أبرز العناوينرأي ومقالات

الاقتصاد السوداني بعد رفع العقوبات


بعد مرور نحو 20 سنة من العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان، قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما قبيل مغادرته منصبه رفع هذه العقوبات جزئياً، وهو القرار الذي لاقى ترحيباً من الأوساط الاقتصادية والمالية العربية والعالمية.

ونحن كمصرفيين عرب نرحب أيضاً بهذا القرار، كما نرحب بعودة العلاقات المالية والاقتصادية بين كل دول العالم والمؤسسات المالية وبين السودان والمصارف السودانية إلى حالتها الطبيعية فذلك سيساهم أولاً وأخيراً في تعزيز وضع الاقتصاد السوداني وتحسين أوضاع الشعب السوداني.

لا شك في أن المواطنين السودانيين داخل السودان وخارجه كانوا المتضرر الأكبر من الحظر الأميركي سواء تعلق هذا الضرر بالنواحي الاقتصادية أو الصحية أو التعليمية أو العمل وحرية التنقل أو حتى حرية تحويل الأموال بين الدول. ويتفق الجميع على أن العقوبات الأميركية التي استمرت نحو 20 سنة أثرت كثيراً في الشعب والاقتصاد السودانيين.

ولا شك في أن رفع العقوبات على السودان ستكون له آثار إيجابية على الاقتصاد السوداني، في ما يتعلق بتوافر النقد الأجنبي وإنعاش الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً في القطاعين الزراعي والمالي، كذلك تعزيز قطاعي الصحة والتعليم، إضافة إلى إحياء مشاريع النقل والمواصلات ممثلة بقطاع السكك الحديد والنقل البري والجوي والبحري.

وستتوافر أمام السودان فرصة للحصول على القروض والمنح المقبلة من الصناديق المانحة والبالغ عددها 16 صندوقاً ومنظمة، والتي حالت العقوبات دون وصولها على رغم أنها حق من حقوقه، إلى جانب كبريات الشركات العالمية التي لم تكن قادرة على العمل في السوق السودانية بسبب العقوبات والحظر على التحويلات المالية بالدولار.

كما أن الشركات والمصارف والمؤسسات المالية العربية ستبادر إلى تدشين مشاريع استثمارية وفتح خطوط تمويلية وعلاقات مصرفية في كل المجالات مع الشركات والمصارف السودانية. ولا نستبعد أن تكون هناك مصارف خليجية وعربية تخطط للدخول للسوق السودانية عبر تأسيس حضور لها في السودان لتكون قريبة من هذه السوق الواعدة والمليئة بالفرص الاستثمارية المجزية.

كما أن «مصرف السودان» (المركزي) هو أكثر المستفيدين من رفع العقوبات الأميركية على السودان بسبب تراجع عائداته من الدولار خلال فترة العقوبات، ما أدى إلى خسائر كبيرة عندما غير التعامل من الدولار إلى اليورو وما ترتب على ذلك من منع التمويلات في شكل أدى إلى إضاعة فرص تمويل كبيرة مع أسواق مالية، وفقدان بعض الشركات أسهمها. كذلك سيقلل رفع الحظر عن التعاملات المصرفية المضاربات والتلاعب في مجال المشتريات، لأن مؤسسات حكومية وخاصة كثيرة كانت تضطر للتعامل عبر وسطاء لاستجلاب التقنيات أو قطع الغيار الأميركية.

ندعو هنا إلى تسريع الخطى لتطبيق هذا القرار على أرض الواقع بالتواصل مع الدائنين ونادي باريس والمؤسسات المصرفية العالمية الأخرى لتفعيل القرار لتحريك عجلة التنمية. كذلك من المفيد أن تستعين الحكومة السودانية بشركات استشارية كبرى من الولايات المتحدة نفسها لمساعدتها في كيفية الاستفادة من رفع العقوبات وعدم انتهاك متطلبات رفع العقوبات. ويجب قيام تنسيق بين الحكومة والقطاع الخاص السوداني للعمل لمعالجة تدهور الجنيه السوداني في مقابل الدولار، خصوصاً مع خطوات التحرير التدريجي للجنيه السوداني. يملك الاقتصاد السوداني إمكانات كبيرة للنمو والتطور، وتأمل الحكومة السودانية من خلال الموازنة التي قدمتها مطلع العام الماضي بنمو الاقتصاد السوداني بنسبة 6.4 في المئة عام 2016 ارتفاعاً من 5.3 في المئة عام 2015.

