صلاح الدين عووضة

رأس الذئب!!


*قبل أشهر كتبت عن صوت غريب بـ(الخندق)..

*صوت يأتي من جهة خلاء البلدة الحجرية وينتهي عند النهر..

*وتحدثت عن محاولات لاكتشاف (سر الصوت) المخيف بعد منتصف الليل..

*ثم أشرت إلى أن كل المحاولات باءت بالفشل..

*واكتفى الناس باجتهادات شخصية إلى أن تناسوا أمر الصوت مع مرور الزمن..

*وذهبت اجتهادات البعض إلى أنه لحيوان مفترس..

*وذهبت اجتهادات أخرى إلى أنه يخص الذين (نستعيذ بالله منهم)..

*وذهبت اجتهادات ثالثة إلى أنه بفعل رياح؛ لا أكثر..

*ومنذ أيام تروج إحدى الفضائيات لعمل درامي باسم (سر الصوت)..

*وتشاركها في هذا الترويج إذاعات أيضاً..

*والترويج الإذاعي هذا لا غبار عليه بما أنه (يُخفي) سر الصوت..

*ولكن هذا السر يظهر في خاتمة الإعلان التلفزيوني..

*يظهر في هيئة رأس ذئب يصدر عنه الصوت الذي يُفترض أن سره (غامض)..

*وهذا عَوار إخراجي أجهض عوامل التشويق تماماً..

*سواء كان التشويق هذا يخص مسلسلاً أو فيلماً أو مسرحية أو تمثيلية..

*فهو بات عملاً (مكشوفاً) مثل الأفلام الهندية..

*وأصلاً نحن نعاني مشكلة (إبداع) في أي عمل (إبداعي) هذه الأيام..

*فإعلاناتنا المرئية سمجة ومملة وسخيفة..

*وقد تؤدي إلى نتيجة عكسية خلاف التي يرجوها من ينفق (أمواله) فيها..

*وكمثال؛ إعلان (شامبيون) مع اللحية (المقززة)..

*وبرامجنا التلفزيونية محض تكرار للأفكار والكلام والضيوف والمغنين و(الإخراج)..

*وكمثال؛ برامج المساء- والسهرة- في كل شاشاتنا..

*ومسرحياتنا تتسول الماضي، وتقتات عليه، وتقتبس منه، وتهرب إليه..

*فكان من الطبيعي أن يهرب الناس منها..

*ويهرب ممثلوها إلى الإعلانات مع كل ضحالتها الإخراجية التي أشرنا إليها..

*وتنداح ظاهرة نقص (الإبداع الخلاَّق) في بلادنا..

*في الشعر الغنائي، الكتابات الصحافية، الخطب السياسية، والترويج الإعلاني..

*وأسوأ ترويج إعلاني هو الخاص بـ(سر الصوت)..

*وحتى إن لم يكن الذئب هو مصدره فظهور (رأسه) يُوحي بذلك..

*ويُعطي- من ثم – انطباعاً خاطئاً عن (سر الصوت)..

*اللهم إلا إن كان العمل الدرامي المرتقب يتحدث عن أصوات فساد (مالي وأخلاقي)..

*ورأس الذئب – في هذه الحالة – يرمز إلى ذئاب (بشرية)..

*ذئاب إما أنها (تنهش) جسد اقتصادنا المسكين، أو أجساد أطفالنا الأبرياء..

*ولكني أشك في أن تكون هذه (الذئاب) هي المعنية..

*وعموماً فإن الصوت الوحيد الذي يُرعبني ليس الصادر عن (رأس الذئب)..

*صوت أتمنى أن لا أرى مصدره، ولا أعرف (سره)..

*إنه صوت (مارشات الفجر!!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. صدقت والله يا استاذ صلاح فانا اول يظهر ( جيبنا الزيت ) حتى ولو البرنامج مهم انقل المؤشر لقناة تانية حتى تنتهي القلاب من العفير .
    وهذا ينطبق على كل الدعايات , اما الاغاني والمدايح فتحتاج لحبوب ضغط بالله عليك هل سمعت لمدايح محتاجة لترجمة الا في السودان لو ما قرينا الترجمة لا نفهم ما يقولون والمصيبة هم عارفين كدة عشان كدة مصرين يكتبوا المديح على الشاشة .