تحقيقات وتقارير

العالم الخفي.. أرواح وأشباح أولاد ماما.. تفاصيل عوالم مدهشة .. قرأ آية الكرسي فخرجت من جسده شعرة بطول 30 سم


رأى الدمية تتحرك فأطلق صرخة وفجأة تحوّل إلى جسد بلا حراك
قصة العائلة المنكوبة التي راح أفرادها ضحية السحر المأكول

قرأ آية الكرسي فخرجت من جسده شعرة بطول 30 سم
جني يطلب من معالج التعاون وتسخير 2000 من الجن لخدمته

بينما أنا أحاول جمع قصص من الواقع عن عالم يبدو للناس في بادئ الأمر عادياً، كدت أن أفقد عقلي وأنا أستمع لشهادات ضحايا هذا العالم المثير للجدل، قصص لا يتقبلها العقل البشري ولا يتصورها وكأنها أقرب للخيال منها إلى الواقع، أحداث مؤلمة أبطالها من السحرة والمشعوذين، أصحاب الضمائر الميتة وسماسرة أرواح لا تعرف الرحمة طريقاً إلى قلوبهم.

لم أتمالك نفسي وأنا أستمع لقصص على لسان أصحابها ممن ذاقوا الويلات والعذاب المرير مع الجن، بعضهم أقعده العجز والمرض، وبعضهم الآخر سيق عنوة إلى عالم الجنون إلى أن لقي حتفه، ورغم أن الموت قدر لا مفر منه ولكل أجل كتاب، إلا أن ما سمعته أمر لا يصدق، فهل يؤدي السحر إلى الموت حقاً، أم إنها مجرد اعتقادات خاطئة في أذهان الضحايا. وربما يكون سحر الجنون أخف وطأة من الأسحار التي تصنع لتدمير البشر.

يقول الشيخ بشرى: عالم الجن غيبي لا نعلم عنهه شيئاً إلا ما أخبرنا به الله ورسوله والله يحفظ الإنسان، والله وحده يملك الضر والنفع وعلى الإنسان ألا يخاف من الجن سواء كان جناً صالحاً أم جن شيطان، فالإنسان له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه، والمعقبات ملائكة، ملكان يحفظان الإنسان ويحرسانه وملكان آخران أحدهما يكتب حسناته والآخر يكتب سيئاته، ويصحب الإنسان جن شيطان أينما ذهب فهو له قرين يوسوس في صدره يزين له الشر ويصده عن الخير، ويريد هلاك الإنسان، فإذا استعاذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم خنس الشيطان وانصرف. وأم مريم سألت الله أن يعيذ مريم وذريتها من الشيطان الرجيم، لذلك لم يستطع الشيطان أن يمس المسيح عيسى عند ولادته، كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بأصبعيه حين يولد إلا عيسى بن مريم.

يتلاعبون بالناس
ويضيف الشيخ بشرى أن عمر بن الخطاب كان يخاف الله، لذلك كان الجن الشيطان يخاف من عمر، فلا تخَف من الجن، وإنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا، فقد كان الرجل في الجاهلية يستعيذ بكبير الجن خوفاً من أذي الجن، فلما رأت الجن أن الإنس يستعيذون بهم خوفاً زادوا الإنس خوفاً وإرهاباً حتى إن رجلاً أصيب بالجنون من شدة خوفه وذعره من الجن والجن بطبيعتهم يرهبون من يخافهم، فيستعيذ بهم ويتلاعبون بالناس الذين يخافون منهم ويعصون الله ويستعيذون بهم ويلجأون إليهم، ويتخبط الشيطان من الناس من يطيعه ويتبع خطواته ويتقرب إليه بالمحرمات ويستغيثه مثل الساحر الذي يقرأ طلاسم تعظيماً للجن واستغاثة بهم وكذلك الكاهن والعراف الذين يعبدون الجن أو الشياطين فيذبحون تقرباً إليهم ويرتكبون المحرمات ويستغيثون بهم من أجل أن تعينهم الشياطين والجن أو الشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون، والجن لا يملكون لغيرهم ضراً ولا نفعاً. والجن لا يعلمون الغيب فلو كانوا يعلمون الغيب ما استمروا في الأعمال الشاقة رغم أن سليمان مات وما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته.

الدمية والعريس
ويبين الشيخ بشرى أن التوحيد هو أنجح علاج للسحر والمس والعين والاستقامة والبعد عن المحرمات والسحر ما هو إلا ابتلاء للعودة إلى الله، وحذر الشيخ بشرى من استخدام البخرات والتمائم والمحايات، وقال ما هي إلا أسحار تجلب البلاء والمصائب والمحن.

ويحكي الشيخ بشرى قصة العروسين اللذين كانا يقضيان شهر العسل في إحدى الشقق المفروشة، وكانت العروس ذات جمال مفرط واعتادت أن ترتدي الملابس غير المحتشمة، فعشقها سفيه من الجن، وظل يتربص بها فتشعر وكأن شخص يراقب حركتها، فتستعيذ بالله فيعود الأمر على طبيعته، ذات يوم شعرت بظل على الحائط فأخبرت زوجها الذي استنكر الأمر ووصفها بالجنون، غير أنها تحصنت ولم تهتم بالأمر المفاجأة كانت عندما تحركت الدمية التي كانت موضوعة على التسريحة فشاهد الزوج هذا المشهد فارتعش من الخوف وأطلق صرخة داوية تحول بعدها إلى جسد بلا فعل، فقد تلبسه الجن لأنه أظهر خوفه وكانت المقصودة هي الزوجه ولكن بشجاعتها استطاعت أن تغلب الجن، ولم يستطع المساس بها.

أشكال غريبة
ومن القصص الغريبة والمثيرة التي واجهتني خلال بحثي في تفاصيل هذه العوالم الغريبة قصة الشاب وليد، وهي قصة أقرب إلى الخيال، يحكي وليد لقراء الصيحة ويقول ذهبت مع أحد الأقارب إلى أحد الرقاة، وكنت أعاني من أعراض بسيطة مثل الانطواء والميل إلى الهدوء وأحلام مفزعة ونسيان وإمساك في البطن، كنت أعيش بشكل طبيعي، المهم أعطاني الشيخ بعض العلاجات (عسل نحل) وبعد استخدامها كان يأتيني إسهال شديد مع مغص بل إن ملعقة عسل قد تدخلني الحمام أكثر من سبع مرات، وكانت تخرج مني أشكال غريبة وقطع لم أرها من قبل ورغوة بيضاء اللون، راجعت الشيخ: وقال إن هذا سحر مأكول أو مشروب وأمرني أن أستمر في العلاج لمدة شهرين وأثناء فترة العلاج أصابني التهاب في المعدة مع قرحة والتهاب في القولون وارتجاع في المريء، المهم بعدها لم أهتم بالعلاج، وكنت كلما شعرت بألم في القولون أخذت العسل، وبشكل عام كانت حياتي شبه مستقرة.

ألم أسفل الظهر
ويضيف وليد حديثه للصيحة ويقول بعد ثلاثة أشهر، فقد كانت هي الأخطر والأشرس، فقد شعرت بدوار مفاجئ وكأن أحداً يريد أن يسقطني على الأرض، وألم شديد أسفل الظهر وكذلك القدمين، وصداع وخفقان في القلب، أدركت أنه قد أصابني شيء، ذهبت للمنزل واستمعت إلى آية الكرسي أكثر من مرة، أصبحت أبكي وأصرخ والآلام تشتد في ظهري ومنذ ذلك اليوم وإلى الآن أشعر بآلام متواصلة ومتنقلة في الجسم وضيق في الصدر وصداع خاصة في أعلى الرأس وآلام في أسفل الظهر وتعب شديد في الجسم مع ثقل في الحركة، ولكن الشيء الملفت عودة الآلام الشديدة في البطن.

تجديد السحر
ويتداعى وليد ويقول: عدت إلى نفس الشيخ، وشرحت له الوضع ولامني على انقطاعي عن العلاج، وقال: ربما جددوا لك السحر وأعطاني نفس العلاج وعندما استخدمه يصيبني إسهال مع خروج أجسام غريبة، وفي إحدى المرات شربت عسلاً على الريق مع الاستماع إلى آية الكرسي فخرجت مني شعرة طولها 30سم.

قصة العائلة المنكوبة
مهما اشتدت قسوة السلوك الإنساني، وتمكّن الشر من النفس، بحيث يلحق أقصى الضرر بفرد أو عائلة، إلا أنه لا يمكن تصوّر ذلك السوء الذي لحق بعائلة بريئة ظلّت أسيرة لعمل سحر طوال عشرين عاماً، فذلك ليس سيناريو لفلم سينمائي أو رواية من الأساطير أو حتى أوهام وإنما هي قصة واقعية بكل فصولها المأساوية وتفاصيلها المريعة التي انتهت بوفاة عائلة وتدمير من بقي من أفراد تلك العائلة المكلومة والمنكوبة بسحر من صنع نفوس مريضة؛ لتحقيق مكاسب رخيصة على حساب حياة هؤلاء وحقهم الطبيعي في الحياة.

