الطيب مصطفى

بين الفتى النرجسي والعلاقة مع مصر 3 !


قبل أن أتحدث عن اتهام الفتى النرجسي لنا بأننا نسعى إلى توتير العلاقة مع مصر بل إلى (فصلها) عن السودان كما سعينا إلى فصل الجنوب عن الشمال، أود أن أسأله عن ذلك السر (الباتع) الذي جعله ينصرف عن الأزمة القائمة حالياً بين السودان ومصر ، والتي جعلت الشعب السوداني يثور لكرامته غضباً من تطاول الحكومة المصرية وسفهاء إعلامها الفاجر ، ليشتت الكرة بعيداً عن القضية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس ويحولها إلى معركة مع منبر السلام العادل أو حول انفصال الجنوب عن الشمال وكأن جميع الذين ثاروا انتصاراً للسودان وشعبه وحضارته منتمون إلى المنبر ؟! هل يا ترى لأننا أقمنا ندوة في دار المنبر حول (الكيد المصري للسودان) وكتبنا محتجين على تجاوزات النظام الحاكم في مصر وتطاول إعلامه السفيه؟! طيب ، ماذا عن عشرات الآلاف من السودانيين الذين لا ينتمون إلى المنبر بل يعادونه ويبغضونه من الذين ضجت الصحف والأسافير بكتاباتهم غضباً واحتجاجاً على ما لحق بهم وببلادهم من إهانة وتطاول واحتقار ؟

لماذا يا ترى هرب ذلك المغرور المتيم بحب مصر على حساب أهله وعشيرته ووطنه ..لماذا هرب من الثائرين لكرامة الوطن ليفتعل معركة في غير معترك مع المنبر ؟!

هب أن المنبر هو الذي منح الجنوبيين الحق في تقرير المصير بل هب أنه من صوت للانفصال وأصدر قراره هل يجيز ذلك للفتى الطاؤوسي أن ينافح عن مصر ونظامها الحاكم وسفهائها ممن شنوا الحرب السياسية والإعلامية على بلاده وشعبه وحضارته؟!

استح قليلاً يارجل وأركز (وخليك) في القضية الأساسية بدلاً من الهرب إلى قضايا انصرافية لن تنطلي على الشعب السوداني الغاضب من مواقفك المستفزة، فوالله أنه من الخير لك أن تنحاز إلى أهلك ووطنك الذي أكرمك وأفاض عليك من خيره بأضعاف ما تستحق فالرجوع إلى الحق فضيلة، ولتعلم أنك لست أحرص على مصر التاريخ والجغرافيا والحضارة منّا نحن الذين نتعامل معها بمنطلقات إستراتيجية تقوم على مبادئ راسخة ومرجعيات عقدية وفكرية لا تخضع للبيع والشراء والمصالح الآنية والأنانية الضيقة فلطالما ساندنا مصر التي نعتبرها جزءا من تاريخ أمتنا نباهي بما أنجزته عبر تاريخها انتصاراً لدينها ولأمتها ونحاكمها على إخفاقاتها وسقطاتها وانكساراتها وانبطاحاتها وتجاوزاتها في حق وطننا وشعبنا وحضارتنا فذلك هو العدل الذي أمرنا الله تعالى بأن نقيمه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)أي لا يحملكم بغضكم لقوم ألا تعدلوا.

كنا نعلم أن اجتماع وزيري خارجية السودان ومصر والذي حاول الوزير المصري من خلاله تهدئة الغضب السوداني لن يفلح في رأب الصدع ومعالجة جذور المشكلة ذلك أن الملف السوداني لم يكن في يوم من الأيام يعالج في إطار سياسي من داخل وزارة الخارجية المصرية إنما كان على الدوام ملفاً أمنيا يعالج من خلال أجهزة الاستخبارات ولذلك لا غرو أن يرجع وزير الخارجية المصري إلى بلاده بخفي حنين وأن يضيق على الصحافيين السودانيين المسافرين إلى القاهرة ويطردون من مطارها قبل أن يصل الوزير المصري إلى بيته فالأمر ليس من اختصاصه ولا يعنيه من قريب أو بعيد !

ذلك وغيره ما جعلنا نتصدى للقضية حتى تعالج بصورة جذرية بعيداً عن أوهام (العلاقة الأزلية) التي ما عادت تقنع أحداً.

لن ننكأ الجراح لنتحدث عما بذله السودان بالمجان لمصر ولكننا نذكر حكومة مصر أن السيل قد بلغ الزبى فوالله ما وجدت الشعب السوداني ثائراً وغاضباً طوال العقود الماضية كما رأيته هذه الأيام وربما كان لانتشار وسائط التواصل الاجتماعي أثره البالغ في بث هذه المشاعر في نفوس السودانيين وعلى مصر أن تعلم أنها في حاجة إلى السودان أكثر من حاجته إليها الأمر الذي ينبغي أن يجعلها تُعيد النظر في استراتيجية التعامل مع السودان بما ينهي سياسة (الاستهبال والبلطجة) التي باتت جزءا من سلوك قطاعات واسعة في المجتمع المصري.

لسنا ممن يسعى إلى توتير العلاقة مع مصر بل نادينا من خلال آخر حوار تلفزيوني أجراه الأستاذ الطاهر حسن التوم معي والأستاذ محمد لطيف في قناة (سودانية 24) إلى تهدئة التوتر بين البلدين مع العمل على معالجة العلاقة بينهما بصورة جذرية تقوم على الندية والاحترام المتبادل ولكن ما رأيناه من تصعيد من الجانب المصري بعد مغادرة الوزير سامح شكري إلى موطنه لا يبشر بخير ولست متفائلاً أن النظام الحاكم في مصر الآن جدير بإقامة علاقة سوية مع السودان أو مع أمته العربية والإسلامية.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫4 تعليقات

  1. عندما يخطىء الطبيب يقتل إنسانا .. عندما يخطىء الصحفى قد يقتل أمة .. الصحافة لم تعد مجرد تهاتر وتنابذ واسفاف .. الفضاء المفتوح اتاح لأهل الصحافة الفرصة لإكتساب المعرفة و العلم والإلمام بكيف يكون الإختلاف مفيدا .. نريد صحافة يرتفع فيها سقف الحريات .. لا صحافة يرتفع فيها سقف انتهاك الخصوصيات وتبادل الشتائم ولغة العاهرات .. يقول احد الفلاسفة تعلمت من الثرثار جمال الصمت و من الغبى جمال الذكاء .. عندما يختلف اثنان فضعف او قبح احدهما يكشف قوة او جمال الطرف الآخر .. فى حالة الخال والهندى فأن إختلافهما كشف عن ضعفهما وغباءهما معا .. تماما مثلما يحدث بين الحكومة والمعارضة .. إختلافهما لم يكشف عن قوة او جمال أحدهما بل كشف سوءاتهما وضعفهما معا .. الكارثة الماثلة امامنا فى وطن هائم على وجهه لم تأتى من فراغ .. بما ان محور إختلاف هذين الأحمقين هو مصر فلأهلها مثل يقول : العيل الغبى يتكره .. فما بالك بالصحفى !!!!!!!!

