حوارات ولقاءات

الفريق أول ركن حسن يحيى محمد أحمد: هذه (…) الرسالة في المناورات العسكرية بين السودان والسعودية


المناورات العسكرية الجوية بين السودان والمملكة العربية السعودية، تجيء بعد فترة ليست بالطويلة لسلسلة من المناورات أجرتها القوات المسلحة، وفي سياق توافد متتابع لقيادات القوات المسلحة في العديد من الجيوش العربية.. (السوداني) سعت لاستقراء الأبعاد العسكرية والاستراتيجية للمناورات الجوية بين (السودان والسعودية) مع الخبير العسكري الفريق أول ركن حسن يحيى محمد أحمد.

كيف تنظر للمناورات الجوية المزمع قيامها بين السودان والسعودية؟
المناورات تأتي في إطار التعاون والعلاقات المتميزة بين الدولتين والتي عبرت عن نفسها في مشاركة السودان بعاصفة الحزم بالإضافة لمشاركته في التحالف العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب، والمناورات بالأصل هي عمل تدريبي عادي يتم بين الكثير من دول العالم.
• ماهي الطبيعية الفنية وغير الفنية لهذه المناورات؟
بالطبع أي مناورة تحمل عدة رسائل ولها أهداف إلى جانب إظهارها للقدرة والجاهزية والإعداد.. .
• القوات المسلحة أظهرت مقدرات تسليح ومقاتلات على نحو مفاجيء ما أشعر الكثيرين بأن ثمة خطر قادم.. فكيف تنظر لهذا الأمر؟
من المهم جداًً أن يعرف الناس أن السودان أصبح يعتمد بصورة كبيرة جداً على إنتاجه الحربي الخاص، بل إننا وصلنا مرحلة إنتاج الطائرات، وأؤكد لك أن الصناعات العسكرية في السودان بدأت بداية قوية وبأسس علمية وخبرات سودانية بحتة، وشباب تدربوا وتأهلوا في هذا المجال واعتمدنا على ذاتنا في إنتاج الذخائر والدبابات والمدرعات، وحالياً ننتج الطائرة ” بدون طيار” التي تعمل بتكنولوجيا متقدمة جداً.
• ماذا يكسب السودان عسكرياً من هذه المناورات التي سيجريها سلاح الجو مع القوات الجوية الملكية؟
سيكون هناك تبادل للخبرات وهي مسألة مطلوبة، بالإضافة إلى أن الطيارين السودانيين شاركوا في عمليات عاصفة الحزم ووجدوا إشادة كبيرة جداً من كل الدول والإخوة في المملكة العربية السعودية.. وطائراتنا ليست قديمة نحن الآن بتنا نصنع الطائرات ونشارك في المعارض الدولية بصناعات متقدمة ومتطورة، فالسودان ما عاد متخلفاً وما عاد رجل إفريقيا المريض، وقطعاً استفدنا من الحصار الذي فرض علينا وخرجنا “كالمارد”، ونجحنا في إفشال كل المخططات.
• كيف تنظر للتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي انضم إليه الجيش السوداني؟
دخول السودان في هذا التحالف خطوة صحيحة، وجاءت في زمانها ومكانها بل هو أهم قرار تتخذه الدولة، في ظل تمدد ( شيعي) بالمنطقة..

• ألا يعبر ذلك عن نوايا…؟
لا.. نحن ليس لدينا نوايا تجاه أحد وجميع الدول المشاركة في التحالف عقيدتها العسكرية موحدة وليست لديها نوايا توسعية، وواجبها هو الحفاظ على أمنها القومي والإقليمي وتحارب الإرهاب، ومحاربة الإرهاب سياسة دولية وكل العالم متفق عليها. .

