صلاح حبيب

الشفافية بالمملكة العربية السعودية!!


أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز”، مساء أمس الأول، عدداً من الأوامر أعاد بموجبها الامتيازات والمكافآت السابقة لموظفي الدولة، وأقال وزير الإعلام وعيَّن “عواد العواد” خلفاً له، وأقال وزير الخدمة المدنية وأحاله للتحقيق، وعيَّن “أحمد العسيري” نائباً للاستخبارات، ما قام به خادم الحرمين الشريفين تعد خطوة نحو الإصلاح في دولة ربما لم تظهر مثل هذه القرارات في وسائل الإعلام بهذه الصورة.
ووصف المراقبون الخطوة التي تمت بأنها انقلاب في السياسة السعودية، بل هي الشفافية التي ستسود الفترة القادمة.

إن سياسة الملك “سلمان” في حكم المملكة الآن يعد صورة إيجابية وإرساء لمبدأ الشفافية بين الجميع، ولأول مرة يحاسب الوزراء في حالة الإخفاق ولأول مرة يطبَّق القانون على مرتكبي المخالفات حتى على الأمراء، وقد شهدت الفترة الماضية تنفيذ حكم الإعدام على أحد الأمراء ولم يشفع توسل الأسرة ولم تتنازل الدولة عن التنفيذ، فالمملكة العربية السعودية في عهد الملك “سلمان” تتجه نحو الإصلاح الشامل للدولة والانفتاح على الآخرين، فقد قام الملك “سلمان” بزيارات خارجية أجرى خلاها العديد من الاتفاقيات والبرتوكولات من أجل مصلحة المملكة، وها هي تحاول إشراك الشباب في الحكم في خطوة تنبئ بالتطور الكبير الذي ينتظم المملكة الآن، ويقوم الملك “سلمان” بمعالجة الأمور بالحكمة، وقد استطاع أن يعيد إلى المملكة الجزيرتين إلى حظيرة الوطن دون الحاجة إلى الدخول في المحاكم، وهذه سياسة لم يستطع حكامنا استخدامها رغم أنها الوسيلة السهلة في إعادة الحقوق إلى أصحابها، وقد أعطى المولى الملك “سلمان” تلك الحكمة في معالجة الأمور بالمنطق دون أي انفعال، فالمملكة السعودية لم تدخل في الفترات السابقة في أي مواجهة عسكرية مع أي دولة من الدول، ولكن في عهد الملك “سلمان” اتخذ خطوة مشاركة المملكة في عاصفة الحزم دون تردد، وقد اقتنع تماماً بالدخول في تلك الحرب منعاً لتمدد الإرهاب في المنطقة، وقد قَبِل المواجهة ولأول مرة تلك المملكة العربية السعودية في حرب خارج أرضها، ولكنها أرادت وقف أي محاولات للنيل منها أو من المنطقة مهما كلفها الأمر، بغية أن تعيش هي وسكان المنطقة في أمن وسلام، فالمملكة تحاول الآن أن تلعب دورها الريادي في المنطقة كما لعبته إبان فترة الملك “فيصل” الذي أعاد توازن المنطقة في حرب 1973م، عندما دخلت مصر في حربها مع إسرائيل فكانت لحكمته وقراره الشجاع باستخدام سلاح البترول في تلك الحرب مع دولة الكيان الصهيوني أن يتحقق النصر للعرب في تلك الحرب، وها هو الملك “سلمان” يعيد ذلك التاريخ، ولكن مع الذين يريدون أن تكون منطقة الشرق الأوسط بؤرة للدمار والخراب بدخول تلك العناصر المدفوعة من جهات معادية للعرب والمسلمين، فالآن يخطو الملك “سلمان” خطوات إيجابية ليكون حكيم العرب بعد أن فقدت الأمة حكمائها السابقين.

صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي