الطيب مصطفى

مصر يا (عدو) بلادي (2)


استعرضنا بالأمس تقرير الصحيفة الإسرائيلية (يديعوت أحرينوت) حول المؤامرة المصرية للحيلولة دون الرفع النهائي للعقوبات الأمريكية المفروضة على السودان والذي ستنظر فيه الإدارة الأمريكية في يوليو القادم، وكنا قد استعرضنا الجهود المصرية المستميتة لتعويق رفع العقوبات عن السودان والتي شارك فيها الرئيس المصري السيسي الذي كان ذلك أهم بند طرحه خلال لقائه بالرئيس الأمريكي ترمب وكذلك جهود وزير الخارجية المصري سامح شكري والسفارة المصرية بواشنطن وتطرقنا للتحركات المصرية في دوائر اللوبي الصهيوني واليهودي والجهود الأخرى بين أعضاء الكونجرس خاصة المعادين منهم للسودان.

في الوقت الذي بلغ فيه العداء المصري للسودان ولشعبه المتضرر من العقوبات الأمريكية درجة غير مسبوقة تطورت العلاقات السودانية الخليجية- خاصة مع المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات العربية المتحدة- بسرعة مذهلة لتبلغ درجة غير مسبوقة ربما على مدار التاريخ وإذا كان قد رشح في الأنباء أن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد تحدث إلى ترمب حول الرفع النهائي للعقوبات الأمريكية على السودان فإن السيسي طالب ترمب بعكس ذلك تماماً وكان جهده وسفارته أكبر وأخطر سيما وقد ثبت أنهم دبجوا تقاريرهم بكثير من أحاديث الإفك والبهتان وبوثائق مزورة عن دعم السودان للإرهاب الداعشي في دول الجوار .

إذن فإن مصر وموتوري بعض الحركات والمنظمات الدارفورية وغيرهم من قوى المعارضة يعملون بالليل والنهار لاستدامة العقوبات الأمريكية على السودان.

أكثر ما يخيفني أن تطمئن الحكومة لبعض التقارير المخدرة التي توهمها بأن الإدارة الأمريكية قد حسمت أمرها باتجاه رفع العقوبات سيما تلك التصريحات المنسوبة إلى بعض المسؤولين في إدارة الرئيس ترمب بل إلى ترمب نفسه، فالسياسة فعل متحرك لا يستقر على حال سيما وأننا بإزاء إدارة جديدة لا تزال تتلمس طريقها نحو تبني إستراتيجية جديدة في علاقاتها الخارجية ولا ينبغي أن ننخدع بمقولة لطالما رددناها أن استراتيجيات الدول المستقرة لا تتغير فذلك فعل ماض ناقص لا يصلح في الحالة، الرئيس الغريب الأطوار ترمب ذلك أن الرجل غير السياسي جاء إلى المشهد من خارج صندوق الإستراتيجيات القديمة مما جعل العالم أجمع يفتح عيونه في ترقب حذر خوفاً من مفاجآت مثيرة قد تغيّر وجهه إلى الأبد.

لذلك فأني قبل العودة إلى المؤامرة المصرية لأدعو كل من جهاز الأمن والمخابرات الوطني ووزارة الخارجية أن يعلما أن معركة العقوبات هي معركتهما الكبرى بل هي أم المعارك التي لا ينبغي أن تدخر الدولة فيها وسعا مهما بلغت كلفته.

أما مصر فإن استراتيجيتها الدائمة منذ الاستقلال هي كيف يظل السودان متخلفا غير قادر على استغلال ثرواته وموارده خاصة الزراعية منها فقد اعتمدت سياسة (الكبح الإستراتيجي) في التعامل مع السودان بعد ان اتخذته عدوا دائما وليس (عدوا محتملا) (potential enemy) كما تقضي نظرية التعامل مع الجار في السياسة الدولية ومن سوء حظ السودان أن مصر ظلت تقدس النيل منذ أن كانت ترمي فتياتها في قاعه منذ عهد الفراعنة فداء واسترضاء له حتى لا يكف عن منحها ماء الحياة وسرها الدفين ولذلك فقد استقر في وجدان شعبها منذ فجر التاريخ أن النيل هو بمثابة (ربها الأعلى) ولم تتغير تلك العقيدة إلا شكلياً بعد أن أطلت عليها رسالة التوحيد بعد الفتح الإسلامي.

ذلك ما جعل النيل قضية مصر المركزية التي لا تعلو عليها قضية أخرى وكذلك جعل مصر تتعامل بصورة إنانية أفتت نفسها فيها أنها في حالة اضطرار تجيز لها أن ترتكب كل المحرمات في سبيل الحصول على حقوقها وحقوق غيرها.

