آمنة الفضل

مشاهد


* صباح الخير جميعاً ….

صباح جديد مشمس ، بل حارق ، يوم آخر لا ندري معالمه بعد ، نخرج للعمل ، نتعثر بالصحف المصطفة على إمتداد الرصيف نبتاع منها مانحب ، نقلبها بشغف أو ربما في فتور ، ثم نلقي بها في المقعد المجاور ، أو تلك الطاولة في المزدحمة بأوراق العمل والملفات التي تتناسل تلقائياً على مدار الساعة …

* الجميع هنا يحملون أقلاماً لكن لا أحد يكتب ، ربما كانت مشوشة أفكارهم ، قد يحاولون الصراخ أحيانا لكن أفواههم ملجمة بالعرق من حرارة الشمس التي بلغت ذروتها هذا النهار ..

* لم أنسى أن ألقي التحية على تلك المرأة التي تقبع بالزاوية الظليلة عند ناصية الطريق الذي أعبره على إمتداد أيام الأسبوع ، كعادتها كست وجهها إبتسامة فاترة ثم إتجهت بناظريها سريعاً الى الناحية الأخرى ، لم تلتفت ناحيتي الا بعد أن طرق مسمعها صوت العملة المعدنية وهي تدور في جوف الوعاء الذي بجوارها فرفعت رأسها الي السماء وربما همهمت ببعض الأدعية ..

* الرجل المسن في الجانب الآخر من الطريق يظل يتذمر على إرتفاع درجة الحرارة وهو يهمس في نفسه (نحن نحب الشمس لا ننكر ذلك لكن يبدو أنها أحبتنا أكثر مما يجب)..أظنه قال ذلك بينما كان يجفف حبات العرق المتزاحمة على وجهه ليعيد إبراز ملامحة من جديد ..

* مابين لحظة وأخرى مشاهد متباينة من أشخاص متفرقون أو ربما شخص واحد ، فساعات اليوم تحمل بين طياتها الكثير من الرضى والسخط ، والشموخ والإنكسار ، هنالك الكثير الذي نراه و أحياناً أخرى لا نرى شيئا …

يقول الكاتب الأمريكي ريتشارد باخ :
كل ما نراه من شخص في أي لحظة هي ومضة من حياته ، سواء كانت في الغنى أو الفقر ، في الفرح أو اليأس. هذه الومضات لا تظهر ملايين القرارات التي قادت الى تلك اللحظة…

* قصاصة أخيرة

ربما نحتفل يوماً بالغيوم

قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة)


تعليق واحد

  1. والله يا بت الفضل انت كتاااابة بالجد و وصاااافة كمان
    حفظك الله و حقق أمنياتك ،،،