منوعات

الفنان بلال موسى: (بارك الله في الغاب وجاب)


من قرية عبدالماجد ريفي ابو قوتة انطلق بصوته القوي الطروب، وعلى إيقاع الطار والنوبة والمديح تشكلت لونيته الغنائية، غاب عن الساحة الفنية لسنوات طويلة، ولكنه استطاع بما يمتلكه من ثقة وموهبة أن يعود أكثر حضوراً وتأثيراً، إنه الفنان بلال موسى الذي كان لنا معه هذا اللقاء.

* ماذا تمثل أغاني الحقيبة بالنسبة لك؟
– أغاني الحقيبة هي أم الفن السوداني وهي التي تفرض نفسها من خلال الكلمات وأنا كفنان اعتبرها تراثاً راسخاً في الأذهان ورثناه من الذين سبقونا وهو (تسليم وتسلم).

* ماهو سر انقطاع بلال عن الساحة الفنية خلال الفترة الماضية؟
– منذ ظهوري في العام 1987م، ومن ثم الاختفاء مرة أخرى والظهور من جديد، هو عادة الفنان يختفي ويظهر حسب الوضع الفني والبحث عن الجديد والشهرة، وأنا انتقلت من قرية عبدالماجد ومن ثم القضارف والى سنار التي أعطتني الكثير، ومن ثم مدني التي عبرتها للخرطوم، وخلال هذا التجوال تكونت لدي الإمكانات الفنية وعدت للساحة أكثر قوة، مع العلم بأن ما وراء الاختفاء هو البحث عن ما يرضي المستمع (وبارك الله في الغاب وجاب).

* أنت تطرب نفسك قبل الآخرين؟
– أي عمل لا تجد فيه نفسك (ما تشتغلو)، والإحساس بالغناء داخلياً يطرب الآخرين.

* هل لعملك داخل السوق ووسط هذا الجو علاقة ببعض كلماتك واغانيك؟
– حقيقة الكثير من الأعمال والكلمات كانت مستوحاة من داخل الحياة اليومية، ووسط هذه المعاناة تولدت الكثير من الكلمات في المواصلات، وأنا ماشي في الشارع، ومن خلال جلوسي مع الناس والشاعر يواسي الآخرين.

* مثال لواحدة من هذه الكلمات والأغنيات؟
– (تعالوا شوفوا الكنت راجيه) كتبتها في زحمة المواصلات في السوق، وبالقرب من (كشك العرديب) التقيت بإنسانة كانت تستمع لأغنية (ثلاث سنة)، وحكت مشكلتها بأنها كانت مرتبطة أربع سنوات ولم توفق، وأنا سميت الأغنية (شكوى) ولولا ملامسة مشاكل الناس لما خرجت الكلمات بهذا الجمال.

* من المسؤول عن انتشار الأغنيات التي لا ترقى للذوق العام؟
– هي مسؤولية على عاتقنا لأنه من بعدنا ستأتي أجيال أخرى، وأن أي خطأ في الساحة الفنية يقع اللوم على الشاعر والملحن والمغني، وطالما الشاعر كتب كلمات لا ترتقي للذوق العام، فمن الأفضل ألا يلحنها الملحن وإذا لحنها على الفنان ألا يتغنى بها، وإذا فلتت الأغنية من الشاعر على الملحن أن يأخذ وقفة.

* كلمات كتبها بلال وتغنى بها ويتملكه الإحساس أثناء أدائها؟
– من هنا أتقدم بالشكر لكل البوابين، لأن البواب أول يقابلك عند دخولك لأية مؤسسة أو مسؤول فإذا سمحوا لك بالدخول تكون نصف المهمة انجزت وأول ما كتبته ولحنته ومنحني الثقة في نفسي كانت عن تجربة شخصية (أنا راضي وهو مابي إن شا الله بعدو يتم مراضي) كتبها في العام 1981م، وكنت أصبِّر بها نفسي وأول يوم تغنيت بها رددها الجمهور خلفي فأعطتني الأمل والثقة، ومنها جاءت (تعالوا شوفوا الكنت راجي، وصحوة ضميرك ،ويا بنات انا داير اعرس، وطلاق مافي تعالي نتفاهم، والى أغنية توبة توبة.

* ماذا يمثل جبل الداير للفنان بلال موسى؟
– (ناس الرهد ناس طيبين)، وأغنية جبال الداير للشاعر الفذ الشيخ محمد عثمان، وتربطه ذكرى بالرهد وتفاجأ (بالتردة) تكسوها الخضرة والجمال، ومن ذلك المنظر وهو يتأمل لجبل الداير الذي كسته الخضرة فقال: (جلسة جنب التردة، والأرايل تردي، والبلابل غردة في الرهد ابودكنة) وهذه الأغنية الآن مسجلة في (ام بي ثري) من أجل تصويرها وتحويلها لفيديو كليب.

صحيفة آخر لحظة