لم تغضب مصر من السودان فقط لأنه إنحاز إلى مصالحه بتأييد أثيوبيا فيما يتعلق بسد النهضة مما يتعارض مع الموقف المصري وإنما عكف على بناء عدة سدود وافقت السعودية على تمويلها ومن شأن قيام هذه السدود التوسع في المشاريع الزراعية المائية من نهر النيل والتي تخصم من المياه المتدفقة نحو مصر حتى لو لم تكن جزءا من حصتها المقررة بالرغم من أن المستعمر البريطاني منح مصر ثلاثة أضعاف ما منحه للسودان ولكن مصر لا ترضى أن يشرب أحد غيرها من نهر تعتقد أنه لم يخلق إلا لها وحدها.

أجدني والله العظيم منحازاً إلى العدالة التي اتخذها الله تعالى قيمة مطلقة (absolute) لا فرق فيها بين مسلم وغير مسلم لأقف مع حق دول حوض النيل فالقيم العليا تعلو على كل الانتماءات ولذلك من حق دول حوض النيل أن تثور على القسمة الضيزى التي جعلت المستعمر يقسم مياه النيل الأبيض بالصورة الحالية وذلك ما يدعو إلى إعادة النظر في اتفاقية عنتبي، كما سأوضح غداً بإذن الله تعالى.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫16 تعليقات

  1. امريكا لو ما كانت عاوزة ترفع العقوبات عن السودان ما كان في شي بيجبر اوباما يرفعها جزئيا اصلا … امريكا لها مصالح اقتصادية ولحلفائها ايضا في السودان والعهد الجاي هو عهد السودان

  2. من أين أتيت بخيالك المريض بكل هذه الافتراءت. .
    هل يمدك الموساد بهذه الخزعبلات. .
    هل تنقل جهلك وتخلفك وضعفك إلى مصر
    المساحة المزروعة في السودان أضعاف المساحة المزروعة في مصر
    ولكن كم إنتاجية الفدان في السودان مقارنة بأي دولة أخرى أنها إنتاجية متدنية بل متدهورة بسبب البذور المعاملات الزراعية …انك شخص مريض تنشر الجهل وسط مجتمع يبحث عن من يسقط عليه تخلفه

    1. وأنت أشد مرضا بعنصريتك البغيضة وحقدك الذي يطفح مثل مجاريكم المنتنة في ماسر

      وانبطاحك لكثرة أكل ال البرسيم وشرب عصيره

      أيها السيساوي المتخلف

  3. المدعو اسيوطي
    انت المريض والجاهل الذى لا يدرى شيئا في الحياة
    كل الناس تعلم المؤامرات التى تحيكها السفارة المصرية فى الخرطوم وبيوت الرى المصرى وتجنيد العملاء هنا لتدمير المشاريع الزراعية
    عن طريق مجندنها دمرت اكبر مشروع زراعى وهو مشروع الجزيرة.اظنك لم تسمع بقضية شركة الاقطان وتجنيها من قبل المصريين لتدمير القطن طويل التيلة فى مشروع الجزيرة وادخال حاويات المخدرات عن طريق ميناء بورتسودان
    وتهريب ملايين الدولارات عن طريق الميناء نفسه لتدمير الاقتصاد ووالقنصلية الموجودة فى بورسودان تقوم بهذه الوساخة
    يديرها ضابط مخابرات مصرى

  4. عجبت للفجر فى الخصومة الذى يتبعه ابن زانية مثلك مصر لا تعاديكم يا خنازير السودان لانكم لا شى انتم من يبحث عن العداء لمصر ما هذا العتة انتم مضرب الانثال فى الكسل والفساد وفجاءة ايبحت مصر عدو لكم تتامرون علينا لاحقادكم كمتاسليمين وتظنون ان لكم حق انتم تشعلونها حرب صدنا بلا سبب حلايب وشلاتين مصرية وعندما سنضرب سد النهضة ستهلكون ولن نرحمكم يا ابن العاهرة هل تكفرنا لانك خروف متاسلم هل نحن مسؤلبن عن الكلب البشير الذى اضاع نصف السودان ام نحن السؤلبن عن احتلال اثيوبيا ل 2 مليون فدان من اراضى السودان يابن العاهرة التساديون يزرعون ارضكم لان فى عقلكم النجس تنكحون فى طيزكم خير من ان تعملوا انشر المراهية الاحقاد والاكاذيب ضد مصر هذا لن يرفع لكم شان ولن يطيب لكم مقام وعهد الله لنقضى على البشير ونجعلكم تعدمونة ثم انتك مارجوزات سيسحلكم الشعب السودانى فى الشوارع فابشر بما يسؤك وبما يسؤ السودان اهلك الله بلادكم وعجل بدمارها

