تحقيقات وتقارير

ماوراء مناورات جوبا حول اجتماع اللجنة السياسية الأمنية؟


اصبحت عمليات الدعم والإيواء التى تقدمها حكومة جنوب السوان للحركات المتمردة من اهم القضايا التى تؤرق شعب السودان وحكومته التى ظلت تخاطب جوبا بجميع اللغات لصدها عن تقديم الدعم للحركات السودانية المتمردة على راسها الحركة الشعبية قطاع الشمال ، وبعد ان ضاقت الحكومة السودانية ذرعاً بانتهاكات جوبا وخروقاتها المتكررة للإتفاقيات الموقعة بين البلدين ، دعت الالية الأفريقية رفيعة المستوي السودان وجنوب السودان لإجتماع طارئ في اديس ابابا على أن يكون الإجتماع وزاري بغرض مناقشة القضايا العالقة بين الطرفين فيما يختص بالمنطقة الآمنة منزوعة السلاح وتحديد الخط الصفري ، مع افراد حيز للنقاش حول اتهامات الخرطوم لجوبا بدعم الحركات السودانية المتمردة.

من جانبها اعلنت الخرطوم ترحيبها بالإجتماع المشار اليه والذي من حددت الالية الأفريقية الأثنين المقبل موعداً له ، وفي الوقت الذي يتأهب فيه الوفد الوزاري للسودان والمكون من وزير الخارجية ووزير الدولة بالداخلية ورئيس هيئة الاركان المشتركة ومدير مخابرات الجيش ومساعد مدير جهاز الأمن والمخابرات فاجأت جوبا الوساطة الأفريقية بموافقتها للمشاركة في الإجتماع بوفد يتكون من سفير جوبا في اديس ابابا والملحق العسكري ، الأمر الذي رفضته الوساطة الأفريقية جملة وتفصيلاً واعتبرته مناورة من قبل جوبا.

واوضح السفير محمود كان رئيس مكتب اتصال الإتحاد الإفريقي بالسودان ان اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان مهم للغاية لمناقشة القضايا العالقة بين الدولتين خاصة القضايا المتعلقة بالأمن علي الحدود ودعم الحركات المسلحة طبقاً للإتفاقيات والقرارات السابق المتفق عليها بين الدولتين .

واضاف ان الوساطة ابلغت جوبا عقب تلقيها الخطاب الذي تطلب فيه جوبا مشاركتها بوفد من سفارتها في جوبا وابلغتها بضرورة ان يكون الوفد من وزارة الدفاع في جنوب السودان ، واشار الى ان حكومة جنوب السودان اعلنت انها لم تكن تدري ضرورة ان يتمثل الوفد من وزارة الدفاع ، مضيفاً أن الوساطة خاطبت جوبا عبر سفارتها وعبر مكتب الاتحاد الافريقي فيها وقال كان الى هذه اللحظة لم يرد الينا موافقة من جوبا على الإجتماع مع تأكيدنا لهم بجاهزية واستعداد السودان واضاف الى هذه اللحظة لم يرد الينا تسمية وفدها ، قائلاً سنبقي في الإنتظار .

سعت حكومة السودان على تحقيق متطلبات الجوار الآمن مع جوبا التى قابلت الخطوة بعكسها اذ حرصت على دعم وايواء الحركات السودانية المتمردة ، وفي اطار تحقيق الأمن بين الجانبين سبق ان تقدمت الحكومة السودانية بمقترح لمعالجة القضايا الأمنية تمثل القيام بنزع سلاح الحركات والجماعات المسلحة والمتمردة والسالبة ضد الدولة الأخرى وإبعادها إلي مسافة لاتقل عن (50) كلم من المنطقة الآمنة المنزوعة السلاح تمهيداً لاي خيارات اخرى لنقلهم لمعسكرات اللاجئين أو الترحيل المباشر إلى دولتهم ، كما اقترحت مراقبة تنفيذ ذلك والتحقق منه بواسطة لجنة مراقبة الحدود للمنطقة الآمنة المنزوعة السلاح واللجنة الخاصة او أي ألية اخرى يتفق عليها كلا في منطقة مسؤوليته.

درجت الحكومة السودانية على استخدام الدبلوماسية الناعمة في علاقاتها مع جنوب السودان في الوقت الذي حرصت فيه الأخيرة على رباطها الوثيق مع الحركات المتمردة وتزويدها بالسلاح والعتاد في مخالفة لجميع المواثيق الدولية رغم جميع النداءات الدولية التى تحثها على عدم تدخلها في الشأن السوداني ، كما انها ظلت تغض الطرف عن جهود الحكومة لتحقيق الجوار آمن وواصلت استمرارها في دعم الحركات السودانية في تجاهل تام للإتفاقيات الموقعة بينها والسودان.

لاشك ان الاجتماع الطارئ الذي دعت اليه الالية الافريقية الخرطوم وجوبا يهدف الى الوصول لإتفاق بين الجانبين على تجاوز خلافاتهما المستمرة والإلتزام بتنفيذ النقاط الأمنية الواردة في الإتفاقية الموقعة بين البلدين ، وتعزيز العلاقات بينهما حتى تصل لمستوى عالٍ من التعاون ، لكن يبدو ان جوبا تري استحالة فك الإرتباط بينها والحركات المتمردة الأمر الذي دفعها الى المراوغة والإلتفاف على دعوة الالية الأفريقية بادعاءات سوء الفهم حول تشكيل الوفد المعني بالاجتماع ، وبعد الشرح المفصل من قبل الالية الافريقية لحكومة جوبا يبقي المراقب للساحة في انتظار ما ستسفر عنه الايام المقبلات حول موقف جوبا من عقد الاجتماع لمناقشة الدعم والايواء الذي تقدمة لحركات التمرد .وفي حال كان الغياب سيد الموقف يبقي السؤال المطروح دائماً هل يمكن لجوبا ان تخسر علاقاتها مع السودان مقابل دعمها للحركات المسلحة؟

تقرير: رانيا الأمين
(smc)


‫2 تعليقات

  1. حكومة الجنوب لا يمكن أن تنفك من حركة التمرد لأنها أصبحت الذراع الأيمن لحكومة الجنوب في قتالها ضد رياك مشار ولو لا دعم حركة التمرد لحكومة الجنوب لسقطت الأخيرة في أيدي مشار.
    فدعونا نبحث في الخيارات الأخري حتي تتأدب حكومة الجنوب وتعود إلي رشدها قسرآ.
    مثل هؤلاء لايفهمون السياسة الناعمة ولا يدرون حتي معني النعومة.
    فيجب أن لا ننفخ في قربة مقدودة.

  2. مصر واسرائيل هم من كبروا راس سلفاكير
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    حقيقة ماقيل سلفاكير اوغندي وليس بسوداني جنوبي