تحقيقات وتقارير

(طه – نافع – الحاج آدم).. الحرس القديم على مشارف قلعة الوفاق


(سيأتي اليوم الذي نملك فيه قوتنا ونطعم العالم من إنتاجنا الزراعي). كلمات خرجت من لسان النائب الأول السابق علي عثمان محمد طه، وهو يخاطب جماهير حزبه بولاية البحر الأحمر صباح أمس (الثلاثاء).

قبل ذلك بسويعات كان مساعد رئيس الجمهورية السابق، د. نافع علي نافع يشن هجوماً لاذعاً على الصادق المهدي من داخل مدينة أم درمان في منشط يخص حزب المؤتمر الوطني، وقبلهما كان نائب رئيس الجمهورية السابق د. الحاج آدم يوسف، يجوب كل محليات الخرطوم ويلقي الخطب وينشد الإصلاح.

القواسم المشتركة العظمى بين الرجال الثلاثة، هو انتماؤهم للحزب الحاكم، وتسنمهم في أوقات سابقة مناصب رفيعة بمؤسسة الرئاسة، علاوة على ظهورهم ونشاطهم الآني الذي يثير الاستفهام، لا سيما أنه يتزامن مع اقتراب موعد حكومة الوفاق الوطني، فهل يمكن أن نرى الفرسان الثلاثة، ثانية؟

أكثر من استفهام

شرع حزب المؤتمر الوطني في مؤتمراته التنشيطية بكل ولايات السودان، وتشهد هذه الأيام جولات مكثفة لقيادات الوطني على الولايات من أجل تنشيط قواعد الحزب، ولكن اللافت في الأمر ظهور قيادات ذات ثقل في المشهد السياسي مثل نافع علي نافع وعلي عثمان طه والحاج آدم يوسف رغماً عن وجود قطاع اتصال تنظيمي كان في مقدوره – بحسب مراقبين – إدارة عملية التمشيط والتنشيط التي تنتظم صفوف الوطني حالياً دون الحاجة لخدمات الحرس القديم.

بالنظر لهيكل الوطني التنظيمي توجد أمانة سياسية يديرها حامد ممتاز، وكان يمكن أن تلعب دوراً محورياً في المخاطبات الجماهيرية دون الاستعانة بقيادات تمت إزاحتها لصالح الدفع بالشباب، زد على ذلك هنالك أمانة خاصة بالتعبئة السياسية يقف على رأسها عمار باشري فضلاً عن وجود القطاع السياسي والاتصال التنظيمي، فكل هذه المسميات كان يمكنها إدارة الحراك الجماهيري هذه الأيام بكل سهولة.

وعليه فإن ظهور القيادات التي يمكن القول مجازاً إنها أحيلت للتقاعد بغرض الإصلاح الحزبي والتنفيذي يثير التساؤلات عن إمكانية عودة الحرس القديم في الحكومة المقبلة.

عودة متوقعة

قبل عام وبضعة أشهر أصدر رئيس الجمهورية قراراً قضى بتعيين د. عوض الجاز مسوؤلاً عن ملف العلاقات مع الصين بدرجة مساعد رئيس. وقبلها كان الحاج آدم يوسف قد عاد إلى إدارة قطاع الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم وهو ذات الشخص الذي كان يدير القطاع السياسي الاتحادي حتى خواتيم العام 2013م.

وفي أعقاب عودة الجاز للجهاز التنفيذي والحاج آدم للعمل الحزبي ظن كثيرون أنها عودة للحرس القديم عبر نوافذ أخرى. ويدور همس هذه الأيام بإمكانية عودة علي عثمان محمد طه في موقع رئيس البرلمان، بجانب إعادة نافع علي نافع مساعداً في القصر، وتكليف الحاج آدم بمنصب والٍ بإحدى الولايات. وتأتي هذه التخمينات عطفاً على الحراك الملحوظ للحرس القديم بالوطني.

بيد أن عودة القيادات المذكورة للسلطة أو الحزب تعتبر عند البعض هزيمة لبرنامج الإصلاح الذي انتهجه الوطني وجعله شعاراً في العامين الماضيين وسبق أن قال القيادي بالوطني د. أمين حسن عمر إن ترشيح البشير لدورة قادمة يعتبر هزيمة لبرنامج الإصلاح الذي ينادي به الحزب.

رسائل متعددة

عودة القيادات القديمة بالوطني للمشهد مرة أخرى تبدو مستبعدة عند المحلل السياسي محمد حامد جمعة والذي ساق عدة أسباب تحول دون عودتهم منها تقليص حصة الوطني في حكومة الوفاق المقبلة بغرض إفساح المجال لأحزاب الحوار، إلا أن جمعة عاد وقال لــ (الصيحة) إن ظهور علي عثمان محمد طه في الساحة السياسية في الوقت الراهن يعتبر تطوراً كبيراً خاصة أنه انقطع عن المناشط السياسية منذ زمن بعيد.

وحول الظهور المكثف لقيادات الوطني السابقة في المشهد السياسي الراهن يقول جمعة إن حضورهم في المناشط من باب تقوية السند الجماهيري للحزب، وإن الظهور نفسه لم يكنْ بعيداً عن الحراك الذي يقوده حزب الأمة القومي والمؤتمر الشعبي، بالتالي كان مهماً عودة المجموعة للمشهد السياسي لتقوية الوطني جماهيرياً، مردفاً بالقول: ظهور علي عثمان ونافع في المشهد السياسي به عدة رسائل أبرزها أن الوطني لا يزال حزباً فاعلاً ويملك قيادات تلهم الساحة السياسية وتحرّكها خاصة في ظل الأحاديث التي تشير لضعف الوطني وافتقاره للكوادر القوية والفاعلة.

استحالة العودة

رغم أن محمد حامد جمعة أبدى دهشته من ظهور علي عثمان المفاجئ في ولاية البحر الأحمر ومخاطبته جماهير الوطني هنالك، إلا أن الأمر بدا عادياً لدى المحلل السياسي عبد الماجد عبد الحميد الذي أشار إلى أن عودة علي عثمان ونافع للجهاز التنفيذي تعتبر مستحيلة، وقال إن المؤتمر الوطني خسر كثيراً بسبب غياب طه ونافع، مضيفاً أن التبعات النفسية لخروجهم ما تزال باقية.

ويذهب عبد الحميد إلى أبعد ذلك قائلاً لـ (الصيحة) إن المجموعة الحالية أبعدت بطريقة غير مبررة وغير لائقة، وبالتالي لا يعتقد بإمكانية عودتهم إلى المشهد السياسي مطلقاً (على حد تعبيره)، وأردف بأن الأسباب التي أخرجتهم من المشهد لا تزال باقية وتتمثل في صراع النفوذ داخل الوطني، مبيناً أن الحزب الحاكم لا يريد رجلاً قوياً بمواصفات نافع وطه، بل يريدون حزباً بمواصفات محددة لا يضم الأقوياء، بالتالي فإن عودة الحرس القديم ستصبح مستحيلة.

وحول قيادة طه ونافع والحاج آدم للمخاطبات الجماهيرية بالعاصمة الولايات، قال عبد الحميد إن مخاطبتهم للجماهير تتم بربع طاقتهم، وإمكانية عودتهم عبارة عن أشواق وجدانية، تعلم جماهيرهم أنها لن تتحقق خاصة في ظل التغييرات الكبيرة التي طرأت على الساحة السياسية.

مخاوف

تسري أحاديث بأن حزب المؤتمر الوطني الساعي لاكتساح انتخابات العام 2020م تنتابه مخاوف من تكرار ما جرى في انتخابات 2015م التي أدارها طاقم شاب على حساب الحرس القديم وانتهت إلى مقاطعة كثير من الأهالي لصناديق الاقتراع، زد على ذلك الحراك الجماهيري المحموم لكل من حزبي المؤتمر الشعبي والأمة القومي.

يقول عبد الماجد عبد الحميد في تقييمه لحالة الوطني، إنه سيظل الحزب الأقوى في الساحة السياسية جماهيرياً ويمكنه أن يصنع حشوداً أضخم من تلك التي استقبلت الصادق المهدي في الجزيرة أبا، وزاد قائلاً: في غضون الأيام الماضية حشد الوطني آلافاً من مؤيديه في مؤتمرات تنشيطية، وهذا يؤكد بأنه الأقوى جماهيرياً.

بينما يقول المحلل السياسي صلاح الدومة إن الحرس القديم بقيادة طه ونافع والحاج آدم ظل يعمل خلف الكواليس طوال الفترة الماضية، ويحرك الجهاز التنفيذي وفق تكتلات سرية مضيفاً في حديثه لـ (الصيحة) بأن عودتهم لكابينة السلطة تبدو مهددة بالصراعات الداخلية التي تضرب المؤتمر الوطني، ويزيد: إن ظهورهم في المشهد السياسي يتضمن رسالة داخلية لقيادة الوطني فحواها نحن موجودون ولا نقبل الإقصاء .

الصيحة


‫3 تعليقات

  1. علي يقوم بآخر محاولاته لضرب الحوار الوطني مشروع البشير، والحاج آدم لا يصلح لشيء، ونافع أصدقهم لكنه شيخ هرم وانتهى دوره.

  2. حق الناس كناس … ولتنظر نفس ما قدمت لغد ….من يعمل سؤء يچز به .للففرسان اخلا4 وقيم ونبل وشهأمه. اما هؤلا تسميهم فرسان … والله ما عهدنا فيهم الا العگس

  3. يا أجرب الوجه ،، أما كفتكم ثمان وعشرون عاما كذبتم فيها علينا وعلي أنفسكم ولازلتم والله إنكم لن تطعمو قطة أنتم فقط تطعمون كروشكم التي لا تشبع من المال الحرام…. كفاكم دجلا أغربوا عن فقط فبلادنا مملوءة بالخير والرجال العظماء…