تحقيقات وتقارير

غابت هناك لـ 16 عاماً عودة قطع أثرية من فرنسا للسودان


بعد غياب عن السودان إمتد 16 عاماً، حطت ثلاث قطع أثرية رحالها في المتحف القومي عائدة من فرنسا التي تم ترميمها فيها ومسحها ضوئياً، لتتم عملية التسليم في احتفال رسمي حضره وزير الدولة بوزارة السياحة وسفير فرنسا بالخرطوم، بجانب أعضاء بالبعثة الفرنسية التي عثرت القطع في مقبرة صادنقا شمال البلاد الواقعة بين الشلالين الثاني والثالث على الضفة اليسرى للنيل، والتي تعود لمملكتي نبتة ومروي، كما أنها تعتبر أكبر مقبرة معروفة ومحمية حالياً هناك

:: تشابه مع مصر::
القطع التي سلمت للحكومة السودانية عبارة عن قماش من الكتان المنقوش تم لصقه على بعض التوابيت بالمقبرة، وهي بمثابة طلاء اقتبسها المرويون من العادات الإغريقية والرومانية، وقد تم في الترميم إعادة تشكيل الجزئين الطويلين للتابوت، فيما يحتوي الجزء الأكبر من الثلاثة على صورة للمتوفي يختفي فيها الوجه وتظهر فيها قلادة مصرية كبيرة مزينة بزخارف صغيرة تشبه تلك الموجودة على القبور المصرية، هذا بجانب مشاهد وعلامات سحرية يعتقدون أنها تحمي الميت
:: أول اهتمام::
فرنسا أظهرت شغفها بالآثار السودانية منذ وقت بعيد، وقد كان فريدريك كايو أو فرنسي يهتم بذلك، عندما انضم إلى الحملة العسكرية التي قادها إسماعيل باشا منذ العام 1820م، بهدف اكتشاف مدينة مروي القديمة، حيث يعتبر كتابة “ رحلة إلى مروي على النهر الأبيض “ الذي نشر في 1826 الدراسة الأثرية الأولى عن موقع مروي، وقد زين بعدد كبير من الصور والرسومات
:: شراكة أولى ::
ترميم القطع الأثرية تم بشراكة مع مؤسسة “أرخينوم” الفرنسية التي ساهمت بذلك بلا مقابل، وقد شرع القسم الفرنسي الهيئة القومية للآثار في السودان بعمل مسح ضوئي عالي الوضوح لقماش التابوت المنقوش بمدينة تولوز الفرنسية، والخطوة هي أول شراكة بين فرنسا والحكومة السودانية للاحتفاظ بنسخة رقمية عالية الوضوح لهذه القطعة الأثرية الاستثنائية
:: شهادة جديدة ::
السفير الفرنسي بالخرطوم برونو أوبير قال خلال مخاطبته حفل تسليم القطع إن المدير السابق للقسم الفرنسي بهيئة الآثار السودانية كلود ريي ومدير موقع الحفريات والذي قاد بنفسه عملية الترميم قدم خصيصاً من فرنسا للمشاركة في الاحتفال، معتبراً ترميم القطع التي يعود تاريخها للقرن الأول قبل الميلاد، وتسليمها بأنها شهادة جديدة على حيوية التعاون الاستثنائي في مجال الآثار حسب تعبيره
:: أنماط تعاون ::
أوبير قال إن القسم الفرنسي بالهيئة القومية للآثار السودانية يعتبر واحداً من معاهد البحوث الفرنسية الـ 27 التي تمولها وزارة الخارجية، وتابع هو المعهد الأجنبي الوحيد بالخرطوم ويتيح له هذا الوضع توفير الدعم للبعثات الفرنسية العاملة في السودان وتطوير شراكات علمية في مجال المتاحف، لافتاً إلى وجود أنماط مختلفة من التعاون بالمؤسسات العلمية بفرنسا والجامعات السودانية والأوروبية
:: عروض حول العالم::
السلطات الفرنسية حددت شهر ديسمبر 2020م موعداً لانعقاد المعرض الدولي لمملكة نبتة بمتحف اللوفر بباريس على أن تنتقل الفعالية إلى المتحف البريطاني بلندن، ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن بالولايات المتحدة، وذلك وفقاً لسفير فرنسا بالخرطوم برونو أوبير الذي قال إن ذلك سيكون أكبر معرض عن التراث السوداني يقام في المتاحف المرموقة في العالم، مضيفاً أن معرض نبتة ستجمع فيه معظم المقتنيات السودانية الموزعة بين السودان والخارج في مكان واحد هو قاعة نابليون باللوفر
:: أول المعارض ::
سفير فرنسا قال إن التراث السوداني حصل على الاعتراف الدولي الذي يستحقه بفضل العمليات التي تمت في جميع المواقع المعروفة، ونتاج للبحوث التي قام بها علماء الآثار الفرنسيون منذ مايقرب من 60 عاماً في تعاون وثيق مع نظرائهم السودانيين، وبعد المعرض الأول الذي نظم عام 1997 في معهد العالم العربي بباريس بعنوان “السودان ممالك على النيل، والثاني الذي نفذ سنة 2010م بمتحف اللوفر، أصبح الجمهور الفرنسي الآن على دراية بحقيقة البحث العلمي في السودان وأظهر اهتماما متزايداً تجاه تاريخ هذا البلد

اخر لحظة


تعليق واحد