منوعات

طالبا ثم عميداً جامعة الخرطوم.. تستعرض حياة الترابي


الشيخ الذي شغل رحيله الكثيرين تمر ذكراه هذه الأيام، ولم تكن جامعة الخرطوم التي أنجبته أستاذا في القانون لتدع المناسبة تمر دون أن تخلد ذكراه؛ فجامعة الخرطوم بمسيرتها الحافلة بعطاء الرموز، والمفكرين، والقيادات في البلاد تعدّ ذات خصوصية في مسيرة الراحل الترابي، و-ربما- نقطة التحول في مسيرته؛ بتفتق معرفته، وبدايته الفكرية، ومن ثم دخوله معترك السياسة، والفكر.
الخرطوم: نور الدين جادات
موقف ثابت
من المتحدثين عن مسيرة الراحل عمر الفاروق المحامي الذي عرفته المنصة بأنه طالب للراحل ثم صديق مقرب ورفيق، قال: إن أول دفعة للراحل في الجامعة كان الفرق بينهم وبينه لا يزيد عن 5 أو 6 أعوام في كلية قليلة العدد- آنذاك- وهي الميزة التي خلقت علاقة متميزة ملتزمة أكاديميا، ومنفتحه على الصداقة، كذلك كانت ضمنها أرملة الراحل وصال المهدي، التي كانت- حينها- طالبة في نفس الدفعة، رفيق الراحل قال: إن من الأحداث المفصلية في مسيرة الراحل- آنذاك- ندوة أكتوبر، التي صدح فيها برأي مخالف للنظام الحاكم- آنذاك- وكان ما أفصح عنه أن مشكلة الجنوب هي مشكلة سياسية، لا يجب أن يتم التعامل معها بعقلية عسكرية، وكان ذلك جهرا برأي مغاير لما يثار- حينها.
شاهد عصره
من المتحدثين عن الراحل- كذلك- من عايشه تلميذا في الجامعة، ثم أستاذا في كلية القانون محمد عثمان أبو ريد، بدأ حديثه عن الراحل بقوله: تميز د. حسن بسرعة البديهة، والذكاء، وكان ذلك جليا بشكل واضح؛ فقد كان يتفوق في كل المواد الدراسية، لكن ما لم يُطرق أن عددا قليلا من الطلاب في الجامعة كانوا يؤدون الصلوات فيها، لكن شيخ حسن استطاع رفقة 5 طلاب آخرين أن يقيموا صلاة جماعية، كانت نواة للحركة الإسلامية، الطيب صالح من بينهم، وهو كان من ضمن الحركة في بداياتها.
القانون للشارع
عمر الفاروق جاء بحديث ليس بعيدا عن راهن ما يدور الآن؛ بقوله: إن موقف الترابي من الحريات هو موقف قديم وثابت- في الوقت- الذي كان فيه “دستور 53” فيه ثلاث مواد- فقط- عن الحريات.
وفي قضية أخرى وصف الترابي القانون بعبارة مختصرة مفادها “القانون عملوهو لرجل الشارع، فإذا رأه صحيحا فهو كذلك”، وهو ما أثار جدلاً- حينها- من ضمن حياة الراحل- أيضاً- الندوة الشهيرة، وهي ندوة حل الحزب الشيوعي، وكانت بمشاركة جهابزة من القانونيين السودانيين، وتفوق عليهم.
الراحل والصوفية
البروفيسور بخاري الجعلي تحدث عن الراحل باقتضاب بقوله: المرة الأولى التي أستمع فيها إلى الراحل كانت هي نفس الندوة التي ذاع صيتها، وهي ندوة “حل الحزب الشيوعي”، وتتالت بعدها الأحداث، حتى كنت شاهداً على مبادرة شيخ حاج حمد الجعلي، التي كانت- تقريبا- في الأعوام” 95 ،96″، وهي كانت أول مبادرة للخروج بالوضع السياسي- آنذاك- إلى بر الأمان، ووجدت قبولاً واسعا، وذكر بروف بخاري أن الترابي- حينها- كان متفائلاً، فكان رده بالموافقة غير المشروطة، رد الترابي بقوله: “أنا موافق، هل الإخوة في الحزب الديمقراطي موافقون”، الشاهد أن الراحل ظلت تربطه علاقات طيبة بالطرق الصوفية، وسبق أن زار منطقة كدباس عدة مرات، وهو الجانب غير المعلن عن شخصية الدكتور الراحل.

التيار