استشارات و فتاوي

أحب فتاة، وهي أيضًا تحبني لكن أمها تمانع


السؤال
أحب فتاة، وهي أيضًا تحبني، ولكن تقتصر علاقتنا على الكلام على الإنترنت مرتين كل أسبوع، وكلام أصدقاء خال من كل المشاعر، كنت قد تحدثت لوالدتها من قبل، لكن تم الرفض، لأننا في نفس السن، وأمامي الكثير من الوقت لأجهز نفسي، وانقطع الكلام، ثم عاد في الصورة التي ذكرتها، واتفقنا على أن تحدث أمها مرة أخرى، وأن أحدث أبي، ثم عرفت الأم أننا نتحدث، حيث لم تكن تعلم، فغضبت، وازداد إصرار رفضها، واضطرت الفتاة على أن تقطع علاقتها بي، وقد كنت حلمت قبل هذه الواقعة بحلم:

يدور الحلم أني كنت في انتظار الفتاة في مكان مليء بأصدقائي، ثم مرت أمامي وتركتهم، وذهبت للتحدث إليها، وأخذنا نتحدث في أمور الدنيا، مثل أي صديقين، لا وجود لعلامات الحزن، لكني أنهيت الحوار والحلم بجملة غريبة؛ حيث قلت لها: “هيا لكي يستخرجوا لك شهادة الوفاة” فاستقيظت من النوم، ولم أكن مفزوعًا، لكن في قلبي شيء من التعجب!! فلا أعلم ما هو تفسير الحلم! وهل ما حدث هو تفسيره؟ وأريد أن أعرف ما يمكنني أن أفعل للحفاظ عليها؟ فهي على خلق ودين، ونادرًا ما نجد فتاة على خلق ودين في هذا الزمان، فأنا ملتزم، وأحافظ على صلاتي، وألتزم الاستغفار، لكن لا أرى دليلًا بينًا.

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. شكراً على تكرّمكم بطلب الاستشارة من موقعكم وثقتكم بنا، آملين في تواصلكم الدائم مع الموقع، وبعد:

فإن المحافظة عليها وعلى نفسك تبدأ من ترك الأمور لله، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا، ويوسف عليه الصلاة والسلام رفض الحرام رغم الإغراء والتهديد مخافة لله، فعوضه الله الرفعة والحلال.

فابتعد عن الفتاة التي لا تحل لك، وعد إلى ربك وتب إليه، واتق الله في يقظتك ولن يضرك ما تراه في نومك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد.

نشكر لك تواصلك مع موقعك، وأنت في مقام أبنائنا، والفتاة مثل بناتنا، فاحتمل قسوة أب يريد لكما الخير، والأب لا يتهم إذا قسا ليزدجر الأبناء، وأنت -ولله الحمد-، على خير، لأنك بحثت عن موقع يرشد إلى الخير، ونحن سعداء بك، ونحب أن ننبهك لما يلي:

1- احرص على كثرة اللجوء إلى الله.

2- لا تبدأ حياتك العاطفية في التوقيت الخطأ، وبالطريقة الخطأ.

3- من حق كل شاب أن يختار الفتاة التي تناسبه، ولكن عبر المجيء للبيوت من أبوابها، وخطبة الفتاة من محارمها.

4- أحسنتم بإخبار والدتها، ولكن كان يجب التوقف تمامًا بعد رفضها، ولو فرضنا أنها لم ترفض فرضاها لا يكفي للاستمرار في العلاقة الخفية، إذ لا بد أن تعلن العلاقة، وهو ما يسمى بالخطبة، والخطبة أيضًا ما هي إلا وعد بالنكاح، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام.

5- ليس في مصلحتك ولا مصلحة الفتاة التمادي في هذا الطريق، بل ليس في مصلحة مستقبلكم الأسري الاستمرار بالطريقة المذكورة، حتى لو حصل الزواج مستقبلًا، فالتواصل مع الفتاة الأجنبية مرفوض في شريعة رب البرية، وعليه: فنحن ننصح بالتوقف والتوبة النصوح، ثم بعد ذلك إذا أردت الحلال فاطلب من أهلك أن يتقدموا لأهلها، وندعوكم إلى أن تسألوا عنها، ومن حقها وحق أهلها أن يسألوا عليكم، فإن حصل الوفاق والاتفاق والقبول والانشراح والتعارف على الواقع، وليس في العالم الافتراضي؛ فعندها يمكن أن تسير الأمور في الطريق الصحيح

6- كلام والدتها صحيح وواضح، والزواج يحتاج لاستعدادات وأموال، فالزواج مسؤولية.

7- أرجو أن تحكم العقل وليس العاطفة.

8- أنا لست معبرًا للأحلام، ولا أعرف هذا العلم، ولكني أؤكد ما قاله الثقات: “من يتق الله في اليقظة لن يضره ما يراه في النوم”.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تطوي الصفحة وتنصرف لدراستك وتجتهد في تهيئة نفسك، وحينها سوف تقبل وتجد التجاوب من كل أسرة تطرق بابها، فالأسر تبحث عن أمثالك، ومما يعين كل الأطراف على القبول والمساندة؛ اتخاذ السبل الصحيحة، والتي من أولاها وأولها إشراكهم منذ البداية، ثم المجيء للبيوت من أبوابها، وحبذا لو وجدت من يتكلم بلسانك من كرام أهلك ووجهائهم.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.

د. أحمد الفرجابي
المشكاة


‫2 تعليقات

  1. ياخ ..تراضي مامكن …هههههههه ..محنه ..علماء السودان انتو مأتقولوا حاجه ياالبعاتي بتاع حبيسا يجيكم يمسخا عليكم …جاملوا الولد وسموها فقه المجاملة …