الفاتح جبرا

نوم السنين


ونحن وكل الشعب السوداني الفضل ينتظر فاغراً فمه استغراشاً لسرقة القرن التي تعرض لها زمن الهبوط والإقلاع بمطار هيثرو، هذه السرقة التي من المفترض أن يتم إدراجها ضمن موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية ليس بحسبانها غريبة الحدوث ولكن بحسبان (التحقيق) فيها قد استغرق حتى اللحظة ما يزيد عن ثمانية أعوام كأطول تحقيق في حادثة سرقة منذ أن عرف العالم (الأجهزة العدلية)!
ونحن نتابع تلك السرقة (ونزيد في الواوات) إذا بنا أمام سرقة (تقول لي ديك شنووو)، ولا يمكن لأحد في العالم بأسره أن يتخيل (مجرد خيال) حدوثها.
السرقة يا سادتي الأماجد (لشجرة صندل)، هذا الخشب العطري باهظ الثمن والذي يعد من أغلى أنواع الأخشاب في العالم (يبلغ ثمنها حوالى 10 مليار جنيه)، غرابة المسألة أن الشجرة لم تسرق (كخشب)، بل كانت شجرة وارفة ظليلة ذات جذور وأوراق وضل كمان (شجرة عديييل كده)!!
وأنها لم تكن شجرة (شوارعية) يمكن استباحة دمها بسهولة ويسر، بل كانت شجرة (بت عز) وترقد في (حرز أمين) هو المتحف القومي بالخرطوم، ولم تكن طفلة صغيرة الحجم بحيث يضعها (اللص) في (كيس أو مخلاة)، بل كانت ذات خمسين عاماً، فارعة الطول والبنيان يبلغ ارتفاعها نحو الستة أمتار (كما عمود الكهرباء) أما (خصرها) الذي تم نحره و(نشره) فيتجاوز نصف المتر!
العبدلله يعتقد أن (قطع) جزع شجرة بهذه المواصفات وفي مكان أثري والخروج بها وتهريبها إلى خارج (مبنى المتحف) الذي ترابط أمامه عربات شرطة تأمين المنشآت السياحية والذي ملحق به مكتب (لشرطة الآثار).. هو أمر يحتار فيه (أرسين لوبين) وتحتاج فيه (أجاثا كريستي) إلى إجازة مفتوحة في (جزر الكناري) لتضع لها خطة (كاربة)!
لا يمكن لأحد (في الدنيا) بالطبع أن يخطر على بالو (مجرد خاطر) بأن هذه السرقة (خارجية) وإنو في (لصوص) جهزوا المنشار بتاعهم، و(قطعوا التذاكر) ودخلوا (المتحف) وقعدوا (ينشروا شوية) ويستريحوا (شوية) ويشربوا (موية) ويمسحوا (العرق) لحدت ما (الشجرة وقعت) – بدون صوت – وقاموا شالوها (ولموا منشارهم) وطلعوا شالوها (عتلوها) وختوها في بوكس (ومشوا)!!
وبمناسبة (المنشار دي) قيل إن القطع (الناشف ده) تم باستخدام منشار (كهربائي)
وفي هذه الحالة يوجد احتمالان لا ثالث لهما، الاحتمال الأول هو توصيل التيار للمنشار من كهرباء المتحف (وكده عاوزين قروشنا بتاعة الكهرباء ههههههه)
والاحتمال التاني هو أن يكون اللصوص قد أحضروا معهم (جنريتر) كاتم صوت ولا يرى بالعين المجردة!!
يؤسفني عزيزي القارئ بأنني قد أخفيت عنك معلومة مهمة.. لكنني رأيت أن أضعها لك في نهاية المقال حتى إذا ما كنت من أصحاب (الضغط والسكري والشرايين) قمت بتنبيهك إلى تناول (علاجاتك) ثم قراءة الفقرة التالية:
هذه الشجرة موضوع المقال قطعت وتم اكتشاف سرقتها منذ مدة تقارب الثماني سنوات.. وأثارتها الصحف حينها (يعني مع هيثرو كده) والآن فقط يتم التعامل معها، يعني (الحرامية) في المدة دي يكونوا قاموا بتقطيع (الشجرة) إلى قطع تجارية ووزعوها (بي راحتهم) على محلات العطور و(الشيلة)، و(العرسان) الاستخدموا الصندل ده أولادهم يكونوا دخلوا المدارس!
كسرة:
المشكلة بقت مش غرابة السرقات.. ولا حجمها.. المشكلة بقت في (التعامل مع السرقات) ونوم (الأجهزة العدلية) البي السنين ده!!!!
تنبيه:
نرحب بأي توضيح من أي من (الأجهزة العدلية) في موضوع النوم ده (إن استطاعت) ولن تستطع!!
كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟86 واو – (ليها سبع سنوات وشهرين)؟
كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 44 واو (ليها ثلاث سنوات وتسعة شهور)
الجريدة

ساخر سبيل – الفاتح جبرا


‫2 تعليقات

  1. كبيرة شجرة الصندل ولا كبير السودان السودان كله انسرق وسرقة شجرة الصندل كانت تمرين لأبناء بعض المسؤولين قبل ادخالهم الحضانة

  2. سرقوا الشنطة يا عثمان، ما تخاف المفتاح معاي.
    في الحالة الفوق دي المفتاح مع منو؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!