رأي ومقالات

الوزير فلان ماشي ولا قاعد؟!


-1- (الوزير فلان ماشي ولا
قاعد؟!)
سؤال كثير ما يصادفنا هذه الأيام في أماكن عديدة.
متى سيعلن التشكيل الوزاري الجديد ؟!
سؤال آخر لن تجد له إجابة غير قابلة للنفي.
هزمت كل التوقعات التي حددت مواقيت الإعلان.
يظنون أن الصحفيين يعلمون ما يدور في الكواليس ومطابخ القرار!
أصيبت مانشيتات الصحف بالخيبة وهاء السكت، فلم تعد الصحف تجرؤ على المجازفة بتحديد الميقات.
صفحات الصحف ومجالس النميمة وقروبات الواتساب تنتظر معرفة المغادرين والقادمين.
-2-
الهواتف لا تكف عن الرنين البعض يستفسرون عن وزير بعينه، (الزول ده وضعو كيف).

أوجه السؤال في العادة لا تخرج من ثلاثة احتمالات:
الأول/ أن يكون السائل له مصالح معلقة مع وزير محدد يخشى أن تعصف به التغييرات الجديدة خارج الوزارة فتهدر المصالح وتتعاظم الخسائر.
الثاني / سائل له مصالح متضررة من وجود الوزير المعني، دافعه في السؤال رغبة في أن يكون الوزير من أول المغادرين، غير مأسوفٍ عليه.
ثالث/ سائل ثالث لا ذو مصلحة أو صاحب ضرر من بقاء الوزير أو مغادرته ولكنه يرغب في أن تؤول الوزارة لشخص من ذوي القربى أو الصحبة أو المصلحة.
-3-
رحم الله الراحل عمر الكاهن كان يبدع في مثل هذه الأيام.
تعود أن ينفرد بمجموعة أخبار ومعلومات تأتي تحت عبارات تحمل صيغة تحدٍ مهني رفيع (غير قابل للنفي).
الكاهن رحل عن الحياة بذات الطريقة التي كان يحيا بها بين الناس.
صحفي بمواصفات خاصة ومهام استثنائية وطرفة حاضرة تفتح الأبواب وتزيل الحواجز.
بإمكاني أن أقول بثقة تامة كان آخر صحفي يذهب إلى سريره للنوم، بعد أن تكون كل مجالس الأخبار بالخرطوم قد كفت عن الكلام المباح وغيره.
أكاد أجزم أن أغلب أحداث ما بعد منتصف الليل بالخرطوم إذا بحثت عن مصدرها تجدها مسنودة ومنسوبة إلى الكاهن.
في مرة حاولت أن أفاجئه بخبر ما، إذا بي أصاب بخيبة المحاولة، لأنني وجدت أدق تفاصيل ما أحمل بالخزانة المعلوماتية الخاصة بالكاهن.
-4-
في كل مرة بلهفة وفضول متحفز ينتظر السودانيون إعلان تشكيل وزاري جديد .
يتغير الوزراء وتتعدد الأسماء والحال يا هو ذات الحال.
قليلون أصحاب كفاءة ورؤية لهم بصمة راسخة وأثر باقٍ.
أكثر الوزراء عابرين على المناصب دون ذكر ولا عطر مميز، يعتبرون المنصب الوزاري فرصة لترتيب أوضاع ما بعض الخروج، يعملون بمبدأ السلامة وإغلاق باب الريح والنوم على (مخدات الطرب)، يتسابقون على الحوافز ونثريات السفر.
المُحزِنُ والمُؤسِفُ تعاملُ بعض المسؤولين مع المناصب، باعتبارها غنيمةً أو ترخيصاً بالرعي الجائر في المال العام لتحقيق رفاه الأُسْرة.
-5-
التوسُّع في التعيينات السياسيَّة، هو الذي أنتج ظاهرة (الفاقد السياسي)،هم مجموعةً من الذين استخدموا المناصب كروافع اقتصادية واجتماعية؛ وما إن يتم سحبُ الروافع من تحتهم يختلُّ توازُنَهم النفسي .
-أخيرا-ً
للأسف سيأتي وزراء جدد قبل أن ترسخ أسماؤهم سيغادرون ليأتي غيرهم… ودخلت نملة وخرجت نملة وابتسامة سليمان حاضرة ومزامير داؤود تردد ذات اللحن القديم .

ضياء الدين بلال


تعليق واحد