ظلم ذوي القربي
لنا أن نتخيل أن يعاني هؤلاء الصابرون الضحايا لظلم ذوي الإنسان كل هذه الأعوام العجاف وهم بين الموت والحياة تلك العائلة المكونة وبحسب رواية الشيخ نصر الدين عبد الفضيل أن العائلة تتكون من أب فارق الحياة وانتقل إلى رحمة الله في فترة لاحقة من عمل السحر، وأم وابن وشقيقته، طالهم جميعاً ذلك الفعل الذميم وقلب حياتهم نكدًا وتشويها لسعادتهم وآمالهم البريئة، وصدقاً اقشعر بدني من هول التفاصيل المفجعة التي سمعتها من الشيخ نصر الدين الذي عاش تفاصيل هذه الماسأة في حلقة الشيخ بشرى والبداية والنهاية عنوانها الأسى وتخريب الحياة مع سبق الإصرار والترصد، فعل مدمر أدخل تلك العائلة من أوسع أبواب الجحيم، بدأ مع الابن الذي ما إن تزوج إلا وبدأت المعاناة والتشتت، لا يحدث أباً أو أماً أو أختاً، كلّ منهم في جانب قصي من الحياة يغالب آلامه ومتاعبه، وظلت الابنة المنكوبة من أفراد هذه العائلة تنكوي بجحيم هذا السحر إذ أنها لم تتزوج، رغم أنها تمتلك كل مقومات الزواج، حطم هذا السحر كل أحلامها في أن تكون أسرة سعيدة كبقية البشر، نفذ ذلك السحر المشؤوم إلى كل تفاصيل حياتهم؛ لينشر العذاب والقبح، ولا يدرون ما السبب أو من يفعل بهم ذلك، تجرعوا الألم طوال عشرين عاماً فقدوا فيها والدهم مما زاد مصابهم وفاجعتهم.. لم يعودوا يرتبطون بالحياة إلا من خلال ما يخرج منهم من أنفاس وقليل طعام وشراب لا يعرفون له مذاقاً أو نكهة، وإنما يجعلهم يعيشون ليعانوا المزيد من الألم والمعاناة.

زوجة الابن فعلت السحر
ولنا أن نتخيل أن يعاني هؤلاء الصابرون الضحايا لظلم ذوي الإنسان، كل هذه الأعوام العجاف، وهم بين الموت والحياة ولأن الله يمهل ولا يهمل، فقد جاء الفرج أخيرًا برؤية للأم والأخت معاً بدا فيها الوالد يخبرهم بأن هناك سحراً في زاوية بيت قديم كان لهم، وعليهم أن يخرجوه لتنتهي المعاناة، فاستعانوا بالشيخ بشرى وذهب معهم وطلبوا الإذن بالبحث في الزاوية التي حددتها رؤية الوالد المرحوم، وبالفعل عثروا على السحر وتعامل معه الشيخ الذي توصل إلى أن من قام بذلك هو زوجة الابن.

وبحسب رواية الشيخ ملاح أن صديقه المعالج كمال يسكن في أمبدة الحارة السادسة عشرة وفي العام 1998 انطلقت إشاعة بأن شخصاً مات ثم قام من قبره (بعاتي).‎

حكاية البعاتي
وكان الشيخ كمال يقيم دروساً بعد صلاة العصر في منزله لمجموعة من النساء وبعد أن سرت تلك الشائعة وباتت تمشي بين الناس طلبت إحدى النساء من الشيخ كمال أن ينهي دروسه قبل المغرب، وعندما استفسر أخبروه بحكاية البعاتي، حاول أن يقنعهم بأن الأمر مجرد خرافة فلم يقتنعوا بذلك، في اليوم التالي حفر الشيخ كمال قبراً في منزله وأدخل ابنته وأمرها بالخروج فلم تستطع ثم أمر زوجته بتكرار ذات الفعل ولم تستطع فقال للنسوة إن الأحياء لم يستطيعوا الخروج من هذا اللحد فكيف للموتى . وأخبرهم بأن قصة البعاتي ما هي إلا فساد في العقيدة.

مفاوضات الجن مع الشيخ
بعد فترة من حكاية البعاتي سافر الشيخ كمال إلى جبل موية للزراعة فوجد عروساً قلعت ثيابها وتركض وهي تصرخ فأمر بإحضار زوجها ووالدها وقرأ عليها القرآن فنطق الجني بقوله خلينا ليك الخرطوم لحقتنا هنا، ويحكي الشيخ ملاح: بينما الشيخ كمال يحرث الأرض وقف أمامه شخص غريب الملامح وأمره ان يوقف الحرث، وعندما استفسر عن هويته أخبره أنه من الجن وطلب التعاون معه على أن يضمن له 2000 من الجن يقومون بخدمته وأخبره أنه من أطلق شائعة البعاتي حتى يذهب الناس إلى الساحر ولكنه غلبهم بإيمانه وتوحيده مما جعل ملوك الجن يوقعون أقصى العقوبات على نفر من الجن.

حكايات يرويها: معاوية السقا
صحيفة الصيحة