• بعض المراقبين يرون في هذا التحالف ومثل هذه المناورات مؤشر لنوايا تدخلية في سوريا واليمن؟
هذه كلها مخاوف لا مكان لها، هذا التحالف عندما دخل اليمن كان بدعوة من الحكومة اليمنية لحماية الشرعية، وليس هناك قصد من التحالف في انتهاك سيادة الدول، وكما تعلم هناك اتفاقية دفاع عربي مشترك، وأعتقد أن هذا التحالف إحياء وتفعيل لهذه الاتفاقية وإن كانت هذه الاتفاقية فاعلة لما انفصل الجنوب عن السودان.
• هل يمكن اعتبار هذه المناورات وتلك التحالفات نواة لقوات عربية عسكرية مشتركة في ظل مطالبات بذلك؟
من الممكن وجود قوات عربية للمحافظة على الأمن القومي العربي، هذه مسألة واردة وليست بعيدة، خاصة إذا نظرت للدول المشاركة فيها فجميعها دول عربية وإسلامية، ونحن لدينا (البحر الأحمر) الذي يهمنا ويهم السعودية واليمن والصومال، وهذا نشرف عليه نحن بساحل بحري عريض طوله أكثر من 740 كلم، ونشرف من خلاله على التجارة الدولية وهذا أمر يهمنا جميعاً لأن معظم التجارة الدولية تمر عبر هذا الممر وحتى إيران عندما دخلت لليمن كان قصدها الوصول إلى البحر الأحمر للسيطرة على (باب المندب) بعد سيطرتها على (مضيق هرمز) وعبر هذه السيطرة قامت إيران بخنق الولايات المتحدة والدول الغربية والعربية ما يؤدي لخنق استراتيجي وكساد في التجارة العالمية.

• ماهي برأيك الأسباب الاستراتيجية التي دفعت السودان للدخول في هذا التحالف وعلى أي مهددات بنى هذا القرار؟
مثلما قلت لك لا مجال للضعيف في عالم اليوم الذي يتجه للكيانات الكبرى والسودان كان معزولاً طيلة الفترة الماضية، وعندما جاء التحالف كانت فرصة كبيرة لنا، لأننا تأثرنا بالعزلة والضغوط الدولية حتى وصلت مرحلة التحويلات المصرفية.. هذا التحالف يمثل لنا نافذة للخروج من هذه العزلة، وجاء في زمانه ومكانه.. في تقديري هذا أكبر قرار استراتيجي تتخذه الدولة لأنه يساعدها في فك الحصار والعزلة والحصول على الدعم اللوجستي والعسكري إذا طلبنا المساعدة، ونحن كدولة عربية نفتخر أننا حاربنا مع مصر ودعمناها في حرب (67و73) ودعمنا العراق ودعمنا اليمن وقوات حفظ الأمن في إفريقيا شاركنا فيها، كل ذلك يؤكد أهمية بلادنا والآن جميع الدول تتجه للسودان حتى الولايات المتحدة عادت إلينا لأن الموقع الجيوسياسي المتميز للسودان يقع في قلب القارة الإفريقية، ويسيطر على منطقة البحر الأحمر الاستراتيجية، وقريب من القرن الإفريقي ومن منطقة البحيرات العظمى ذات الثروات النفيسة وهذا كله يجعل من السودان موقعاً مفتاحياً للدخول لإفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء والمؤسف أننا لم نستغل موقعنا وأهميته منذ وقت مبكر وإن كنا فعلنا ذلك في الماضي لتمكنا من معالجة كل مشكلاتنا الاقتصادية والأمنية والموقع الجغرافي المتميز ( كنز) لم يستغل حتى الآن لمصلحة السودان .

• ما هي المهددات الثنائية الملحة بين السودان والمملكة العربية السعودية؟
طبعاً محاولات إيران عن طريق دعمها الحوثيين للوصول إلى منطقة البحر الأحمر تمثل أكبر مهدد يؤثر على السعودية والسودان، ونحن كقوات مسلحة ننظر للبحر الأحمر كواصل بيننا والسعودية وليس فاصلاً، ومؤكد جداً أن هناك مصالح مشتركة كبيرة جداً مهددة ولذلك هناك تعاون بيننا والسعودية والدول الخليجية، وقد لعبت السعودية والإمارات دوراً كبيراً جداً في رفع العقوبات الأمريكية عن السودان، وفعلوا ذلك لأنهم شعروا بأهمية السودان ومكانته التي التفت لها مؤخراًً من قبل الدول العربية.. والسودان تحمل عبء الدفاع عن الأمة العربية من بواباتها الجنوبية ” منفرداً”، وطيلة السنوات الماضية ظللنا نفعل ذلك حتى انفصل الجنوب وكان موقف الدول العربية التي نساعدها وحاربنا معها موقفاً ضعيفاً ولم يقدم لنا أحد مساعدة ولكن الآن الدول العربية انتبهت لمكانة السودان الذي اعتمد على ذاته في هزيمة المخططات الهادفة لتقسيم السودان الذي إذا تقسم سيؤثر على أمن السعودية وأمن مصر وجميع الدول العربية الواقعة في محيط الأمن الإقليمي وخاصة دول الجوار .

• في ظل التطور المتسارع في العلاقات الثنائية السودانية السعودية ينظر البعض لهذه المناورات الجوية بأنها ستحدث إخلالاً كبيراً في توازن القوة الإقليمي لصالح السودان ما يثير مخاوف بعض الأطراف ؟
حان الوقت أن ننظر لمصالحنا الاستراتيجية فكل سياساتنا السابقة كانت مبنية على المبادئ في وقت تربط فيه كل دول العالم علاقاتها على المصالح الاستراتيجية الخاصة بها. والتحالف فيه مصالح مهمة بالنسبة لنا وفيه دعم اقتصادي وعسكري إضافة لأنه يخرجنا من العزلة التي نعيشها ويمثل لنا فتحاً كبيرة جداً لصالح تنمية البلاد.

• هل لهذه المناورات العسكرية أي تأثيرات متوقعة في علاقات السودان السياسية والعسكرية مع محيطه؟
هذه المناورات لها أبعاد سياسية وإرسال رسالة للأعداء أنك (جاهز ومستعد) وهذه المناورات قد تردع العدو من التفكير في أي عمل، وتؤثر على إراداته السياسية وتجعله يتراجع عن قراره، ومثل هذه المناورات تعكس جاهزية الدولة واستعدادها لأي طارئ وللحفاظ على الحدود والأمن الإقليمي.
• ماهو المغزى من اختيار المنطقة الشمالية لإجراء هذه المناورات ولماذا لم تكن في أي منطقة أخرى؟
مكان تحديد المناورات لا يتم اعتباطاً وتحدد في الاتجاه الاستراتيجي الذي يتوقع منه التهديد لإرسال رسالة معينة.

الخرطوم: عبد الباسط إدريس
السوداني


‫8 تعليقات

  1. الحكومة السودانية بدأت في اتخاذ إجراءات تثلج الصدر، بدءا من تصريح وزير الإعلام الأخير بخصوص الجار الشمالي السيئ، ومرورا بتشكيل لجنة لترحيل المصريين من حلايب، ومرورا كذلك بالإعلان عن مناورات جوية بين السودان والسعودية (ستقام في المنطقة الشمالية !!)، ومرورا كذلك بخبر قرأته اليوم وأثلج صدري أكثر، وهو الإعلان عن تعاون إستراتيجي وعسكري بين السودان وأثيوبيا، وزيارة مسؤول عسكري أثيوبي بارز للسودان حاليا لهذا الغرض.

    فلنتعاون معا ولننسق معا ولنتحالف معا ولنتكامل معا، نحن والسعودية وأثيوبيا وقطر ضد الجار السيئ في شمال الوادي، والذي أجمعت العالمين على كراهيته وبغضه، حتى هم أنفسهم كرهو بلادهم وكرهو حكومتهم وكرهو أنفسهم وكرهو بعضهم بعضا.

    1. الواضح والصريح
      نعـــــــم هي حزمة من الإجراءات كلها تصب في مصلحة البلاد من نواحي شتى منها أمنية وعسكرية وسياسية

  2. سبب اختيار مروي نسبه لان مطارها به أطول مدرج في السودان ٤٠٠٠ متر اكثر من مطار الخرطوم ب ١٠٠٠ متر ونسبه لانعدام الحركه الجويه به

  3. نعم أنت واضح وصريح وتعليقك أثلج صدرى ويثلج صدر كل سوداني غيور على بلده نعم نحن فى حوجة لتكوين تحالف عسكرى سوداني اثيوبى سعودى المصلحة المشتركة تحتم علينا ذلك لحماية سد النهضة وتحرير حلايب وشلاتين والرمادى وتيران وضنافر فالعدو واحد وهو يعيش أزمة اقتصادية طاحنة .

  4. عجبتني هذه العبارة ( مكان تحديد المناورات لا يتم اعتباطا وتحدد في الاتجاه الاستراتيجي الذي يتوقع منه التهديد لارسال رسالة معينة ) واللبيب يهم

  5. عجبتني هذه العبارة ( مكان تحديد المناورات لا يتم اعتباطا وتحدد في الاتجاه الاستراتيجي الذي يتوقع منه التهديد لارسال رسالة معينة ) واللبيب يفهم

  6. عجبتني هذه الاجابة ( مكان تحديد المناورات لا يتم اعتباطا وتحدد في الاتجاه الاستراتيجي الذي يتوقع منه التهديد لارسال رسالة معينة ) واللبيب يفهم