صلاح احمد عبد الله

ونحن.. وين؟!


• حوالي (74) حزب سياسي.. و(37) حركة مسلحة.. وأكثر من (900) توصية في مؤتمر (لجان الحوار).. وحوالي ثلاث سنوات من الكلام.. و(الأحبار).. والأخبار.. والأكل والشرب.. والنثريات.. والغلاء في إزدياد.. والأسعار تتصاعد.. و(الجموع) تكافح بحمد الله منذ الصباح الباكر.. وحتى المساء المتأخر.. من أجل لقمة العيش الكريمة والشريفة.. تتنوع أشكالها من شاي وسكر الصباح.. و(فطور) تلاميذ المدارس.. وطلبة الجامعات.. والرسوم المختلفة (لهم).. وطرقات رجال الجبايات على (الأبواب) الصدئة أو المتهالكة.. من أجل رسوم النفايات.. والكهرباء والماء.. رغم أن الشوارع مكدسة بكل أصناف النفايات.. حتى اصبحت (المدينة) لها رائحة مميزة.. ناهيكم عن الولايات الأخرى..(!!)

• جرعات (الدواء) يقاومها المواطن.. لأنها إما أن تأتي بالصحة والعافية.. بثمن باهظ.. أو تكون في (أصلها) فاسدة.. تصيب بالعمى.. أو الموت المستعجل.. وهنا حتى باهظ.. لا يفيد.. ورغم (المواصفات) تزدهر تجارة الأطعمة الفاسدة.. والمستوردة والفاسدة ايضاً.. ويحوي باطن الأرض الكثيرين ممن كانوا (مرضى) بالسرطان.. أو الفشل الكلوي نتيجة ذلك.. وهذا غيضٌ من سوء التخطيط والفشل..!!

• أماكن (الزراعة) المعلومة.. أصبحت أماكن سكن فاخر.. ومزارع خاصة كما ذكرنا كثيراً.. ومشروع الجزيرة أصبح (يباباً) وهو الى الصحراء صار أشبه وأقرب.. وكل البنى التحتية لدولة ذات خيرات شتى (كانت).. أصبحت في خبر (كان) وأخواتها.. وكل أقاربها.. إن صح القول.. في مفردات اللغة.. والنيران ما زالت مشتعلة.. هنا وهناك.. في دارفور أهلنا يبحثون عن (الأمان) زحفوا نحو المخيمات.. أو عواصم الولايات.. بأعمال شتى وهامشية.. و(لوردات) حربها يقيمون في كل مكان به ملذات ومتع الحياة.. مثلهم مثل (لوردات) جنوب كردفان.. وأباطرة النيل الأزرق.. وظهرت الخلافات بين (الجميع).. هل هي خلافات مباديء.. أم مطامع.. أم انتظار (الكيكة) الكبيرة.. لأن (الصغيرة) التفت من حولها كثرة الأيدي.. والأصابع اللاعقة..؟!

• نعم يا سادة.. أكثر من (74) حزب سياسي.. و(37) حركة مسلحة.. و(900) توصية.. لعمري إنهم ليقولون عجباً.. ولا أقول (كذباً).. واجري على الله.. لو قالوا ان كل ذلك من أجل ما تبقى من السودان.. ومن أجل شعبه.. ولماذا يكون للسودان الذي كان كبيراً (بقية).. من السبب؟ ولماذا صار جزءاً كبيراً من شبابه يضرب في أركان الأرض.. بعضهم (طمرته) رمال الصحاري الحارة.. أو ابتلعتهم أمواج البحار والمحيطات.. التي تغلق الكرة الأرضية.. (وبعض) أدعياء (النضال) من ملوك الطائفية.. أو الطوائف من الكهنوت.. يعيشون تحت الظلال وارفة لسلطة ادعوا محاربتها يوماً (ما).. ولهما (ذرية) مباركة تعيش داخل أسوارها.. غير (شركاء) الأمس.. حلفاء اليوم من الذين يطرقون بشدة على أبوابها.. (وعلي بابا) وجنوده وأتباعه على الأبواب.. ومن خلفهم (سمسم) السلطة وعسلها اللذيذ.. والكل يمني النفس بالدخول لينال نصيبه.. (؟!)
• الأشكال هي نفسها.. بملامحها.. وسمتها وصفاتها.. لم يتغير (شيء) منذ الاستقلال.. وياليته كان (كذلك) ولم يكن استغلالاً كما ذكرنا كثيراً.. ثراء عريض من شعب.. لم تغير ملامحهم.. ولكنها غيرت ضمائرهم.. وكأن ما تبقى من السودان صار ملكاً خالصاً لهم.. مشاعاً بينهم فقط..!!

• والجديد في الأمر.. وجدير بالاهتمام.. أن (قوم اليوم) تقاسمونا فيما بينهم.. بعد أن تصاهروا وتناسبوا فيما بينهم.. حتى تدور (الثروة).. والزيت والدقيق.. كما يقول المثل.. فيما بينهم فقط..!! وأشك كثيراً ان (وتيرة) هذا الظلم القاسي.. سيستمر طويلاً..؟!

• (74) حزب سياسي.. و(37) حركة مسلحة.. فلنترك التوصيلات قليلاً.. فلننظر ماذا يريد هؤلاء للسودان.. أم أن الصحيح هو.. ماذا يريد هؤلاء بالسودان.. أو ما تبقى منه..؟! (يقولون) أن الكيكة صغيرة.. والأيدي كثيرة.. هي أيدي تريد البيت الحكومي.. أو بدله.. والسيارات.. والعلاج المجاني.. وبدلات السفر والنثريات.. والكهرباء والماء.. بالمجان.. والحراسة الدائمة.. وكل مظاهر (الفشخرة).. ثمناً لسنوات النضال.. أو المعارضة..!!

• ولكن يا ترى.. أين نحن.. من كل ذلك..؟!
• هم لا يعلمون.. هم يسادرون.. لأنه لنا النيل والأرض.. والصبر..
• وانتظار الفجر القادم بإذن الله.. والله كريم..

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة