صلاح احمد عبد الله

دموعنا.. يا عم!؟!


* في كل مناسبة.. قومية أو حزبية.. أو ذكرى أو حتى تغيير وزاري (برسم الوداع).. إلا وتذرف الدموع.. بعضهم يفسرها حزناً.. أسفاً.. تضحية من أجل المبادئ.. بعضهم أيضاً يفسرها بخبث.. بأنها وداعاً للمجد والسلطة والنفوذ.. رغم أن (الخارجين) من هذا الميدان يخرجون بكثير من (الأحمال) على ظهور الجمال.. ويمسحون من الأفواه.. بقايا (دهن) العز من أكل الوز..؟!!

* هل هي (نوبة) صحيان للضمير.. من فعل (ما).. رغم أن الحزن والدموع شئ طبيعي وإنساني للإنسان الطبيعي.. ولكن السياسة في بلادنا وأحابيلها من (الكثرة) بحيث أنها تلبس ممارسيها (لبوسات) شتى.. من الصعب تفسيرها.. أو معرفتها.. أو حتى الوصول الى كنهها..؟!
* قد يحزن أهل السياسة على بعضهم بعضاً.. لفراق طويل يمتد (خارج الحدود).. أو داخلها في غيابة السجون.. أو اختلاف الرأي.. وحدة الحسابات.. حيث تختفي سريعاً وتذوب الشعارات.. ثم تكون (المفاصلة).. وفصل الخطاب.. والمبررات.. أو حتى (الموت) سبيل الأولين والآخرين.. و هو خير الواعظين.. لكل البشرية.. وخاصة أهل السياسة منهم.. وهنا لا تجدي فتيلاً دموع التماسيح.. كما يقولون.. لأن الله مطلع على خفايا الأنفس.. والصدور..!؟!

* صراع الدنيا.. بين أهل السياسة في كل مكان.. هو (صراع دنيا فقط).. بحثاً عن المصالح والمكاسب (الخاصة).. أو لمن يدور في فلكهم.. رغم (الفتات) المتناثر.. من موائد الكبار..!! ولكن (بقية) الدنيا.. وفي أغلب بلدانها.. تحترم الديمقراطية.. مثلما أن الإسلام يحترم (الشورى) والخيار الإنساني للناس.. والفائز يهنئ الشعب وبأنه سيحترم خيارهم وأنه تحت (أمرهم).. (والمهزوم) يهنئ الفائز.. ويعتذر لأتباعه.. ويشكر المؤيدين له منهم.. وقد يتقدم باستقالته من حزبه.. تاركاً المجال لغيره.. ليواصل المسيرة.. وكل ذلك دون (دموع)..؟!!
* أما في بلد كبلادنا هذا.. (الحلقة) الجهنمية ما زالت متصلة منذ الاستقلال.. وبداخلها يدور أقسى.. وأبشع أنواع (الاستغلال) الشعب طيب لا يستحق كل هذا (العناء)..!؟!

* هي حلقة.. نظام مدني.. لا أقول ديمقراطي.. أبداً.. لأن أحزاب الكهنوت خاصة الكبيرة منها تنتفي الديمقراطية بداخلها.. هو (توريث) أصلاً وفعلاً.. ثم نظام عسكري.. وهكذا.. حتى اليوم.. رغم أن بعض العسكر يحاولون أن يجملوا (بزاتهم) العسكرية.. بقليل من المدنيين.. وهم في مجملهم من الباحثين عن الثراء والسلطة والنفوذ.. ثم (رغد) العيش الهنئ..!؟!

* والصراع مستمر أحياناً بدموع وأحياناً بدون ذلك.. لأن مناديل أوراق (البنكنوت) دائماً تجفف الدموع.. وحسرات السلطة والنفوذ.. وهكذا..!!
* أما (نحن) فلا نجد حتى من يجفف دموعنا.. ويربت على أكتافنا.. وظهورنا.. ويمسح على رؤوسنا كأيتام.. في موائد لئام السياسة…. الغلاء يطحن الجميع في كل مكان.. سوق أو متجر.. إلا مراكزهم التجارية.. وأسواقهم وشركاتهم الخاصة.. لا يهمهم سعر أنبوبة الغاز أو ارتباط فاتورة الماء بالكهرباء.. لأن المال متوفر.. رغم السكن (الملح).. مدفوع الثمن من أموال الجبايات.. وأموال (أولاد الدرداقات) ونسوة الشاي في الطرقات.. (!؟!)

* لا يهمهم.. جرعة الدواء.. لأن المشفى الخاص موجود بالداخل.. أو الخارج.. وبكل سهولة ويسر.. ولا كراسة تلميذ.. أو فطوره.. لأن المدرسة (خاصة).. والمدرس أكثر خصوصية.. بعلم ما يسمى بوزارة التربية.. ثم التعليم..؟!.. وهكذا يتم القياس في شتى مناحي الحياة..!!
* دموعنا.. سكبناها في تلك السنوات العجاف.. الصالح العام.. الإعدامات.. في رمضان.. وبورتسودان.. وكجبار.. وما يسمى بتجار العملة.. (ودكتور علي فضل).. ومن ابتلعتهم الصحاري الحارة.. وأعماق البحار والمحيطات.. وهم يبحثون عن الأمن والأمان.. و.. و.. حتى اليوم..!؟!
* لقد جفت المآقي من الدمع..!!
* لم يبقَ إلا الصبر..
* وانتظار الفجر..!!
* والشباب.. في الطرقات..

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة