منوعات

زعيما نيوزيلاند وأيسلندا دخلا في سجالات محمومة بسبب طبق البيتزا


الأحرى بالسياسيين الذين يريدون الحفاظ على مناصبهم أن يبقوا بمنأى عن المطبخ وطهو الطعام وتحديداً طبق البيتزا الشهير، هذا ما توصل إليه أخيراً رئيس وزراء نيوزيلاندا بيل انغليش بعد دخوله المطبخ وإعداده وصفة طعام رهيبة لأسرته، وهي بيتزا مع سباغيتي معلبة، قبل أن ينشر صور الطبق علــــى وسائل التواصل الاجتــماعي، ويُواجه بنوبة غضب، وهو الدرس نفسه الذي سبقه إليه الرئيس الايسلندي غودني يوهانسن الذي أهان طبق البيتزا مع الأناناس وتحدث ممازحاً عن رغبته في حظره، قبل أن يضطر الى سحب تصريحاته لاعناً الاستبداد، ففي النهاية لم يخطئ المثل القائل: «أعط الخبز لخبازه ولو أكل نصفه».

وكان رئيس وزراء نيوزيلندا بيل انغليش قد طبخ طبقاً كلاسيكياً ريفياً في نيوزيلاندا، سباغيتي معلبة فوق بيتزا من الاناناس، والتقط لنفسه سلفي عن قرب تظهر جهوده المنزلية، ونشرها على موقع «فيسبوك»، مع كتابة «طبخت العشاء للعائلة البارحة، ضع لايك إذا كنت توافق على وضع سباغيتي معلبة على البيتزا»!«. منتظراً الردود واللايكات، لم يتوقع انغليش عاصفة الغضب المطبخية المقبلة على وسائل التواصل الاجتماعي، ونفور الكثيرين من اضافة السباغيتي على البيتزا.

إهانة المطبخ الإيطالي

قام بعضهم باتهامه بإهانة المطبخ الإيطالي بشكل غير متعمد، وذهبت نوبة الغضب بهم الى حد بعيد، فكتب أحدهم:»لا أستطيع أن أصدق أنك فعلاً قمت بنشر صور هذا الطبق. لست من محبي البيتزا أو أي شيء من هذا القبيل، لكنني افترض أنه سبق وتناولت عينة حقيقية لبيتزا لمرة واحدة في حياتك؟ لماذا تعمل على التشجيع على مثل هذه القمامة؟ هل تقدم هذه الأشياء لضيوفك المقبلين من أنحاء العالم؟ أم أن هذه تقدم فقط لعامة الناس؟«

آخرون قارنوا بين إعداده لطبق البيتزا وإدارته للبلاد، فغرد شخص يدعى نيك بلاكستون:»إذا لم يحصل بيل انغليش على صوتك بعد، بالتأكيد يكون طبق السباغيتي مضروباً ببيتزا الاناناس، قد ختم المسألة«. وكتب آخر»متأسف بيل، أي رجل يضع سباغيتي على البيتزا غير ملائم لإدارة البلاد، لا يمكنك الاعتماد على صوتي في الانتخابات المقبلة«.

بعض النيوزيلنديين ذهبت بهم الأفكار للتساؤل عما إذا كان ما نشره رئيس الوزراء بشكل عفوي في الظاهر كان في الواقع يرمي الى صرف الانتباه عن قضايا أكثر خطورة يجري النقاش بشأنها في نيوزيلاندا، بما في ذلك ما إذا كان انغليش مضطراً للمطالبة بإجراء تحقيق بشأن جرائم حرب مزعومة اقترفها جنود نيوزيلندا في أفغانستان عام 2010.

صرف الانتباه

كتب أحد المعلقين الغاضبين:» إذا كنت تحاول أن تصرف الانتباه عن أفغانستان أو سوء الإدارة للموارد المشتركة المجمعة، فإنك تقوم بعمل جيد لأن هذه هي البشاعة. لم تستطع حتى منع الإضافات على البيتزا من الانزلاق؟«، فيما غرد شخص يدعى بيتر غرين:»بيل انغليش: أنا في ورطة لتغطية جرائم حرب محتملة«.

ومع ذلك، هناك آخرون أشادوا بجهوده في الطهي على بساطتها وتكلفتها الزهيدة لأسرته المكونة من ثمانية أشخاص. فقال بعضهم إن السباغيتي المعلبة وبيتزا الاناناس تشكل حنيناً الى طفولته في ساوثلاند، حيث تعود جذور انغليش إلى مجتمع المزارعين الصغير في ساوث ايلاند، كما أشاد غيرهم بالعشاء الخفيف على الميزانية، بأنه طبق يمكن تحمل تكلفته.

فكتب ديلاب نيهان على»تويتر«:»اتركوا بيل أنغليش بسبيله. لو كان لديكم ستة أولاد، فإن السباغيتي المعلبة ستكون قمة طبخ الذواقة لكم أيضا!«وصفة رئيس الوزراء الخاصة، قاعدتها من البندورة، مع شرائح من قطع الاناناس والبيكون والسباغيتي المعلبة، يستغرق جمعها دقيقة واحدة وطبخها ثماني دقائق.

صندوق بندورة آخر

وقد كتبت إحدى النساء:»نعم هكذا كنا نصنع البيتزا! لا بد من أنها شيء ينتمي لساوثلاند! لا أزال أصنعها كذلك لأولادي ويحبونها. أحياناً نستخدم الفاصوليا المخبوزة، عفواً.. يبدو إنني فتحت صندوق بندورة آخر…«

وعلى ما يبدو، بات قادة العالم هذه الأيام مجبرين على الدخول في سجالات محمومة على الإنترنت بشأن الإضافات على البيتزا.

فقد اضطر الرئيس الأيسلندي غودني يوهانسن، بعد قوله رداًعلى سؤال وجهه له أحد طلبة الثانوية إنه لا يحب الاناناس على البيتزا وإنه لو استطاع لحظر ذلك، إلى توضيح موقفه في بيان، بعد أن تحول كلامه من مزاح إلى قضية شغلت شبكات التواصل الاجتماعي وتجاوزت حدود ايسلندا، وفي بيان باللغتين الإنجليزية والايسلندية قال يوهانسن رافعاً الراية البيضاء ومذكراً بمخاطر الاستبداد:»أحب الاناناس لكن ليس على البيتزا، ليس لدي السلطة لصوغ القوانين التي تمنع الناس من وضع الاناناس على البيتزا، وانا سعيد لأني لا أملك هذه السلطة«، مضيفاً:»للبيتزا، أوصي بإضافة ثمار البحر«.

ومن غير الواضح مدى تأثير فضيحة»بيتزا- غيت« على شعبية يوهانسن أو إنغليش.

البيان