زاهر بخيت الفكي

حلة عبدالرحمن لم يرسُب أحد..!!


مدرسة حلة عبدالرحمن بالجزيرة لم يرسُب أحد..
جملة جميلة لم يمل أهل القرية سماعها (لم يرسُب أحد) ومدرستهم تُحقق للعام السابع على التوالي في نجاحات مُستحقة ، هنيئاً لهم بهذا النجاح المُتكئ على سنوات من الجهد المُخلِص من أهلها الخُلَص الأوفياء ، مدرسة (حكومية) علاقتها بالنجاح لم تنقطع أبداً منذ إنشائها في العام 1969م ولم يتذوق أهلها أبداً طيلة هذه السنوات طعم الرسوب (المر) ولم يقتربوا أبداً منه تعاقبت عليها الأنظمة وتوقف الدعم الحكومي عنها حالها وجميع المدارس الحكومية ولم تتراجع نسبة النجاح فيها بسبب توقفه ولم يُضعِف المردود المالي همة الأساتذة الأجلاء من أبنائها في سعيهم الدؤوب لهزيمة الفشل ..
تراجع الدور الحكومي ومن زمان طويل وما عاد له من أثر واعتمدت المؤسسات التربوية التعليمية على الدعم الذاتي واستنهاض همم الناس من قبل النُشطاء بالنهوض بهذه المؤسسات بعد أن طالها الخراب بإهمال الدولة لها ، لم تكُن هذه المدرسة بمعزلٍ عن هذا الخراب وقد تدهور حال مبانيها حتى خشي أولياء الأمور من أن تنهار فصول المدرسة المُتصدعة على رؤوس فلذات أكبادهم وبعضهم اتخذوا من ظلال الأشجار فيها فصولاً آمنة تقيهم الحر وتحفظهم بعيداً عن انهيار متوقع ، لم يحول التدهور بينهم وتحقيق النجاح المرجو وفي صدارة مدارس المحلية ظلت تُحافظ على هذا المستوى المُتقدم ..
تنادى أهل القرية وقد زهدوا في دعمٍ تسعى به الدولة إليهم واعتمدوا على مواردهم الخاصة وسواعد أبناء بررة خُلص لم يبخلوا عليها بمالهم ولا وقتهم حتى أعادوها إلى أفضل مما كانت عليه هيأوا لها بيئة تربوية آمنة أعانت تلامذتها على التحصيل المُمتاز ومواصلة التحدي ، هنيئاً لهم بهذه النجاحات التي لم تتصدر مانشيتات الصُحف ولم تحتفي بها المحليات ولم تُصيب أساتذتها بمرض الغرور المُقعِد للعطاء ، هنيئاً لهُم بالفرح الحقيقي الخالي من رهق الأسر ومشاركة الأبناء لهم في دخولهم الضعيفة أصلا ..
الشعارات السياسية والتصريحات الكثيرة وكثرة الكلام في منابر الإعلام لن تنهض بمجتمعات تقاعس عنها أهلها وانتظروا ما تقدمه لهم الدولة من فتات خزينتها المُنهكة بعد أن وجد ما فيها من مال طريقه إلى جيوب أهل الفساد وضلّ طريقه للتنمية المرجوة ..
ضجت المواقع والأسافير وانبرى كُتاب الصحف كبارهم والصغار في الكتابة عن رسوب كل طلاب مدرسة حلة أولاد ياسين ولم يحفلوا أبداً بما تحقق من نجاح في غيرها وحلة عبدالرحمن التي نحتفي بها أنموذج حي للكثير من القرى والفُرقان التي يدعم أهلها النجاح ، كم من حبرٍ مُسال على الورق ومُفردات السُخرية الناقدة التي احتشدت بها مقالات البعض في حديثهم عن غياب الدولة في إدارة العملية التعليمية وكأنّ دعمها توقف بحصول مدرسة أولاد ياسين على هذه النتيجة البائسة أفيقوا يا هؤلاء واقبضوا على جمر قضاياكم بأيديكم الى حين عودة دولتكم من غربتها الطويلة ، نسأل الله أن يُقيض لهذه المدرسة وغيرها من يُقيلها من عثراتها وأن تتواصل النجاحات والتنافس في غيرها..

بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة..


تعليق واحد

  1. مبرووووووك لناس حلة عبد الرحمن التفوق والتهانى موصولة لاخوتى احمد وعمر وقمر ابناء المبارك عثمان