يرى البنك الدولي في تقرير حديث حول الاقتصاد السوداني أن على السودان المبادرة إلى استغلال الإمكانات الكامنة لتحقيق التنمية المتنوعة المصادر وإزالة عدد من المُعوِّقات التي تقف حائلاً في طريق تنويع النشاط الاقتصادي الفاعل في السودان. ومن هذه المُعوِّقات، مثلاً، ارتفاع مُعدَّل التضخم وتقلُّبه، وسعر صرف مُحدَّد بأعلى من قيمته الحقيقية منذ وقت طويل، وانخفاض الإنتاجية في قطاع الزراعة. وللتصدي لهذه التحديات، يقترح التقرير سلسلة من التوصيات المترابطة لمعالجة المخاوف المتصلة بقطاعات مُعيَّنة، وكذلك التحديات الأوسع نطاقاً التي يواجهها الاقتصاد الكلي للسودان. ومن هذه التوصيات إلغاء قيود الصرف لتوحيد أسعار الصرف في السوقين الرسمية والموازية، وزيادة الإنتاجية الزراعية من خلال تطبيق تغييرات رئيسية في السياسات، وتحسين إدارة عائدات الموارد الطبيعية، ومعالجة المُعوِّقات الأوسع نطاقاً لبيئة الأعمال، وبناء رأس المال البشري لدعم التغيُّر الهيكلي.

وإننا إذ ندرك أن رفع العقوبات الأميركية سيمكّن من التسريع بتحقيق هذه الإصلاحات، فإننا ندعو بصورة خاصة الحكومات والشركات والمؤسسات المالية العربية إلى المبادرة لمد يد العون والدعم والتعاون بكل أشكاله مع نظرائها السودانية والدخول في شراكات وأعمال مشتركة، خصوصاً ان الاقتصاد السوداني يملك كما ذكرنا إمكانات هائلة وكبيرة للتطور والنمو.

عدنان أحمد يوسف
رئيس اتحاد المصارف العربية سابقاً

الحياة


‫4 تعليقات

  1. بارك الله فيك و في
    اهل كل الخليج ما لقينا الا كل الخير
    وباعد الله بيننا وبين شيطان الجن والانس والمخابرات ف علاقتنا والراحل ده يا حكومه خبير قال ليكم@كذلك من المفيد أن تستعين الحكومة السودانية بشركات استشارية كبرى من الولايات المتحدة نفسها لمساعدتها في كيفية الاستفادة من رفع العقوبات وعدم انتهاك متطلبات رفع العقوبات@
    يعني ما ممكن غالبيه من الخبراء عندكم ما ناقشين ابوالنوم رجعونا لوري. بعدين قال ليكم زياده انتاجيه زراعيه اهم شئ. ماذا فعلتم نسمع جعجعه ولانري طحينا

  2. جزاك الله كل خير
    والله يا اخونا الكاتب كلامك عين الحقيقة
    ومايخرج الا من انسان محترم مثلك يخب الخير للبشر ولانك من اصول المنبع الخليجي لاغريب عليك اهل الطيبة والكرم .
    اعلم اخونا يوجد نون من الناس يحقدون ويحسدون الشعب السوداني ويكيدون لهم النكائد لكي لايتقدم السودان ولكن نتمنى بأن الشعب السوداني لايلتفت لمثل تلك الاشياء .الني لاتسمن ولاتغني من جوع وكل هدفهم تدمير السودان !!!
    اتمنى ان تعمل الحكومة بنصيحتك ويلتفتوا لمثل هذه افكار … بارك الله فيك

  3. شكرا لاخوتنا في المملكة العربية السعودية
    فالسعودية وقفت مع الشعب السوداني ابان المحن والذي تمثل في اتاحة فرص عمل للسودانيين وكان يمكن اها ان اضيق عليهم فشكرا وهذا اتاح للكثير منهم العمل واعلة اسرهم التي في اشد الحاجة اليهم
    فشكر ا للمملكة حكومة وشعبا ولن ننسى وقفتكم معنا في احلك الظروف

  4. جزاكم الله خيرآ و إحسان نحن أملنا كبير جدا و ثقتنا اكبر في اخوتنا و أشقائنا في دول الخليج بصفة خاصة و الدول العربية بصفة عامة ، نسال الله بأن يوفقكم ، و اهلآ و سهلآ بيكم في السودان ، (البيت بيتكم) او ( الدار داركم ) هلموا عمروا دياركم ، السودان سوف يكون شريككم و الاستراتيجي باذن الله ، نسال الله التوفيق