  2. الإمام الصادق حبيبك قال أن مصر هي أهم جار للسودان. رجاء الاجابة والرد

  3. للحالمين امثال الهندى
    لايمكن ان تبطل مصر سياسة الاستعباط والاستهزاء مع الاستخفاف يكل الحكومات السودانية والحالية لانها تعتبرهم مجرد بوابين لها فى الجزء الجنوبى وما عليهم الا الولاء وبيت الطاعة. وان خرجت من بيت الطاعة وارادت ان تستقل بنفسها سوف يكون مصيرها الاساءات والموامرات والدسائس حتى لا يقوم لوطنى قائمة ونظل تحت ارجلهم.
    فهل يرضيكم يا بنى جلدتى وعشيرتى هذه المهازل من الجار العدو واللدود والذى يطبل عبر السنين بانه الشقيق وللاسف هنالك من ابتلع الطعم؟؟؟
    واقول لا يمكن ان تستقيم اى علاقة مع المصريين ونكون كاذبين ان قلنا نعم والاسباب كثر يعرفها الدانى والقاصى الا مناكف؟؟؟؟
    فقط اريد ان اعلم هل تصنيف الجيش السودانى عالميا هو 42 والمصريين ال 12 ؟؟؟؟ظ
    وحكومة الهناء دى لا قادرة تطور البلاد فى الاقتصاد ان كان زراعيا – حيوانيا -صناعيا – تجاريا – تعليميا- صحيا-تقنيا- ولا حتى قادرة تطور الجيش السودانى الى متى هذا الهوان وكيف يمكن ان نحمى البلاد والجيش فى المرتبة 42 وللاسف الرئيس عسكرى واعلى رتبة عسكرية فماذا يفعل وكذلك النائب.
    اقول ليهم الكلام الكتير ما بقدم البلاد عليكم بالعمل والاهتمام بالجيش فهو رمز العزة والكرامة ومافى ضمانات من اى دولة كونوا على اهبة الاستعداد ودعوا زمن الغفلة لكى لا نوخذ على حين غرة – ووقتها الندم ما بفيد- والبلد بتكون ضاعت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    الجيش الجيش الجيش يا مشير؟؟؟
    نحن فى زمن القوة وانتم وين مع المناصب والاحزاب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ونسال الله ان يحفظ البلاد والعباد والحافظ الله- ان اعتمد الشعب عليكم فواطتوا اصبحت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  4. الاستاذ الطيب مصطفي يقول كل الحق ياهندي، ومن صفات الطيب الطيب إنه لا يداري ولا يماري ولا يخاف في الله لومة لائم، نقرأ للطيب مصطفي كل مقالاته لأنها واضحة وضوح الشمس، لا ينافق ولا يدغمس ولا يدلس، ولا يهادن في قول الحق، الوحيد الذي كان يدعو لإنفصل الجنوب يا هندي في وضح النهار، وثبت علي موقفه لا يتزحزح ليس لأنه يريد أن يقتطع جزء من أرض السودان، ولكن بنظراته الثاقبة وقراءته للواقع السياسي ومعرفته بسيكولجية شعب الجنوب رأي أن في الإنفصال خيراً لهم ولنا، ووقع ما توقعه، إلا أن الإنفصال كان خيراً لنا ووبالاً عليهم، صدق حدس الطيب مصطفي فالجنوبيين لا خير فيهم لأنفسهم فهل سيأتينا خير منهم، ثم يبدو أن الهندي نسي أو تناسي أن كل الحكومات المصرية ساعدت في فصل الجنوب، ويريد الهندي ويقول يريدون فصل مصر عن السودان كما فصلوا الجنوب، مصر والسودان قطرين منفصلين يا هذا، ليس هناك وحدة إلا في خيالك المريض، وعماراتك وشققك التي كلما تدافع عن مصر تتراءي أمامك تخاف أن تصادر من الحكومة المصرية، القضية عندك ليست لمصلحة الشعب السوداني تكتب، بل لمصالحك الشخصية، هذه أنانية وإستعداء للشعب السوداني، إذا قامت حرب بين مصر والسودان يا هندي بسبب حقنا المائي الذي سرقته مصر، أو بسبب أرضنا التي إحتلها مصر في حلايب وشلاتين، أو بسبب دعمها لحكومة سلفاكير والحركات المتمردة التي تزعزع أمن الوطن، فاهرب يا هندي لأن الشعب السوداني سيمزقك إرباً إرباً ،ما رأيت وما قرأت لصحفي صفيق ويسبح عكس التيار ويقف ضد شعب بلاده مثل الهندي، ونصر أرجعت ساتي الصحفي لأنه يقف مع حقوق وطنه، أتحداك أن تذهب إلي مصر الآن وسوف تفرش لك الحكومة المصرية البساط الأحمر وستدخل أرضها بدون تعقيدات لأنك مغفل نافع بالنسبة للمخابرات المصرية، أنت مراهق سياسي يا هندي ولست كما وصفك الطيب مصطفي بالنرجسية، أري أنه رحمك، إثنان من الكتاب نقرأ لهما، اسحق فضل الله لأن مقالاته فيها معلومات أمنية وتحليلات سياسية، والطيب مصطفي الجرئ القوي البيان الفصيح اللسان والذي يعطيك الحقيقة كاملة بدون تعقيدات، يا هندي أبتعد عن منهجك الذي تكتب به، فإنه ملئ بالأشواك، وستعرف إذا إنجلي الغبار أفرس تحتك أم حمار.