تحقيقات وتقارير

الضرب قد لا ينفعهم في كل الموافق فلابد من الحوار مع الأطفال هذا ما يوصي به الخبراء في الإجازة الصيفية! أساليب تربوية جديدة


دائماً ما يتواءم الطفل ويعتاد على ما يراه منذ الصغر، وقد يصاب بالخوف والذعر ويتعامل بعنف وحتى عدم تهذيب مع الأشياء التي يراها عندما يكبر، وترتبط المسألة في الأساس بالأساليب التربوية التي يتخذها الآباء مع أبنائهم، حيث اختلفت الوضعية عما كانت عليه في السابق من واقع أن الجميع كان يستخدم العقاب عن طريق الجلد بالسياط في لحظات ارتكاب الأطفال الأخطاء أو في أوقات عدم الاستجابة للوالدين في ما يتعلق بالكلام الموجه إليهم بجانب الأشياء التي يمنعونهم منها.

وتباينت المحصلة في وضع حلول في التربية والتنشئة، فالبعض أصاب نجاحات ساحقة باستخدام لغة الضرب بالسياط في إلزام أبنائه بالتوجيهات داخل وخارج المنزل، وانعكس ذلك إيجاباً على مسيرة الصغار، فيما أخفق آخرون، وفشلت محاولاتهم وضاع أبناؤهم بسبب سياسة التخويف التي أثارت الرعب في نفوسهم، وشلت تركيزهم منذ مرحلة النضج، الأمر الذي أدى لضياعهم في وقت كانت فيه هذه المرحلة من أعمارهم تتطلب تعاملاً خاصاً.

تحولات جديدة
مع التطور والتقدم الذي طرأ على المجتمعات السودانية ابتدع الآباء الجدد أساليب جديدة في التربية، وابتعدوا عن (سوط العنج)، وانتهجوا الحوار واللطف كسياسة جديدة في التربية من أجل مستقبل أفضل لأجيال جديدة، ونجحت الطريقة المبتكرة بامتياز بحسب كثير ممن استطلعتهم (اليوم التالي).

فكرة صائبة
في السياق، قالت زينب محمد إبراهيم – ربة منزل – لـ (اليوم التالي): اصطحاب الأم لطفلها الصغير إلى العديد من الأماكن خارج المنزل مثل السوق أو الرفقة إلى المتنزه وزيارة بعض الأصدقاء تعد فكرة صائبة وطريقة ممتازة لتحفيز فضوله وتنمية مهاراته الاجتماعية في التواصل مع الآخرين، وتعليمه الأخلاق الحميدة والأسلوب الراقي، بالإضافة إلى توسيع آفاقه ومداركه. وأضافت: الطفل عادة يكون فضولياً ومهتماً أكثر بكل ما تفعله الأم، وقد أشار الخبراء إلى أن الأم يمكنها اصطحاب ابنها إلى مكان عملها وتعريفه إلى زملائها، ويرون أن كل تجربة جديدة في حياة الطفل تصبح أمراً غير عادي بالنسبة إلى عالمه الصغير، وفي الغالب عند تكرارها تسمح له الذاكرة بتجميع الخبرات والاحتفاظ بها.

الحوار حل مشاكل العالم
من جهته، قال محمد عبد العزيز – موظف – لـ (اليوم التالي): اتبع سياسة جديدة مع أبنائي من الجنسين حتى أعمل على تطبيق أساليب تربوية متوازنة تساهم في تنشئة جيدة تعينهم في المستقبل. وأضاف: في زمان مضى كان آباؤنا وأجدادنا يلجأون إلى (سوط العنج) والضرب بكل ما هو موجود لتربيتنا، وقد تكون نظريتهم صحيحة ونجحت في تربية أجيال مختلفة، وعلى مدى سنوات طويلة، وهي يمكن أن تكون مجدية ومفيدة للأطفال. وأردف: الوضع تغير كثيراً وحتى المجتمع، وبالتالي فإن سياسة الضرب باتت لا تجدي نفعاً، وبدوري لجأت إلى أسلوب الحوار والتعامل بلطف مع أبنائي عكس الضرب الذي ينفرهم ويجعلهم يرونك شخصاً عدائياً، واستطرد: أحياناً استخدم أسلوب (الهرش والزجر) للتأكيد على وجودي، لكنني أرى نفسي ناجحاً جداً في طريقة الحوار التي أفضت لحل مشاكل دول كثيرة في العالم دعك من أسرة صغيرة.

مشكلات سلوكية
الاختصاصية النفسية دكتورة وصال محمد، قالت لـ (اليوم التالي) إن المشكلات السلوكية لدى الأطفال تحدث في مراحل مختلفة من بينها الطفولة المبكرة والمتأخرة، وأيضاً مراحل المراهقة المبكرة والمتوسطة والمتأخرة. وأضافت: لكل مرحلة من هذه المراحل مشاكلها الخاصة، لكن المرحلة التي يمكن أن يتدارك مشاكلها الوالدان هي الطفولة المبكرة من سنة إلى خمس سنوات، ولفتت إلى أن هناك مشاكل سلوكية بيولوجية ترتبط بخلل وظيفي في الدماغ ينشأ عنه نوع معين من المشاكل السلوكية، وهناك مشاكل ترتبط بالبيئة والتربية. وأضافت: كلما حظي الطفل بالاهتمام وإشباع احتياجاته النفسية، وتوفر له جو أسري سليم، يمكن أن يخرج للمجتمع شخصا سويا، وأي خلل في البيئة ونوعية التربية من قبل الوالدين يخلق طفلا غير سوي سريع الغضب والإثارة، فضلاً عن العديد من المشاكل التي تعتمد على تربية الوالدين كالعناد والكذب والسرقة والحركة الزائدة.

الخرطوم – نهى إبراهيم
صحيفة اليوم التالي