الفاتح جبرا

جاهو إكتئاب


مسحلب، مجنتر، مكشكش ، فاطي سطر، سلكوعريان ، كلها إسماء لمن فقد عقله وقد كنا في طفلولتنا (ما تقولو ليا متين) نحفظ أسماءهم وأماكن تواجدهم بأم درمان لأنهم كانوا لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، كانوا وقتها يتخذون من سوق أم درمان (المحطة الوسطى تحديدا) قاعدة لهم ينطلقون منها صباحاً نحو الأحياء القريبة كل بطابعه الذي يميزه ومظهره المتفرد فمنهم من كان يرتدي كميات من الأثمال البالية حتى يبدو كثير الإنتفاخ ومنهم من يحمل في وسطه وعلى ظهرة كميات من العلب الفارغة على صدره أعداداً من الأوسمة والنياشين يوحي لك مظهره بأنه من المحاربين القدامى .
كان ذلك زمان ثم جاء زمان إزدادت فيه أعداد (المجنترين) بفعل ضغوط الحياة بل أصبحت تزداد بصورة متسارعة حتى يخيل للمرء أن النسبة قد أضحت هي (مجنتر) قصاد كل مواطن (مجنتر) !

هل أصبحنا شعب مكتئب؟ (دي عايزه ليها سؤال؟) ، أخرج صباحاً من منزلك وأنظر في وجوه (الناس) في الشارع ، ثم إذا وصلت إلى موقف المواصلات تفرس في وجوههم ، عند ركوبك في الحافلة سوف تجد أن نصف الركاب يحدقون نحو اللا شي والنصف الآخر بما فيهم (السواق) والكمساري عابسي الوجه تعلو قسماتهم (تكشيرة) مفادها أنهم (على الهبشة) !
نعم لقد أصبحنا شعب مكتئب (وروحو في مناخيرو) وهذه أسباب من وجهة نظري الشخصية البحتة كافية جداً إن لم تعالج أسبابها أن تتطور لنصبح أول شعب (مجنتر) في تاريخ البشرية (من العلينا طبعن) !
السيد ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ (ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻣﺄﻣﻮﻥ ﺣﻤﻴﺪﺓ) لدى مخاطبته مؤخراً ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻟﻠﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻈﻤﺘﻪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ( ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ) قد أوضح باﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻻﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺗﺒﻠﻎ %40 ﻣﻦ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺗﺮﺩﺩ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ (يعني لو جمعنا كل المرضى الذين يشتكون من كافة الأمراض) ح نلاقي في كل 100 مريض منهم 40 (عندهم مرض نفسي) !!

النسبة بلاشك (عالية) وهي تعكس مدى كبر المشكلات التي يعيشها المواطن والضغوط التي يتعرض لها وعلى رأسها بالطبع الضغوط (الحياتية) التي أفرزتها السياسات الإقتصادية التي جعلت معظم المواطنين (يكلمون أنفسهم) !
غير أن السيد الوزير أضاف بأنه يعتبر الأمراض النفسية من (ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺴﻴﺔ ) مما يجعلنا نتساءل عن وضع الأمراض (الما مهملة) كأمراض الكبد والكلى والقلب والشرايين (والملاريا الواااحدة دي) وبقية الأمراض الأخرى !
ومش كده وبس فقد دعا ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﻓﻘﺎً ﻟـ ( ﺳﻮﻧﺎ ) ، ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻲ (شفتو كيف؟) ﺃﻭ ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺃﺳﻌﺎﺭﻫﺎ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﻭﻣﻜﻠﻔﺔ ﻟﻸﺳﺮ، والسيد الوزير يدري تماااامن بأن مظلة التأمين الصحي لا تشمل أي دواء باهظ الثمن (أدوية الصرع مثالاً) ، وهو(أي الوزير) مستثمر في هذا المجال وعارف (البير وغطاها) !.

ﻭلعل أخطر ما أفاد به السيد الوزير هو أن هنالك ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 20 %30- ﻣﻦ ﻃﻼﺏ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، وهذا يا سادتي الأماجد يعني أن شبابنا (العليهو التكل) والذي نراهن عليه لتغيير هذا الواقع البائس (تلتو) فاطي سطر وربما نراهم في القريب يعتلون (الصواني) يخاطبون بقية الشعب الفضل (البيكلم ذاااتو في روحو) !
والأخطر من ده كووولو أن السيد الوزيرﺍﻷﻃﺒﺎﺀ قد طالب في نهاية كلمته ﺑﻔﺘﺢ ﻣﺠﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﻴﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺑﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، والعبدلله يستغرش تمام الإستغراش من دعوة كهذه تأتي من (بروفيسور) في الطب يعلم تمام العلم الإعداد الكبيرة من المرضي النفسيين الذين أزهقت أرواحهم تحت سياط الدجالين والمشعوذين والذين فاضت أرواحهم لتناولهم وصفات العشابين الذين معرفتهم بكيمياء الأعشاب كمعرفة العبدلله باللغة الاوزبكستانية ..

كسرة :
نحنا شنووو؟ إبليس ذاااتو يكون جاهو إكتئاب (من عدم الشغلة طبعن) !

كسرة ثابتة (قديمة):أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟85 واو – (ليها سبعة سنوات وشهر)؟

كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 44 واو (ليها ثلاث سنوات وثمانية شهور)

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


تعليق واحد