زاهر بخيت الفكي

صحافتنا مشاكل بلا حُلول..!!


تمت دعوتنا للمُشاركة في ندوة أُقيمت على شرف صدور صحيفة بدت (عملاقة) قبل صدورها إن كانت (العملقة) تعني إمكانيات ناشرها المالية الكبيرة ومقدرته على حشد ما يُريد من كفاءات أهل الصحافة ، امتلأت القاعة بأهل الاعلام وكاميرات الفضائيات تجوب القاعة وفي المنصة يجلس رئيس تحريرها (المُقترح) القادم إليها من صحيفة عربية ضخمة تُطبع في وتوزع في أوربا والعالم العربي وعلى وجهه تبدو أمارات الفرح بتقلده لهذا المنصب..
(الصحافة المشاكل والحُلول) عُنوان للندوة التي أدارها الرئيس (الفرحان) والتي أكثر فيها من الحديث عن نفسه وامكانياته العالية وتمكُنه من اللغة الإنجليزية إذ لم تخلو منها أي جُملة نطق بها ، لم يترُك الفرصة الكافية لمن يُجاورونه في المنصة من أفذاذ الصحافة وبعض منسوبي الدولة وعدد من ناشري الصُحف أيضاً في انتظار المُشاركة ، كأنّ الرجُل جاء بنا ليُحدثنا عن مواهبه وقُدراته الكبيرة في نقلِ كُل تفاصيل صحيفته التي جاء منها إلى صحيفته الجديدة ..

تحدث عن مشاكل الصحافة المُستعصية وعنده كان الحل الناجع أو كما يراه والذي حتماً ستُزيد به الكميات المطبوعة (المُباعة) من صحيفته ويكمُن الحل عنده في زيادة عدد صفحات الصحيفة إلى (20) صفحة مع التركيز على الصفحات الأولى والتي يجب أن تُطبع على ورق أرت (مصقول) وفرز ألوان كامل على أن تُباع بنفس سعر الصُحف الأخرى (جنيه ونصف) وقتها..

ترجلت الصحيفة باكراً وانزوت بلا وداع بعد أن هزمها القارئ باعراضه عنها ولحِقت برفيقاتها من صُحف الدولة (الثرية) ولم يشفع لها رئيس تحريرها وفلسفته في صناعة الصُحف ولا ثراء صاحبها ولم تُحدِث (تغييراً) يُذكر وسط كم من الصحف المُتشابهة في تفاصيلها ومصادر معلوماتها..

لم يتطرق الرجُل ولا من سمح لهم بالحديث عن (القارئ) العنصر الأهم في صناعة الصُحف والذي لن تنجح أي صحيفة إلا به وقد اصطف الناس من قبل في المكتبات لشراء مطبوعات كانت تُطبع على أردأ أنواع الورق ولكن قيمة المكتوب فيها كان يستحق ما يُدفع فيه من مُقابل ، تشابه البقر والخبر على القارئ وافتقدت كثير من الصُحف الإبداع الذي يُميزها عن غيرها وما من جديد فيها يُغري والصُحف والوسائط الإلكترونية الأخرى تُهديه الخبر طازجاً وبلا مُقابل يُذكر وما من سببٍ يدعوه لإنفاق ماله على صحيفة محشوءة بالبايت من الأخبار..

تراجع توزيع الصُحف إلى نسب لا تُبشِر أبداً والعلة ليست في الصحف والوسائط الإلكترونية أو تصاعُد مُدخلات الصحف والحل لا يتأتى بدمجها أو دعمها كما يُنادي من ضمتهم المكاتب الفارهة ومنعتهم من الطواف على المكتبات للسؤال عن سبب تدني التوزيع (إن) كانت هُناك من مكتباتٍ باقية ، تحتاج الصحافة للتفرُد الحقيقي ومن قبله إلى حُريات تُمكنها من التميز ومجابهة الصعاب..
والله وحده المُستعان..

بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة