سياسية

مشاركة الخرطوم في العملية العسكرية ضد الحوثيين باتت راسخة


فوجئ الكثير من السودانيين بإعلان حكومة بلادهم مشاركتها في «عاصفة الحزم»، غير أن هذا الشعور بالمفاجأة كان مصحوبا بالترحيب بقرار الخرطوم التي كانت أبوابها مفتوحة لسنوات ماضية أمام إيران، الداعم الرئيس للانقلابيين الحوثيين، ورغم أن الخرطوم استبقت القرار بإغلاق الملحقيات الثقافية الإيرانية، وتضييق الخناق على دبلوماسي طهران، إلا أن قرار المشاركة ضمن تحالف مثل نقلة كبيره وحلماً ظل يراود السودانيين، وتحقق برؤية علم بلادهم ضمن معسكر عربي يرتبطون به وجدانياً.

وبحسب محللين سودانيين، أن مشاركة الخرطوم في العملية العسكرية ضد الحوثيين باليمن، باتت الآن أمراً راسخاً، ويتماشى مع الرؤية الاستراتيجية للمنطقة برمتها، بعد أن ثبت للحكومة وجود اتجاه إيراني لخنق كافة الدول العربية، عبر الاستيلاء على مضيقي هرمز وباب المندب، باستخدام الحوثيين كمخلب قط. وهو ما أكده الرئيس عمر البشير، بقوله إن مشاركة قوات بلاده في عاصفة الحزم، تأكيد لموقف ثابت ومبدئي، ووفاء بالتزامات أخلاقية وسياسية، حتمها واجب الأخوة والدين ووشائج القربى.

وفي الاتجاه ذاته، ذهب وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، معتبراً قرار بلاده نشر قوات في اليمن ضمن التحالف العربي «موقفاً مبدئياً لإعادة الشرعية» إلى هذا البلد، وأكد أن أمن المملكة والبحر الأحمر «خط أحمر» بالنسبة للخرطوم.

وقال غندور، في حوار أجرته معه وكالة الأناضول، إن قرار السودان بالمشاركة في التحالف العربي باليمن، هو «مبدئي، يقوم على مساندة الشرعية هناك، وهذا موقف عربي موحد، ساندته الجامعة العربية»، مشيراً إلى أن هذا القرار جاء بعد شعور الخرطوم «بخطورة الوضع من استيلاء المليشيات (في إشارة للحوثيين)، على السلطة الشرعية، والخرطوم كانت أول عاصمة نددت بانقلاب هذه المليشيات»، لافتاً إلى أن «أمن المملكة والبحر الأحمر، من أمن السودان، فالمساس بأمن البحر الأحمر وباب المندب، الممر الرئيس للملاحة الدولية، أمر غير مسموح به».

الخبير الاستراتيجي، اللواء متقاعد محمد عباس الأمين، رأى أن هناك اتجاهاً إيرانياً لخنق كافة الدول العربية، عبر الاستيلاء على مضيقي هرمز وباب المندب، باستخدام الحوثيين كمخلب قط، مشيراً إلى أن الجانب الإيراني «يريد تدمير الخطة الاستراتيجية السعودية للنفط، والتي تحولت من الخليج إلى البحر الأحمر».

ولم يستبعد أن يكون الملف النووي الإيراني حاضراً في القضية «مع وجود إشارات إلى وجود تنازلات أميركية أوروبية لإيران، بالتنازل لها عن السيطرة على اليمن، وعن منافذ الحياة الاقتصادية الخليجية». وأكد الأمين أن البحر الأحمر يشكل عمقاً استراتيجياً مهماً للسودان، ما يجعله محقاً في المشاركة، وبقوة، لقطع الطريق على إيران وأطماعها في المنطقة.

شريان حياة

بينما يرى مدير مركز الشرق الأوسط، اللواء متقاعد عثمان السيد، أن السودان من أكثر الدول المعنية بما يجري في اليمن «لأنه معني بما يجري في البحر الأحمر، الذي يمثل شريان حياته الوحيد». ويقول إن محاولة الإيرانيين، عبر الحوثيين، السيطرة على اليمن، ومن ثم البحر الأحمر، لأجل تهديد الخليج، لن تتوقف عند الدول الخليجية، حال نجاحها». ويعتقد أن أي اضطرابات في البحر الأحمر أو أي نزاع فيه، سيؤدي إلى مشكلة حقيقية للسودان، مشيراً إلى تنبيهات سابقة قدمت للحكومة السودانية، بشأن التمدد الإيراني في المنطقة.

تحالفات جديدة

أشار الخبير الاستراتيجي، العميد متقاعد ساتي محمد سوركتي، إلى وجود تحالفات جديدة في المنطقة، مشيراً إلى ما وصفه «بالعلاقة بين المشروع الصهيوني والمجوسي، وما يحدث في اليمن». وقال، بحسب وسائل إعلام سودانية، إن الأمر ليس صراعاً بين الطوائف الإسلامية «لأنه لا يحقق إلا أهداف المشروع الصهيوني».

البيان


تعليق واحد