تحقيقات وتقارير

حزب الأمة … تصنيف الخلاف بين الخرطوم والقاهرة


في ذلك الجو الساخن دار نقاش مستفيض حول أهم القضايا الملتهبة هذه الأيام على الساحة السياسية المحلية والاقليمية، والتي يجيء على رأسها توتر العلاقات بين مصر والسودان لاسيما عقب التطورات الأخيرة ومنع الصحفييين السودانيين من دخول الأراضي المصرية، وتأكيدات وزير الدفاع بوجود طائرات عسكرية تحلق في سماء حلايب، وبالمقابل كانت هناك مطالبات من الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بطرد الملحقيات الإعلامية المصرية، الأمر الذي جعل حزب الأمة القومي ينظم ندوة حول العلاقات بين البلدين أمس بمشاركة زعيمه الصادق المهدي فيها، بالرغم من قدومه من الدوحه فجر ذات اليوم، وشهدت الندوة حضوراً لعدد من السفراء السودانيين وممثل السفارة المصرية السكرتير الأول نوران عمر.

الإرث والتاريخ
ورغم أن الصادق المهدي أكد أنه آن الأوان ولأول مرة في التاريخ أن نتجنب العاطفة في لغتنا مع مصر، ونتعامل بصفة الندية، ونتحدث لغة المصالح إلا أنه في ندوة الأمس حرص على استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين، وقال تربطنا بمصر علاقة الدم والإرث واصفا العلاقة بين البلدين بالقديمة، وقدم المهدي سرداً تاريخياً مفصلاً حول العلاقات بين الخرطوم والقاهرة، داعياً إلى أهمية بناء علاقات بين البلدين على أساس حتميات الجوار والمصالح المشتركة، والتكامل على أساس الندية.

مياه النيل
واتفق بعض المشاركين في الندوة مع رأي الصادق المهدي على أن اتفاقيات مياه النيل التي اعتمدت الثنائية بين القاهرة والخرطوم وعزلت دول حوض النيل الأخرى كانت سببا في خلق أزمه فيما بعد، خاصة عقب إصرار مصر والسودان على الإبقاء على الاتفاقية الموروثة، وكشف المهدي عن لقاء جمعه بالرئيس الأثيوبي في عام 1997 قال له (أنتم في الشمال تفرضون علينا الأمر الواقع، ولا تتجاوبون مع مطلبنا الخاص ببحث مصير مياه النيل وإبرام اتفاق جديد ملزم، وسيأتي يوم نتصرف نحن كذلك انفرداياً) ومضى المهدي في حديثه قائلاً أزعجني ذلك الموقف، وكذلك التقيت الرئيس المصري السابق حسني مبارك وأخبرته بما حدث، وضرورة التحرك لسد الثغرة، فكانت إجابة مبارك (من يمد يده للنيل سوف نقطعها) وكان السبب في تأليف كتابي (مياه النيل بين الوعد والوعيد) الذي طبعته ونشرته الإهرام المصرية في حلقات، وأضاف لكن ظلت مياه النيل القنبلة الموقوتة بين البلدين، ويرى المهدي أن موقف السودان الأخير من سد النهضة الأثيوبي من أهم الأسباب التي أفسدت الود بين أبناء النيل شمال الوادي وجنوبه، مشدداً على أهمية أن يلعب السودان دور الشراكة الثلاثية دوراً وفاقياً بين مصر وإثيوبيا.

حلايب عقدة الذنب
وحمّل المهدي مسؤولية الاستيلاء على حلايب من قبل المصريين لمشاركة أيدي سودانية في محاولة أغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك الفاشلة في 1995، حيث يؤرخ الإمام بداية الاستيلاء على حلايب، وصمت الحكومة في ذلك الوقت بسبب عقدة الذنب.

جوهر الخلاف
ويعتبر الصادق أن أصل الخلاف بين البلدين علاقات إسلاميي السودان بالأخوان في بعض الدول، وقال الاتهامات المتبادلة بين الحكومتين المصرية والسودانية كثيرة، ولكنها تعود إلى جذر واحد الاختلاف حول الموقف من الإخوان المسلمين، وأضاف: في الوقت الحالي فإن درجة التقارب بين النظام السوداني والإخوانية مقياس لدرجة التباعد بين الحكومتين كون الحركة الإخوانية في مصر ارتبطت بالإرهاب.

توصيات
وللعودة بالعلاقات لمجراها الطبيعي دعا الحزب لمؤتمر شعبي للطرفين للإتفاق على ميثاق يحدد الثوابت التي ينبغي الألتزام بها، والمتغيرات التي تتعلق بالمسائل المختلف عليها بجانب مؤتمر آخر لدول حوض النيل، واصفاً التعامل الحالي بالأرتجالي، مؤكداً على أهمية تناول القضايا بالتخطيط كونها تتعلق بمصالح الدول.

