية تجيب على الورق بكل همة.. نقول لهم.. إن قوة الواي فاي لا تصل الى تلك الأطراف.. لذلك لا يشملهم التصريح الوزاري.. لأنهم ببساطة خارج التغطية.

الشيء الذي يثير حيرتي.. ويجعلني أستعين بلمبة عبقرينو.. هو أن هذا الواي فاي.. الذي لا يلتقط إشارات الأطراف.. ذات الواي فاي.. يلتقط أشارات خارج الحدود.. وتجد له مساهمات وانشاءات في دول الجوار.. حتى تصيبك الدهشة من ذلك التفاعل.. لكن لمبة عبقرينو قالت لي.. إن تلك الأماكن خارج الحدود لها (محطات تقوية) وعندها علم بـ(الباسورد).. .لذلك يمكنها التواصل.. لكن الأطراف عندنا لا بواكي لها.. فهي خارج التغطية.

استناداً على كل ما سبق.. رجاء لا يلومن أحد السيدة وزيرة التربية والتعليم.. ولا يسخرن آخر من تصريحها الذي أعلنت فيه تذليل الصعوبات للطلاب.. ولا يقولن أحدكم وفي ذهنه صورة الطالبات مفترشات الأرض (هل هناك صعوبات أكثر من أفتراش الارض لأداء أهم إمتحان في حياة المرء؟؟)..رجاء لا تقولوا ذلك.. فالسيدة الوزيرة.. وكل المسؤولين لهم العذر.. فالواي فاي لا يلتقط إشارات الأماكن (خارج التغطية).. .أما عن (الباسورد ) للواي فاي.. .الحقيقة لا أعلم عن شيئاً.. وعلى قول عادل إمام (أنا لو أعرف أؤول على طول.. حأخبي عليكو ليه يعني).. في النهاية لا يسعني إلا أن أهدي أبنائي وبناتي الذين يجلسون لإمتحان الشهادة السودانية هذه الأيام.. أغنية مسجل عم آدم (إن شاء الله يا بسام.. تتحقق الأحلام.. تظهر نتائج العام.. وتكون من الناجحين).

صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة