أبقت على “عرمان” أميناً عاماً للحركة الشعبية قرارات عقار.. هل خسر “الحلو” معركة الصراع؟

قام “مجلس تحرير جبال النوبة” في وقت سابق، بحل وفد التفاوض باسم الحركة الشعبية – شمال في مفاوضات أديس أبابا مع الحكومة السودانية، وقام بتعليق المفاوضات نفسها، ثم جاء دور الحركة لتحل مجلس تحرير جبال النوبة، ومؤكد أنه ما بين الحلين، تتأزم الأوضاع بشدة في صفوف الشعبية التي تبدو اليوم أقرب ما تكون لمفاصلة تاريخية وحاسمة.

وأصدر رئيس الحركة الشعبية – شمال، مالك عقار، قرارات ألغت قرارات مجلس النوبة كافة التي أقرت حق تقرير المصير للإقليم، وإعادة هيكلة الشعبية، ومن ثم استبقت ذلك بعزل الأمين العام ياسر عرمان من قيادة وفد التفاوض، بل وسحب الثقة من عرمان.

بينما أصدر مجلس تحرير جبال النوبة قرارات تقضي بحل وفد التفاوض وتكوين آخر جديد وحجب الثقة عن القيادي ياسر عرمان وعزله من منصب الأمين العام وسحب ملفات التفاوض والعلاقات الخارجية والتحالفات السياسية منه ، بالإضافة إلى تبنيه مبدأ حق تقرير المصير .

خيارات مرة

اعتمد عقار في قراراته على ما أسماه عدم شرعية مجلس النوبة الذي أصدر القرارات السابقات، ومما قاله في البيان إن المجلس معين، ولا يحق له طبقاً لتبعيته الدستورية لقيادة الحركة، من تجاوزها وإصدار قرارات من صميم مهامها.

وكان عقار أكد في بيانه الأخير أن المجلس خلق جسماً قيادياً موازياً ليس من صلاحياته القانونية أو الدستورية ، لأنه لم يناقش خطاب رئيس الحركة وحاكم الإقليم في القضايا التي تخص الإقليم.

واتهم مجموعة من أعضاء مجلس النوبة عقار باختطاف قرار المجلس ، وأضافت المجموعة أن لديهم وثائق وأدلة دامغة تؤكد صياغتهم قرارات نيابة باسم مالك عقار و مجلس التحرير نفسه .

ورصف البيان طرقاً جديدة فيما يخص مستقبل الحركة، بين الوحدة وفقاً لرؤية القيادة بانتخاب مجلس جديد للنوبة، أو حسم توجهات المجلس الحالي بالطرق كافة بما فيها القمعية والتي قد تؤدي إلى انقسام الحركة بل وانقسام النوبة أنفسهم، كما ويلوّح خيار القبول بحدوث مفاصلة في صفوف الحركة بين أبناء الجبال وأبناء النيل الأزرق.

واعتبر بيان رئيس الحركة الذي صدر في ختام اجتماعات المجلس استقالة نائب رئيس الحركة عبد العزيز الحلو مرفوضة وليس من حق مجلس النوبة مناقشتها .

مفاصلة ومناورة

اعتبر الوالي السابق لولاية جنوب كردفان محمد مركزو كوكو قرار مالك عقار بإلغاء قرارات مجلس التحرير بأنها مفاصلة بينه وبين أبناء المنطقتين (النوبة والنيل الأزرق) وحذر في حديثه مع “الصيحة” من حجم المخاطر الناجمة عن هذه المفاصلة على المواطنين في ظل احتمالية الاتكاء على البندقية كوسيلة لحسم الصراع الداخلي داخل الشعبية.

ونوّه مركزو إلى أن عقار يمارس مناورة بحق مجلس التحرير ومجموعة الحلو، وقال إن عرمان وعقار ليس لديهما تأثير في المنطقتين، الأمر الذي أدى بعقار إلى إصدار قرار المفاصلة، مؤكداً أن عقار في وقت سابق طالب بفصل المنطقتين. موضحاً أن عرمان وعقار ليس لهما دور قيادي في الحركة نفسها، وقال إن مجموعة ياسر وعقار لا تملك القدرة على مواجهة مجلس التحرير، لافتاً إلى أنه واقع تحت تأثير عرمان، وهذا القرار الذي أصدره المجلس هو لتصحيح مسار الحركة، وياسر يراهن على حصان خاسر في ظل تمسكه بعقار بعودته إلى ملفات التفاوض .

دولة علمانية

قال القيادي بجبال النوبة كندة غبوش إن قرارات عقار الأخيرة القاضية بحل مجلس النوبة، قرارات كارثية، وقال إن عقار يخطط إلى إشعال حرب أهلية بالمنطقتين من خلال السعي لفصل جبال النوبة عن النيل الأزرق، وأضاف أن ياسر دعا لإنشاء دولة علمانية بجبال النوبة تحكم من كاودا، كاشفاً عن وجود (450) كنسية داخل جبال النوبة قام بتأسيسها ياسر وعقار، وقال إن قرار إلغاء قرارات المجلس خطير جدا وسيؤدي إلى صدام بين أبناء المنطقتين أنفسهم، مبيناً أن مخططات عرمان وعقار هي لفصل أبناء النوبة عن قضيتهم .

واعتبر غبوش أن القرار بإعادة ياسر بداية حرب أهلية بين الفرقتين التاسعة والعاشرة تحت قيادات عقار والحلو وقال إن دعوات ياسر وعقار إلى إنشاء دولة علمانية ضد أبناء النوبة فيه تعدٍ صريح على الإسلام .

حماية المواطنين

يشدد رئيس حزب الحركة الشعبية جناح السلام، الفريق دانيال كودي أنجلو، على أن قرارات عقار الأخيرة تعتبر تجاوزاً لسياسات الحركة وتخطياً لقياداتها السياسية من أبناء جبال النوبة ومجلس التحرير. مضيفاً بأن إقالة الحلو من قيادة الحركة سيؤدي إلى فصل جبال النوبة عن مشروع تقرير المصير للدولة العلمانية التي يدعوا إليها عرمان وعقار، مؤكداً أن القرار له مخاطر على المنطقة.

وأشار كودي إلى أن قرار عقار يحسب ضد مجلس التحرير وأبناء النوبة لأجل تنفيذ أجندات شخصية مع التخطيط إلى خلق حالة صدام بين مواطني المنطقتين، وقال إن القرار سيترتب عليه المزيد من الضحايا من أبناء النوبة الساعين للاستقرار، كما وله تأثيرات على قوات الحركة الشعبية بالنيل الأزرق وجبال النوبة، ولا يستبعد أن تؤدي إلى حرب أهلية بين قيادات النوبة أنفسهم لافتاً إلى أن تأييد بعض أبناء النوبة للحلو وآخرين لعرمان سينعكس على المواطنين بالمنطقة وسيخلق حالة استقطاب حادة، مطالباً الدولة بالتدخل لحماية المواطنين من أجندة عقار وعرمان .

اخر لحظة