سياسية

ولاية بشمال السودان توقف مصنعا للتعدين بعد احتجاجات على السيانيد


انتزع مئات الأهالي في منطقة المحس شمال السودان، قرارا من والي الولاية بإيقاف مصنع لتعدين الذهب يستخدم “السيانيد” بالقرب من محطة المياه، في أعقاب تنظيمهم احتجاجات سلمية متواصلة.

وخاطب نائب الوالي ووزير التخطيط العمراني علي عبدالرحمن،السبت، مواطني بلدة (صواردة) الذين احتشدوا منذ الصباح الباكر بالقرب من المصنع ، وقطعوا الطريق الرئيس أمام السيارات، معلناً صدور قرار من الوالي علي عوض بإيقاف مصنع “الشركة الدولية للتعدين”.

وأعاد المواطنين فتح الطريق بعد إغلاقه منذ التاسعة صباحاً عقب سماعهم بقرار الوالي،الذي جاء بعد مفاوضات مع أعضاء اللجنة السداسية الممثلة للقرى المتضررة من المصنع.

وقال السكرتير الإعلامي للجنة السداسية وائل حسن لـ (سودان تربيون) السبت، “نجحنا في انتزاع حقنا في أن تكون أرضنا خالية من هذا المصنع المميت” .

وتابع ” قرار الوالي بإيقاف عمل المصنع نافذ ، ويوم الأحد سنتسلم القرار من حكومة الولاية”.

وأوضح وائل أن العمل لم ينتهي بعد حيث كونت لجنة لمراقبة تفكيك المصنع، وترحيله من بلدة صواردة ، لافتا إلى أن اللجنة الفنية من أبناء المنطقة حددت 15 يوما لإكمال عملية التفكيك.

وأشار إلى أن نجاح المواطنيين في إنتزاع حقهم يعود للتصعيد الكبير، الذي تم بمشاركة المئات الذين قدموا من مناطق “حلفا، المحس، دنقلا، كرمة، كريمة” وأخرون وصلوا من الخرطوم.

وأبدى وائل تفاؤله بأن قرار إيقاف المصنع في (صواردة) ، سيشمل كل المناطق من حلفا، وحتى دنقلا، حتى تخلو مصانع السيانيد.

وكان أهالي (صواردة) تمكنوا الأحد الماضي من ايقاف إمداد الكهرباء للمصنع، ونجحوا في إصدار قرار من القاضي المقيم في المنطقة بإيقاف العمل في نصب أعمدة الكهرباء، وذلك بعد أن شرع فريق فني في اجراءات لمد التيار الكهربائي للمصنع، بحضور مدير جهاز الأمن في منطقة عبري المجاورة، وعدد كبير من من القوات التابعة للشرطة والأمن.

ويتهم الناشطون “الشركة الدولية للتعدين” بالتبعية لأحد الأجهزة الحكومية.

ويقول خبراء إن المادة المستخدمة في السودان هي سيانيد الصوديوم، وهو مركب في غاية الخطورة يسبب التعرض المطول له، وبتركيز منخفض آلاما حادة ودائمة في الرأس، وانعدام الشهية والدوار والتهيج في الأعين وفي الجهاز التنفسي ونمو غير عادي في الغدة الدرقية، ويتسبب أيضا في تغيير الجينات وينتج أطفالاً مشوهين وتصيب المادة البيئة بأضرار بالغة ما لم يتم معالجتها بمعادلتها بالماء.

توجيهات من وزارة المعادن

من جهتها، طالبت الهيئة العامة للابحاث الجولوجيا التابعة لوزارة المعادن كافة قطاعات التعدين المستخدمة للسيانيد، الإلتزام الصارم عند الاستخدام وفق الأسس العلمية والمهنية والضوابط البيئية المتبعة.

وشددت على أنها تعمل عبر أسس علمية لتحقيق أعلى درجات السلامة للإنسان والبيئة في كل عملياتها الميدانية والانتاجية” .

وقالت في بيان تلقته( سودان تربيون) السبت، إن كل الدراسات العلمية والتجارب أكدت كفاءة مادة السيانيد في استخلاص الذهب حيث تصل نسبة الاستخلاص إلى أكثر من 90%.

وأضافت السيانيد يستخدم عالميا في قطاع التعدين،ويخضع استخدام المادة لبروتوكولات ومواصفات دولية معروفة تتعامل معة ومعتمدة لدى الحكومات ومراكز البحوث والمواصفات.

وأوضحت هيئة الابحاث أن السيانيد وفي حالة الاستخدام الصحيح يتفكك ويتحول إلى مركباتة الأولية بحيث يصبح مادة غير سامة ولا تؤثر على الإنسان أو الحيوان أو البيئة بشكل عام.

وأكدت أنها يتوفر لديها نظم رقابة محكم لكل عمليات التعدين في مراحله وطريقة المختلفة عبر فرق متخصصة حيث يتم استخدام السيانيد في عمليات استخلاص الذهب عبر إشراف فني كامل من مختصين وفقا للاشتراطات والمعايير البيئية التي وضعتها وزارتي المعادن والبيئة.

سودان تربيون