صلاح احمد عبد الله

أحلام الشتارة.. في دخول الوزارة !!؟


*ليس من المهم.. حيازة شهادة سودانية.. أو جامعية.. أو حتى متوسطة قديمة (!؟!).. المهم الولاء وإجادة الهتاف.. والبصمة.. والتصفيق عند اللزوم.. وتنفيذ التعليمات بحذافيرها.. وأسافيرها.. الصادرة من أهل شارع المطار.. من ذلك المبنى الفاخر.. (بكيني الصنع).. ولا أقصد بالطبع (بكيني) آخر.. إنما بكين العاصمة الشهيرة..!!

*قال أحدهم.. زعلان (باكي) شاكي.. .انه تم استبعاده من الوزارة بسبب (الشهادة).. وقال أنه يعرف وزراء لا يملكونها.. كما قال أحدهم وكان (شهيداً).. ووصف شعبه ذات يوم.. أنهم مجموعة من الشحاتين بعد أن قرأ وتخرج في أرقى الجامعات.. ونال الدكتوراة على حساب هؤلاء(الشحاتين).. إن الاقتصاد السوداني معوج .. بمعنى (مكعوج) وغير منضبط.. قال ذلك من مقر اقامته في (جنيف).. بعد أن صار مندوباً ( لجماعته ) هناك .. والمدهش أنه كان وزيراً سيادياً سنين عدداً.. وعلى رأس دبلوماسية بلاده.. و(جماعته).. ومن المفترض أن ينطق بإسم شعبه.. ولكنه يستحي لأنهم (شحاتين).. وصار صاحب نفوذ .. وثروة .. و(أملاك).. من وراء هذا الشعب الطيب.. وليس من وراء ظهره وإنما عيني عينك .. ترى لماذا ترك الرجل اقتصاد بلاده بهذا الشكل.. ولم يظبط علاقة بلاده .. وجماعته مع بلدان العالم.. من الأغنياء.. أم انه لما صار (غنياً) .. تناسى الأمر .. ويا بختك بجنيف يا عم!!

*أما برلماننا الاتحادي .. فلماذا لا يتدخل في أمور كهذه لصالح مواطنيه.. ولنسميهم ناخبيه.. أم أن الأغلبية مهمتها.. (التبصيم).. لكل ما تقوله أو تأمر به الحكومة.. والكلام (كتير).. والأشياء (كتيرة)..!!
*على العموم.. بهذه المناسبات.. ( السعيدة).. وانتهاء (سنوات) الحوار السعيد.. كنت سعيداً ولا أدري السبب.. وخيل لي أن هناك مفاجاة كبرى في انتظاري.. وأنا أنزل من (الحافلة) في الموقف أمام البيت.. وأسحب (3) أكياس رغيف من طاولة دكان هارون.. بعد أن ألقيت عليه بالتحية.. لم يرد واذا عرف السبب بطل.. العجب..!!

*بالقرب من المنزل.. وجدت سيارة مرسيدس.. كاملة السواد.. والدسم.. ذات لوحة (خاصة) تحمل في أحد أطرافها.. علم البلاد.. عند اقترابي من باب المنزل.. أريد فتحه.. نزل منها شاب .. أنيق.. معطر.. تبدو عليه سيما الترطيب.. لأنه (وردي) اللون.. يمسك في يده (مظروفين) أحدهما أبيض.. والثاني بني (متخم) قليلاً.. كأنه به ورم.. قائلاً.. يا أستاذ.. وعرف بنفسه.. وأنه تم اختياري (وزيراً) في الحكومة القادمة نيابة عن أحياء الرجرجة والدهماء.. والمطلوب أن أختار الوزارة التي أريد.. والطلبات التي أريد.. وسوف يحضر في الصباح الباكر لاستلام الرد.. أما الظرف الثاني.. ففيه مبلغ (10) ألف جنيه.. لشراء ملابس تشرف التلفزيون.. (والمكان).. وشعب الرجرجة والدهماء.. (وبند الحوار).. دخلت المنزل متلصصاً.. ودسست المبلغ في كرتونة الأحذية القديمة.. وبعد الغداء.. أحضرت ورقة وقلم.. وبدأت في كتابة الاحتياجات اللازمة للوضع الجديد.. بعيداً عن أعين (المدام ).. وأولادها.. حتى تكون المفاجأة داوية:
*منزل مجهز بكل الأثاثات اللازمة.. (5) غرف نوم.. ثلاثة لي لأنني أنوي (الثلاث).. والباقي للأولاد..!!
*سلفية عاجلة لبناء عمارة (5) طوابق في شرق المدينة.. يكون الطابق الأخير منها مطل على النيل الأزرق.. للترفيه عن أخيرة.. (الثلاث).. !!
رحلة سريعة الى (دبي).. وجنوب شرق آسيا.. للمساج واستخراج (زنخ) وكدوب السنوات وزحمة المواصلات.. وشراء عطور وملابس.. ومجموعة عصايات أبنوسية..!!

نفسي من زمان.. يكون عندي (سيوبر ماركت) حقي.. ومزرعة خاصة لزوم الراحة.. والاختفاء..؟!
*سيارة (لكزس) لي.. وبوكس دبل كاب لي مشاوير البيت.. ومرسيدس للأولاد..
*ما داير حراسة.. أدوني (حقها).. بدل العلاج والسفر.. أدوني حقهم برضو.. وفاتورة الماء والكهرباء.. والتلفون الثابت.. والموبايلات الخط.. داير حقهم (كاش) كل شهر.. وبدفع حقهم لوحدي.. لزوم التوفير.. والخروج.. من الوزارة.. بأكبر محصول نقدي من أجل الزمن..!!
*جهزت القائمة.. واطمأننت على كل الطلبات.. وتمددت في انتظار الغد..!!
فجأة شعرت بضربات سريعة على كتفي.. يا راجل نايم من العصر.. المغرب أذن وما قمت.. والآن العشاء أذن.. مالك عندك شنو.. ما نصيح زي الحديد.. كدي أدينا قروش اللبن.. دايرين فول وعيش.. وهارون قال داير حق تلاتة أكياس..!!
*انفجرت ضاحكاً.. بينما (الوليه) تستعيذ من الشيطان الرجيم..!!

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة