صلاح الدين عووضة

حائط مبكى (خيري)!!


*كالعادة يصادفني الزميل عطاف أمام الصحيفة..

*وكالعادة يأتيني مهرولاً ليقول لي (فلانة زعلانة منك جداً)..

*وكالعادة لا يجد عندي سوى ابتسامة لا معنى لها..

*أو ربما كان لها معانٍ ولكني لا أدري كنهها على وجه التحديد..

*فقد يكون سرها كامناً في ثنايا أحد هذه التساؤلات:

*يعني مثلاً: يا (راجل) ألا تنقل لي إلا غضب (النساء)؟..

*أو: طيب شكراً؛ ولكن ما المطلوب مني بالضبط الآن؟..

*أو: لماذا يخترنك أنت بالذات لتكون (سريع التوصيل لحرارة غضبهن)؟..

*أو- وهذا هو الأرجح-(ياخي بقت عليها يعني؟)..

*والسؤال الأخير هذا يناسب أكثر حالة آخر (زعلة) نقلها لي وهو (سعيد)..

*فأصدقاء نانسي في (القروب) غضبوا كلهم لغضبها..

*ثم فعلوا الذي يجيده غالب أبناء جنسي الآن- بدرجة امتيا- وهو (الشتم)..

*وهذه ظاهرة تحتاج إلى ألف (دكتور بلدو) كي يفهموها..

*ثم يفهِّمونا نحن- من بعدهم-إن عثروا على تفسير لها في عوالم علم النفس..

*فربما يكون السبب هو ذيوع آفة (العنف اللفظي السياسي)..

*أو الوضع الاقتصادي الذي أحدث (شروخاً) في ذهنية سودانية كانت (سليمة)..

*أو حالة اليأس والإحباط و(القرف) التي اجتاحت الجميع..

*فالكل صار يشتم الآن: موالون ومعارضون ومحايدون و(مناضلون) عبر الأسافير..

*وصفحنا الأسفيرية تئن- هذه الأيام- من وطأة الشتائم..

*شتائم تخطى أكثرها حاجز الخطوط الحمراء بمراحل..

*وأحس أن مبادئي الديمقراطية تواجه امتحاناً هو الأصعب طوال حياتي..

*فإما أن ألجأ إلى (المقص) فأتشبه بالأنظمة الشمولية..

*وإما أن أتقبل- برحابة صدر- فتضيق صدور الذين تؤذيهم البذاءات..

*وإما أن أرد بالمثل فأنزلق إلى مستنقع آسن أحذر منه..

*وكتبت- قبل فترة-عن أن (هياجنا الانفعالي) بات يسبق (تفكيرنا العقلاني)..

*هياج يفرز شتائم (مقززة) في كل الاتجاهات ..

*تجاه رموز سياسية ووطنية ورياضية واقتصادية واجتماعية وصحفية..

*ثم تجاه المصريين- الآن- بسبب حلايب..

*حتى الذين تداخلوا في صفحتنا بأدب- من شمال الوادي- شُتموا (شتيمة الأراذل)..

*ولو كانت الشتائم تحل مشكلة لأرجعت لنا حلايب هذه..

*ولأسقطت حكومة الإنقاذ شر إسقاط..

*ولبدلت بؤسنا المعيشي رخاءً ووفرة وفاكهة- من الخارج-(غير ذات تلوث)..

*ولجعلت معارضينا يرتقون إلى مستوى المسؤولية السياسية..

*لفعلت لنا الكثير-الشتائم-إن كان لها نفع..

*أو ربما كان لها- ولا نعلم- وهو التنفيس عن احتقان عاطفي جراء (العجز)..

*وفي الحالة هذه فليكن حائطنا الإلكتروني (حائط مبكى)..

*ويا عزيزنا عطاف: بما أنك (سريع التوصيل للحرارة) فبلغ نانسي دعوة (حارة) منا..

*دعوة بأن تنضم هي وأصدقاؤها إلى حائط مبكانا (الخيري)..

*ثم يغنوا جميعاً معها (أشكي وأبكي آلامي !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة


‫3 تعليقات

  1. عندما يصفك الناس بما فيك فأن هذا لا يشتمك الشتم لن يعيد حلايب وشلاتين ولكن الحق والتمسك به وثانيا وصفك بالعميل وانك تتجسس وتخابر المصريين في زفارتهم بل ومنازلهم ما هو للأعتقاد الراسخ بأن مصر هي التي يجب ان تحكم وتستولي علي السودان حيث لا يوحد في ثقافتك ومناخيل عقلك اي ارتباط بالسودان ارضه وتاريخه وكل مكوناتها بااختصار انت لاهوية سودانية فيك اطلاقا بل طبال لمصر وثقافتها المتشربة في عروقك ويشاء المولي القدير ان يفضحك دائما بقلمك ذاته بسخافات انيس واحسان وسارقي الأدب العالمي بل وكل العلوم. وستظل تنتقد السودانيين من صحفيين وكتاب وخاصة عند تعرضهم للأساءة من بني جنسك رافعا لعلم مصرك ناكسا لعلم بلادنا وكرامة واحترام ابناءنا وباختصار انت عميل ومطبل ومروج لمصر علي حساب عقول الغافلين وابشرك بأن مصرك الآن في اسفل سافلين ولكنك تريد السودان ضعيفا وتابعا ومسلوب عقلا حتي يأتي ابناء شعبك ليحتلوا ارضنا كلها وبعد دمار بلدك تماما التي تأكل وتشرب السموم والأمراض وليس لهم مفر في رأيهم سوي الهروب الي ارض السودان وهيهات لك ياعميل

  2. لا ياود العوض، صلاح عووضة ليس داخلا في هذا التصنيف (فسودانيته) لا يماري فيها اثنان، وقلبه مفعم بغيرته على تراب بلده، ورغم اختلافنا معه في كثير من طروحاته؛ إلا أنه رجل علاقني وموضوعي، ويستقرئ ما وراء الأحداث، ويعرف مآلات (الحماقة)، وهذا لايقدح في انتمائه، بل على العكس قد يرفع قيمته كاتبًا صحفيًا غير متهور ولا منزل، يحق لك نقده بصورة لاذعة؛ لكن فقط إذا استللت من مقالاته ومقولاته ما يدينه، وإلصاق تهم ة العمالة به، يجب أن نترفع في نقدنا عن الإساءة للأشخاص، ونلتزم أدب الحوار بإثبات وجهات نظرنا مما يقول الرجل، ومن ثم نقول له: من فمك ندينك، ومن قلمك نفضحك، أنا أقرأ لصلاح عووضة، وتغيظني بعض رؤاه، لكن إذا شاء الله وتداخلت معه أو رددت عليه فبالقول الحسن واللين، وسبق أن رددت عليه في رؤية تعميمة قبل عدة سنوات، وذلك حين هاجم شخصًا معينًا ثم أسقط حكمه على كل اعتقد عقيدة الشخص السياسية، ونشر وقتها ردي عليه مثبتًا شجاعة وحق القارئ في مناهضته، آمل يا ود العوض أن نتجنب الإسفاف ونحاور بعقل اهتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم،.. والرجل صادق فيما ذهب إليه من سيادة “فلسفة الشتم واللعن والسب” في تعليقاتنا الإسفيرية، لاسيما استخدام عبارات وألفاظ تنافي قيمنا وسلوكياتنا، والكلمة المكتوبة باقية أكثر من المنطوقة، وهنا مكمن خطورتها، ليتنا نتنزَّه عن بعض المفردات والألفاظ التي لا تشبهنا، طالما كنا جميعًا نملك القدرة على التعبير ومقابلة الحجة بالحجة والرأي بالرأي، وأحيي فيك هذه الغيرة الوطنية الموارة.

    1. الأخ الصافي شاكرا لك لغتك الراقية واحترم رأيك ولك كل الحق في ان اتفهم رأيك ولكن الموضوع عندي صار يشكل عندي قضية وجود وهوية وهذه المفردات تتطلب شخصيات وطنية صادقة الحب لهذا الوطن-ويكفينا مانحن فيه- ولكن تطاول الشعب المصري ويشن علينا سبا وقذفا لبلدنا دون ان يصدر من اي سوداني تصرف لفظي او عملي ضد اي مصري ولكن جهالة المصريين تجاوزت كل معايير و لا يمكن السكوت عليها ومن الطبيعي والمفترض والواجب علي كل كاتب ان يدافع عن شعبه المظلوم والمهان والمستفز دون سبب لا ان ينبري عووضة ويطالعنا بحب مصره الكريهة. اعتز باسلوبك وشاكرا لك مع احترامي الشديد