مصر المؤيده
وفي الوقت الذي اتفقت أراء معظم المعقبين مع ماذكره زعيم حزب الأمة حول بعض النقاط، نجد هناك فريقاً آخر اختلف مع وجهة نظر الإمام الذي يرى أن مصر ظلت تؤيد الانقلابات والأنظمه العسكرية في السودان، وتعمل على وأد الديمقراطية وحكوماتها وأكدوا إن من حق السودان باعتباره دولة ذات سيادة وطنية أن تراعي مصالحها، مشيرين إلى أن وقوفه إلى جانب أثيوبيا تبرره المصالح التي يجنيها السودان، ولكن المهدي عاد وأكد على أن العلاقة مع مصر استراتيجية .
ومن جانبها وجهت منظم البرنامج الامين العام للحزب ساره نقد الله انتقادات حادة للحكومه فيما يتعلق بموقفها من الازمه الحالية، وقالت الحكومة تتعامل بنظام التعبئة والتصعيد مطالبة بمحاسبة كل من تسبب في أصول الأزمة.

تقرير: فاطمة أحمدون
صحيفة آخر لحظة


‫3 تعليقات

  1. الموضوع باختصار ….
    السودان وطوال تاريخه كانت أفعاله ردات فعل لفعل مصرى سئ ..
    والأمر يحتاج من الجار الشمال إلى درجة من الأخلاق فى التعامل مع الأمر السودانى
    حتى أيام الديمقراطية الثالثة والصادق المهدى رئيس للوزارء لم تكن العلاقة جيدة
    وأول رئيس فى العالم زار الخرطوم بعد انقلاب البشير كان حسنى مبارك
    جاء مباركا وأد الديمقراطية والبحث عن ذيل جديد
    مصر تحتاج تغير نظرتها للأمر السوداني لأن المستقبل يقول لا حل لمشاكل مصر القادمة إلا فى السودان

  2. السيدالصادق المهدي ذكر حقائق من منظور قيادة تاريخية ذات نظرة عميقة لما يحدث لا سيما وانه قد اسهم خلال مسيرتة السياسية في ارساء بعضا من ثوابت العلاقة بين مصر والسودان رغم انه يعلم علم اليقين ان مصر كانت وراء اجهاض كل الديموقراطيات التي تولي هو القيادة فيها لكن اللغة الدبلوماسية الرصينة غلبت فأصبحت محصلة الامر هي (عصاية نايمة وعصابة قايمة) فليس هناك ما يرضي مصر او يغضبها لكن علي مستوي الشارع السوداني فهناك مآخذ لكونه اختصر صمت السودان عن امر حلايب في عقدة الذنب من حكومة السودان. فهو قد المح بذكائه المعهود الي الاحتلال كرد فعل مصري علي محاولة اغتيال حسني مبارك فأوصل رسالته لكلا الطرفين وما دام السيد الصادق ليس اعلاميا فلم يكن هناك من ينتظر منه اكثر مما قال لكن جموع الانصار افراد سودانيون يريدون حلايب كجزء من السودان ويريدون ان توقف مصر تآمرها بارسال رسائل الاذي للسودان والكل يعلم ان اول فرصة لوصول الاخوان المسلمين للحكم في السودان منحها لهم السيد الصادق في حكومة الائتلاف ولو كتب للسيد الصادق ان يعود لرئاسة السودان التي سلبها منه حلفاء الامس فإنه سيجد خبث مصر يجهض كل مساعيه للنهوض بالسودان . لذا يبقي ما يحدث مع مصر اعمق من ان نصفه بالتصعيد الذي تدفع اليه الحكومة السودانية فالمواطن السوداني ليس من الغباء ليكون آلة توجهها الحكومة بل هي مواقف اصيلة في الرغبة في عودة حلايب والتي نؤمن بأن الانشغال بحرب الجنوب كان وراء ارجاء طوفان الغضب الذي تفجر الآن وهاهي مصر تجود ببعض ما تستجدي لحركات التمرد في جبال النوبة ودارفور لتوجيه طعنة اخري لخاصرة السودان..

  3. رحم الله جدك الذي رفض ان يتفاوض مع الجانب المصري باعتباره بأنه اتى كسايس لخيول المحتل … وتريد انت ألان يا ايها الكهل ان تدفع للمصريين فاتورة الفواكه والخضروات الشاربة من مياه الصرف الصحي والتي ضيفوك بها اثناء تسكعك في عاصمتهم