تحقيقات وتقارير

الموت والجوع.. عائدات الانفصال بجنوب السودان


بعد مرور أكثر من خمس سنوات على انفصال دولتهم، لم يعد أمام المواطنين في جنوب السودان من خيار سوى الهروب من مدنهم وقراهم التي استوطنها الموت والجوع، وأصبحت ساحات حرب بين خصوم السلطة والمال والنفوذ.

يعيش السودانيون الجنوبيون ظروفا بالغة الصعوبة، ويواجهون الموت والجوع يوميا، في حين يواصل المجتمع الدولي نداءاته للمتصارعين في دولة جنوب السودان الوليدة بوقف القتال.

وقد اتسعت رقعة الحرب الدائرة بين قوات الحكومة بقيادة رئيس الدولة سلفاكير ميارديت، ومجموعات متمردة يتبع أبرزها لنائبه المقال رياك مشار.

وضربت المجاعة أجزاء واسعة من الدولة، مما أجبر آلاف المواطنين الناجين من الحرب إلى الهرب شمالا واللجوء في دولة السودان المجاورة.

وكان جنوب السودان قد انفصل عن شماله منتصف العام 2011، لكنه دخل في حرب أهلية عام 2013 خلفت العديد من القتلى والجرحى وأجبرت كثيرين على الهرب بحثا عن الأمان.

وتحاول الأمم المتحدة إيقاف القتال ومحاصرة الأزمة، مما دفعها إلى إطلاق تحذيرات ونداءات للمتصارعين بوقف قتل المدنيين.

وتقول المنظمة الدولية إن الأطراف المتحاربة ارتكبت عددا من الانتهاكات بما في ذلك قتل 83 من العاملين في الحقل الإنساني خلال الأعوام الماضية.

ووفق منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يوجين أوسو، فإن العمليات العسكرية عطلت تسليم المساعدات الإنسانية للنازحين في بعض المناطق، مطالبا بالعمل على إسكات السلاح ووقف الأعمال العدائية فورا.

صراعات جديدة
وكشف المسؤول الأممي في بيان عن اندلاع صراعات جديدة في أجزاء مختلفة من البلاد، بما في ذلك “واو” بإقليم أعالي النيل وبحر الغزال والولاية الاستوائية الوسطى.

وقال أوسو إن هذا الوضع أوصل “حياة المواطنين إلى مستويات غير مسبوقة من التدني.. مئات الآلاف منهم يواجهون الموت، وأكثر من مليون شخص أصبحوا على حافة المجاعة”.

ويقول الباحث في شؤون جنوب السودان أسامة بابكر إن ما يحدث في الدولة الفتية هو صراع على السلطة، في ظل عدم وجود تيارات فكرية أو عقائدية.

ويشير بابكر إلى ثقل ميراث زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق، قائلا إن الجميع -حكومة ومعارضة- فشلوا في حمله.

ويرى أن القادة الجنوبيين أثبتوا عدم قدرتهم على الاستفادة من الفترة التي سبقت الانفصال، “مما دفع النخب إلى الانجراف نحو تكريس الصراع على السلطة”.

ويشير بابكر في حديث للجزيرة نت إلى أن عدد القتلى في جنوب السودان منذ العام 2013 وحتى الآن فاق عددهم طيلة الحرب مع الشمال على مدى 60 عاما.

هيمنة إثنية
أما وليام أزكيال -وهو معارض من جنوب السودان- فيقول إن ما يحدث في البلد نتيجة لسياسات سلفاكير الهدامة التي تهدف إلى زعزعة العلاقات الاجتماعية بين المكونات الإثنية، وخلق هيمنة مجموعة إثنية واحدة “هي الدينكا”.

ويرى أزكيال هو أيضا أن ما حدث خلال سنتين أفظع مما حدث أثناء الحرب بين الشمال والجنوب.

ويذكّر بأن القتل والدمار دفعا بكل الإثنيات في جنوب السودان إلى الهرب أو حمل السلاح لمواجهة الدينكا، مشيرا إلى أنه لم تعد هناك حكومة حقيقية في جوبا، وأن إثنية الدينكا هي التي تحكم.

ويرى المحلل السياسي مواي كوال بيور أن الوضع في جنوب السودان ما يزال متأثرا بالأزمة الاقتصادية التي أدت إلى انخفاض العملة المحلية مقابل الدولار بشكل كبير.

ويلفت بيور إلى أن البلاد تعاني حالة مجاعة لم تتحسن حتى الآن، متهما المعارضة بقطع الطرق وقتل عمال الإغاثة الدوليين بغرض النهب والسلب. لكنه يرى أن الجيش الحكومي يسيطر على الأوضاع في البلاد.

عماد عبد الهادي-الخرطوم
المصدر : الجزيرة


‫3 تعليقات

  1. الوحدة مع الشمال هي الحل في جنوب السودان ، خلال الفترة من 2005 إلى 2011 لم تتصارع القبائل الجنوبية على السلطة.

  2. دماءهم في عنق مبارك وعمر سليمان والقذافي وقولدمائير وقادة المجلس الكنائسي والصهاينة . وياسر عرمان وسلفاكير وباقان وكل النخب اليسارية الجنوبية . وذنبهم على جنبهم