الفاتح جبرا

الكلام المقدد


هيئة علماء السودان ما فتئت تؤكد يوماً بعد يوم للشعب السوداني الفضل أنها بعيدة كل البعد عما يعانيه هذا الشعب الطيب من مسغبة وفقر ومشكلات إجتماعية كانت نتاجاً طبيعياً لتدهور الحالة الإقتصادية في ظل التخبط والعشوائية والفساد الذي ضرب بأطنابه خلال ثلاث عقود من الزمان.
أخر ما أدلت به هذه الهيئة ما جاء على لسان رئيسها السيد/ محمد عثمان صالح في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء السودانية “سونا” أكد فيه بأن هناك حاجة ماسة في السودان لتعدد الزوجات، بسبب زيادة معدلات العنوسة والطلاق، وهو ما قد يفتح الباب أمام مشكلات اجتماعية من قبيل الانحرافات السلوكية، وأضاف سيادته إلى أن النساء المطلقات يحتجن للعودة لعش الزوجية طلباً للعفة والسكن والاستقرار وخوفاً من الفتنة لجمالهن أو صغر أعمارهن.!

أذكر قبل أعوام أن شاهدت برنامجاً تلفزيونياً إستضيف فيه أحد الشيوخ الذي تبدو عليه علامات الترطيب وقد كان عنوان الحلقة عن عزوف الشباب عن الزواج (يعني قادرين يعرسوا وما عاوزين)، وقد إعتقدت حينها أن (مولانا) سوف يقوم بالتحدث عن الأسباب التي أدت إلى إستحالة التزاوج الشرعي بين الشباب وهي أسباب متشابكة ومترابطة تتحمل الدولة معظمها ولا أمل في القضاء عليها في ظل ما يحدث من إنهيار إقتصادي رغم آثارها السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع.

ولكن طفق الضيف يتحدث عن أيام السلف الصالح وكان الأجدر به الحديث عن (الخلف الطالح) فقد اختلفت المعايير وكيفية الحياة بين الزمنين بل إختلف (الحكم الرشيد) الذي جل همه توفير الحياة الكريمة للرعية وجاء (الحكم العنيد) ذو (الهبر الشديد) الذي لم يعر الشباب أدنى إهتمام حتى أصبح في عهده تأمين السكن وتكاليف الزواج أمراً عسيراً بل مستحيلاً فإنتشرت البطالة ومحسوبية التوظيف وتفاقمت ندرة فرص العمل وضرب الغلاء بأطنابه ليصبح مهدداً كبيراً يستحيل معه إنشاء أسرة متماسكة محصنة ضد الأزمات..

تعالوا ننظر إلى ما صرح به السيد/ محمد عثمان صالح رئيس الهيئة ونجيب عليه من واقع (الشعب الفضل) لا من (واقعه) وواقع أعضاء هيئته:
يقول مولانا (أن هناك حاجة ماسة في السودان لتعدد الزوجات، بسبب زيادة معدلات العنوسة والطلاق)، طيب يا مولانا ما تقفز لينا إلى النتائج وتعمل رايح من الأسباب.. كدي ورينا زيادات معدلات العنوسة والطلاق دي جات ساااكت كده؟ ثم التعدد ده البقدر عليهو منو؟ نسبة الناس (القادرة كم؟) ياخ الناس (مرا واااحدة قالت الرووووب)!

ويمضي (مولانا) في (الكلام المقدد) غير الموضوعي قائلاً (إن النساء المطلقات يحتجن للعودة لعش الزوجية طلباً للعفة والسكن والاستقرار وخوفاً من الفتنة لجمالهن أو صغر أعمارهن)، وهنا أيضاً (يزوغ) مولانا من الأسباب التي أدت إنتشار ظاهرة الطلاق والتي من أهم أسبابها (الإعسار) وعدم الإنفاق نتيجة للوضع الإقتصادي المتردي وعدم إستطاعة الأزواج توفير الحياة الكريمة لزوجاتهم، وبعدين أيه حكاية (الخوف من الفتنة دي)؟ طيب الخوف من الجوع والفقر كيف؟

ثم لا يختتم (مولانا حديثه) دون أن يطلعنا على الحل لمواجهة ظاهرة تزايد حالات (الطلاق) إذ يطلب (مولانا) من النساء العودة إلى عش الزوجية؟ طيب يا مولانا (يعودوا كيف؟) إذا كانت نفس الأسباب التي جعلتهن يطلبن الطلاق قائمة؟
لو أن هنالك رسالة يود العبدلله أن يبلغها للسيد رئيس هيئة علماء السودان (وأعضاء هيئته) والبلاد تمر بهذا المنعطف الخطير (حلوة دي؟) فهي يا (يا جماعة الخير) يا تمتلكوا الشجاعة وتتكلموا لينا عن مثل هذه المشكلات بموضوعية ومنطق وتناقشوا لينا الأسباب الفعلية لمثل هذه الظواهر يا تسكتوا!

كسرة:
حاجة تفقع المرارة!!

• كسرة ثابتة (قديمة):أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 85 واو – (ليها سبعة سنوات وشهر)؟

• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 44 واو (ليها ثلاث سنوات وثمانية شهور).

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة


تعليق واحد

  1. لانه عم الشيخ ده مرطب ويمكن يكون متزوج اربعة وعنده عربية مظللة لمن يكون حايم بيها ما بيشوف الناس البره او يكون شايفهم مرطبين بسبب التظليل ديل يا استاذ جبرة ناس عايش في كوكب تاني او نظرته لاهل السودان قاسها بالحي الهو ساكن فيه يمكن يكون ساكن في المنشية ولا الرياض وقاس الموضوع علي حسب المجتمع العايش فيه ومفتكر اهل السودان كلهم عايشين نفس وضعه الاجتماعي والمالي له العذر والاختشوا ماتوا.