  5. الرجاء من كل مواطن غيور على البلد في الاحياء والجامعات والمدارس ودعوة الاخوة الاثبيوبيين للخروج سويا بالاعلام السودانية والاثيبوبية يوم الخميس القادم لاعتراض موكب رئيس وزراء جاره السوء امام المخرج الرئيسي للمطار
    الرجاء نشر الدعوة في جميع مواقع التواصل الاجتماعي

  6. أسمحوا لي أن أُعيد تعليقي بالأمس لأن فيه جزئية تختص بجزئية في مقال اليوم:-
    استاذ الطيب نرجو ان لا تكون ( صيحتك) في هذا العمود موجهة فقط للقارئ السوداني وان لا يكون انشغال الجميع بتشكيل الحكومة وتقسيم الكيكة يُنسي ما تبقى لفترة التحذير الامريكي ذو ال6 اشهُر والذي تبّقى منه القليل.فما تم في هذا الخُصوص لا يكاد ان يكون معلوماً ولاكيفية مجابهته ومقاومته معلومة ونخشى ان نكون نايمين في العسل بسبب بعض الاتفاقيات التي تمت بين بعض المؤسسات السودانية والأمريكية. فسلاح العقوبات ما زال مُسلطاً ومُشرعا ولم يُوجه لغمده فهل تم التعامل لمواجهته حال( لا قدر الله) ان يستمر.ارجو ان نكون منتبهين وغير مُخدّرين.

  7. لمااذا يسمح الموقع باستخدام هذه الألفاظ التى تخرج من …. كاتبها .. ؟

  8. يا سامي علي: كل إناء بما فيه ينضح، ويقول المقكرون: الأسلوب هو الرجل نفسه، وما خرج على لسانك هو أنت، لم تراع مبدأ إسلاميا، ولا قيمة عربية أصيلة، وبالفعل فإن طبع (الحانات والمواخير) يظل متحكمًا في لسانك وقلمك، فهل لمثل أن تكون لقه القدرة على الاقتداء بسيد البشرية صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن فحاشًا ولا بذاء؟ عفا الله عنك يا سامي، لأنك بفعلك هذا قلبت مدلول اسمك من السمو إلى الانحدار والقاع، فالأجدر أن يكون اسمك (منحط أو واطي) أو شيء من هذا القبيل حتى يتناغم الاسم مع الفعل، نسأل الله أن يطهر لسانك، ويرفعك إلى مستوى الأطهار الذين يناقشون بعقل وحكمة دون الانحدار إلى أسفل، اللهم نق قلبه وعقله ولسانه مما يتقيأة من ألفاظ ليست من شيم المسلم، اللهم رده إليك ردًّا جميلا ليرتفع من القاع.

  9. اسيوطي،،،،،
    هل تعلم أن إسرائيل أقصد مصر تتمنى أن تطلع طلقه من فوهة أي بندقية حتى لو كانت بندقية صيد،، لتشمل علينا حربا،،حتى تتيح الفرصة للحركات لتتمكن أكثر. ومصر تمتص الدم السوداني كالقراده،،
    لكن هيهات لم يحن أن نطلق عليكم رصاصة بعد،،
    سوف نتسلق القمة وننشن من فوق،،،
    انت يا اسيوطي سوداني بوالدك،،،
    ولكنك أقرب للصهاينة في عداوتك للسودان أليس لولدك حق عليك،،

  10. هالة. .
    مصر هي السودان
    مصر ليست إسرائيل هذا شطط لم ولن تكون إسرائيل إلا عدو وجودها خصم من مصر وزوالها حياة وقوة لمصر
    السودان هي مصر ومن يفكر في إيذاء السودان أو اضعافه ليس مصريا بل هو عدو لمصر وشعبها
    قوة السودان قوة لمصر
    تحياتي لك يا اختي ابنة النيل
    يا زولة شطت في فكرها

  11. …سوف نتسلق القمة وننشن من فوق…
    انا هدف سهل لماذا لا تنشني
    هل للصهاينة هدف غير أن يكون باسنا بيننا وليس عليهم…
    أم تحققين هدف الصهاينة من حيث لا تدرين
    لا أتمنى أن تكوني من الذين ضل سعيهم في الحياه الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا

  12. إلام الانتظار ..فليس أمامنا سواه أقلب صفحات النيلين منذ أن أفتح عيني صباحا الى ان أغمضهما مساء أملا أن أرى هالة من نور تخخف ما اقاسية من وجد
    فلا تتركينني وسط دياجير الليل وحيدا بل هلي لبرهة حتى تشرق نفسي ولو بكلمة